يدعونا الرب ويكلفنا بمهمة خاصة من عنده ونتحمس للدعوة ونقبل المهمة وتلتهب قلوبنا فينا وتتحرك اقدامنا متوترة تنتظر الامر بالانطلاق كخيل السباق ، ولا يرسلنا الرب حالا ً بل يتأنى ويؤجل انطلاقنا ويوقف اندفاعنا ويتمهل وأحيانا ً لا نفهم بل احيانا ً نفهم ولا نقبل ، نتعجل الله والله يؤجل . الهب روح الله بولس الرسول وسعى لنشر رسالة المسيح وتحرك مبتدأ ً في دمشق ، لكن الله حجزه وارسله الى الصحراء العربية وأبقاه هناك ثلاث سنوات . كان ملتهبا ً بالرغبة في الانطلاق للخدمة . كان على احر من الجمر ليبدأ عمله . كان قد انفق السنوات يحارب المسيح ويضطهد تابعيه . أراد ان يعوض ما فات ،و لكن الله كانت لديه خطة له تختلف عن خطة بولس لنفسه فأبقاه . والنبي حزقيال دعاه الله واسهب وهو يشرح له عمله والى من يذهب وبماذا يتكلم ، أراه رؤى وملئه بالروح ووصف له مسؤوليته وثواب من يسمع وعقاب من يرفض . وفي كل مرحلة كان حزقيال مستعدا ً للانطلاق ، جاهزا ً للذهاب ، متحمسا ً لحمل الرسالة ، لكن الله كان ينقله من مكان الى مكان ومن بقعة الى بقعة . قال : كانت يد الرب علي هناك وقال لي قم اخرج الى البقعة وهناك اكلمك واخرجه وهناك كلمه في وقته . والتلاميذ رأوا المسيح وقد قام من الموت وظهر لهم افرادا ً وجماعة ، أراهم نفسه حيا ً ببراهين كثيرة . كان يظهر لهم اربعين يوما ًويتكلم عن الامور المختصة بملكوت السماوات ، وكانت قلوبهم ملتهبة في داخلهم ، ارادوا الانطلاق الى العالم واعلان قيامة الرب ، ورأوه صاعدا ً الى السماء ، رأوه بعيونهم والسحابة تأخذه عن أعينهم . أرادوا الذهاب الى المدينة ، الى العالم أجمع ليتكلموا ويشهدوا لكنه قال : انتظروا . أوصاهم ان لا يبرحوا من اورشليم بل ينتظرون موعد الرب الذي سمعوه منه وانتظروا صابرين وجلسوا متوترين منتظرين حتى امتلئوا بالروح القدس فانطلقوا . انطلقوا في التوقيت الذي حدده الرب لهم وبالقوة التي ارادهم ان يحصلوا عليها .
قد تكون مستعداً أن تذهب . قد تتصور الوقت مناسبا ً واللحظة حاسمة . قد تعد نفسك لذلك وتستعد سنة او سنوات وترى نفسك ذاهبا ً لكن الله يقول لك لا تذهب الآن ، لدي ما اريد أن اعلمك اياه . وقد تقول يا رب تعلمت وفهمت وادركت والوقت يجري والحصاد ينتظرني هناك . ثق به ، اتكل عليه ، انتظره . العمل عمله وانت تعمل في كرمه ، هو يعرف اكثر . لا تفشل ، لا تيأس ، لا تحزن ، لا تعجل الله ، انتظره فهو يرى افضل .