الإنسان بحاجة إلى الخبز. والآب الذي يعطينا الحياة لا يستطيع ألاَّ يعطينا الغذاء الضروري للحياة، وكل الخيرات المادية والروحية. لذا يدعونا يسوع إلى أن نطلب بثقة، يوما بعد يوم ما نحتاج إليه من الطعام، لان الله أفضل بكثير من جميع آباء الأرض، مع انه ما من أحد منهم " إِذا سأَلَهُ ابنُهُ رَغيفاً أَعطاهُ حَجَراً،"(متى 7: 9). وتُستعمل في هذه الطلبة صيغة المتكلم في الجمع، فتجمع المؤمنين الأفراد في جماعة واحدة. إن تدبير الله يومي مستمر، وليس تدبيراً وقتياً، ولا يمكننا أن نخزن عطايا الله ثم نقطع اتصال به تعالى. ويعلق القديس قبريانس "إن الله يعد من يطلبون ملكوته وبِرَّه بإعطائهم كل شيء زيادة. فكل شيء هو لله. ومن له الله لا ينقصه شيء إذا لم يبتعد هو عن الله" (الصلاة الربية،21). وفي هذه الطلبة نعبر، بالاشتراك مع إخوتنا، عن ثقتنا البنوية بابينا السماوي أن يعطينا “خبزنا"، أي ليس الغذاء المادي الضروري لمعيشتنا جميعا، إنما أيضا خبز الحياة أي كلمة الله وجسد المسيح.