خبراء: الاتحاد الأوروبي يودع الإخوان ببيان التهنئة.. ونرفض تدخله في الشأن المصري

[Mary Naeem]

خبراء: الاتحاد الأوروبي يودع الإخوان ببيان التهنئة.. ونرفض تدخله في الشأن المصري






بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية في مصر، وفوز المشير عبد الفتاح السيسي بمنصب الرئيس، بدأت تقارير المنظمات العالمية والإقليمية التي شاركت في الرقابة على الانتخابات في الصدور، التي أجمعت على نزاهة ورقي العملية الانتخابية، إلا أن البعض يحاول أن يدس "السم في العسل" كما يُقال، حيث أثار بيان الاتحاد الأوروبي بشأن مراقبة بعثته الانتخابات الرئاسية ردود فعل واسعة على الصعيد الرسمي والوسط السياسي.
حيث استنكرالسفير حاتم سيف النصر، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية، البيان، لوجود خلط بين تقييم العملية الانتخابية وبين قضايا سياسية، وقد وجه السفير انتباه الاتحاد الأوروبي إلى ضرورة التزامه بالخطوط التوجيهية المرتبطة بتقييم عملية متابعة الانتخابات الرئاسية وعدم التطرق إلى ما لا يخصه فيما يتعلق بكيفية إدارة المصريين لشؤونهم في المرحلة المُقبلة.

وكان الاتحاد الأوروبي قد أصدر بيانه النهائي بشأن الانتخابات الرئاسية في مصر، وأكد أن الانتخابات كانت خطوة مهمة جدًا في تنفيذ خارطة الطريق نحو انتقال الدولة للديمقراطية، وأعرب عن استعداده العمل بشكل وثيق مع السلطات الجديدة في مصر موجهًا التهاني للرئيس عبد الفتاح السيسي بتولي منصب الرئيس.

ولكن بيان الاتحاد الأوروبي لم يخلُ من القلاقل، حيث أعرب عن قلقه بشأن حرية التجمع والتعبير عن الرأي، وكذلك عمليات اعتقال بعض أعضاء المجتمع المدني ونشطاء المعارضة، ودعا السلطات المصرية للسماح للصحفيين بالعمل بحرية وضمان حرية التظاهر السلمي من خلال تعديل قانون التظاهر.

من ناحيته وصف نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، البيان بالمتناقض لأنه حينما شكل الاتحاد الأوروبي لجنة لمراقبة الانتخابات، جاء التقرير إيجابيًا، لكن الانعكاسات في البيان الأخير يؤكد أن سياسة الاتحاد متقلبة، ويؤكد أيضًا أن هناك تأثر بالاتحاد من قبل التنظيم الدولي للإخوان لم يتخلص من عقدته، خاصة أن الاتحاد له مركز كبير في النمسا وفرنسا.

وقال إنه بموافقة دول الاتحاد الأوروبي على تمثيلهم في احتفالية تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد غدٍ الأحد، يبدد كل ضباب ولبس في سياسة الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن البيان هو بيان الوداع فيما يتعلق بمجاملة الإخوان، وبدء من بعد غدٍ سوف يتغير مواقف الدول جميعًا مثلما تغير الموقف الأمريكي.

وقال عاطف النجمي، المحلل السياسي، إن الاتحاد الأوروبي له هدف ثابت لا يتغير، ولكن يغير من الخطة والاستراتيجية، نظرًا لوجود صراع مع الولايات المتحدة الأمريكية منذ فترة طويلة لكسب مساحات في منطقة الشرق، وفي إطار الصراع يحاول الاتحاد الأوروبي الاقتراب للحصول على نصيبه في المنطقة، وفي نفس الوقت يتبع سياسة الابتعاد حتى لا يصطدم بأمريكا.

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي لا يضع في حسابه القوى الداخلية ودرجة تأثيرها في المنطقة، ومن هنا عندما وجد أن السيسي أصبح أمرًا واقعًا لابد من تقديم التهنئة له، ثم يبدي تحفظات متعلقة بأمور الديمقراطية لأنها المدخل لوجود حجج للتدخل في السياسة الداخلية وإيجاد علاقات بينه وبين العناصر المعارضة في مصر.

من جانبه، قال يسرى الغرباوي، الباحث السياسي، إنه لابد من النظر إلى بيان الاتحاد الأوروبي بشكل إيجابي، لأنه بمثابة اعتراف وتحول جذري في موقف الاتحاد، معربًا عن رفضه تناول البيان الأوضاع الداخلية في مصر، خاصة أن تعديل قانون التظاهر أمر مصري خالص لا يجوز للاتحاد التدخل فيه.

وشدد على أنه لابد من التأكيد أن مصر لا يوجد بها سجناء حرية رأي وتعبير وجميع السجناء محكوم عليهم في قضايا جنائية، مناشدًا وزارة الداخلية أن تعلن بيان عن أسماء المقبوض عليهم والتهم الموجهة إليهم، وأنها ليس لها علاقة بحرية الرأي والتعبير، وتقوم وزارة الخارجية بترجمتها لدحض أية شائعات.
الدستور