منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 01 - 2023, 12:58 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

جبعون والملوك الخمس


جبعون والملوك الخمس...

إن كان بنو جبعون يمثلون صغار النفوس من المؤمنين، الذين يشتركون في العبادة المسيحية لكنهم لم يخلعوا بعد أعمال الإنسان العتيق، فأن هؤلاء يتعرضون لنوع معين من الحرب الروحية ألا وهي حرب الحواس الخمسة وهياجها ضدهم. وكأن الملوك الخمسة الذين ثاروا ضد جبعون يشيرون إلى هذه الحرب التي يتعرض لها الضعفاء، هؤلاء الذين كانوا أصدقاء لجبعون وصاروا أعداء لها مجرد عقد معاهدة صلح مع يشوع.

يقول العلامة أوريجانوس: [عندما تدخل نفس بشرية في عهد مع كلمة الله (يشوع) يجب ألا تشك في قيام أعداء ضدها للحال، بل وينقلب أصداقاء الماضي إلى أعداء لها. لا تتوقع هذا من ناحية الناس فحسب بل وبكل تأكيد يحدث من جهة قوى الشر والأرواح الشريرة التي تنزل إليها لمحاربتها. هكذا عندما يبحث الإنسان عن الصداقة مع يسوع، فليعلم أنه يجب أن يحتمل جفاء الكثيرين, يؤيد الرسول بولس ذلك بقوله: "جميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يضطهدون" (2 تي 3: 13). وأيضًا يقول الحكيم: "يا بُني إن تقدمت لخدمة الرب فأعدد نفسك للتجربة" (ابن سيراخ 2: 1). إذًا لا يزال سكان جبعون محاصرين حتى اليوم بسبب دخولهم في علاقة عهد مع يشوع، مهما كان ضعفهم حتى وإن كانوا محتطبي حطبًا ومسقي ماء. هذا يعني أن أي إنسان في الكنيسة حتى وإن كان الأخير فإنه بتعرض لعدوان الملوك الخمسة مادام في علاقة مع يسوع. ومع أن سكان جبعون هكذا ضعفاء (وعبيد) لكنهم ليسوا مُهملين ولا مُحتقرين من قبل يشوع أو الرؤساء... الذين يسندون ضعفهم. أليس الأمر لا يزال هكذا عندنا، إذ يوصي الرسول قائلًا: "شجعوا صغار النفوس، اسندوا الضعفاء، تأنوا على الجميع" (1 تس 5: 14). هذه هي طريقة يشوع مع رؤساء جنوده، إذ يسندون من تحاربهم قوى الشر لأجل اسمه. لا بقوة في النضال فحسب، وإنما يُطيل نهارهم ويضيف من مدة النور مؤخرًا دخول الظلمة [12-14] ].
بعد أن تحدث العلامة أوريجانوس عن هياج الملوك الخمسة على النفوس التي دخلت مع يشوع الحقيقي في مصالحة، مؤكدًا مساندة يشوع ورجاله لها حتى إن التزم الأمر أن يطول النهار ويتأخر الليل، تحدث عن المعنى الرمزي لهؤلاء الملوك، قائلًا: [لنرى ما هو معنى الملوك الخمسة...؟ قلنا مرارًا أن للمسيح نوعين من النضال: نضال خاص بالقديسين مثل بولس وأهل أفسس إذ يقول بنفسه: "فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات" (أف 6: 12)؛ أما بالنسبة للذين هم أقل قوة والذين مازالت لهم أخطائهم فهؤلاء يكون نضالهم ضد اللحم والدم، إذ لا يزالون محاصرين بالرذائل وسقطات الجسد. أظن أن هذا هو المقصود في هذا النص. فقد قلنا أن الخمسة ملوك قد أعلنوا الحرب على سكان جبعون، الذين حسب اعتقادنا يرمزون إلى المسيحيين غير الكاملين. هؤلاء محاصرون بخمس ملوك، الذين يرمزون إلى الحواس الخمس لجسد الإنسان: النظر والسمع والمذاق واللمس والشم. فالإنسان لا يسقط في الخطية إلاَّ خلال هذه الحواس. هكذا تُقارن الحواس الخمس بالملوك الخمسة الذين يحاصرون سكان جبعون، أي الذين يعبدون الجسد].
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يشوع والملوك في مغارة
والملوك الذين معه إلى عمق شوى، الذي هو عمق الملك
يتغير الرؤساء والملوك
حسن السلوك فى تاريخ البطاركة والملوك - الأنبا إيسوذورس
جبعون


الساعة الآن 06:37 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024