منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 06 - 2021, 12:42 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,413

سرّ عظمة العذراء القديسة مريم


سرّ عظمة العذراء القديسة مريم



وَعَدَ الربُّ قديماً بخلاص البشرية و رجوعها إلى الملكوت السماوي ، كما ذكر الكتاب في ( تكوين 3: 15 ) أنّ نسل المرأة يسحق رأس الحية – أي إبليس الحية القديمة – و هذه النبوة كانت قبل التجسد الإلهي ( يوحنا 1 : 1 و 14 ) بآلاف السنين، و تأخّر الله في إتمام وعده لأسباب كثيرة منها هو أن يـجدّ إنــاءاً طاهراً يتجسّد و يتأنّس منه ، و لمّا وجده كما يقول الآباء الأولون في ثيؤطوكية الأربعاء : ” تطلّع الآب من السماء فلم يـجد من يشبهك ، أرسَلَ وحيده أتى و تجسّد منكِ ” . هذا هو أول سبب نعظّم به العذراء مريم .
قالت القديسة مريم في تسبحتها الإنجيلية أن الله نظر إلى اتضاع أمته ، و مظاهر هذا الاتضاع ، هي أنها حينما علمت بخبر تجسد ابن الله منها لم تتكبر و لم تنتفخ ، بل احتفظت باتضاعها و قالت للملاك المبشر : ” هوذا أنا أمة الرب ” ، و قالت أيضاً ” تبتهج روحي بالله مخلصي ” ( لوقا 1: 47 ) ، أي أنها في احتياج إلى خلاص الفادي مثل باقي البشر ” .
أيضاً مجرّد أن عَلِمت من الملاك المبشر – رئيس الملائكة جبرائيل – بحبَل اليصابات نسيبتها و هي في سن الشيخوخة ( لوقا 1 : 36 ) ، قامت و ذهبت بسرعة إلى الجبال إلى مدينة يهوذا ، و دخلت بيت زكريا ، و سلّمت على اليصابات ” ( لوقا 1: 39 و 40 ) . لقد ذهبت لخدمتها و لم تتكبر أو تنتفخ بأنها صارت أُمّاً لله الكلمة المتجسد ، لذلك قالت : ” لأنه نظرَ إلى اتضاع أمته فهوذا منذُ الآن جميعُ الأجيال تطوبني . لأن القديرَ صنعَ بي عظائم و اسمه قدوس . و رحمته إلى جيلِ الأجيال للذين يتقونه . صنعَ قوةً بذراعهِ شتّت المستكبرين بفِكر قلوبِهم . أنْزَلَ الأعزّاء عن الكراسي و رفع المتضعين ” ( لوقا 1 : 48 – 52 ) . و قد ذُكِر في مزمور (138 : 6 ) : ” الربُّ عالٍ و يعاين – ينظر – المتواضعين ” ، و في سفر الأمثال : ” هكذا يعطي نعمة للمتواضعين ” ( أمثال 3: 34 ) . كلام العذراء القديسة و تسبحتها هو من الكتاب المقدس .
أيضاً قالت العذراء للملاك : ” هوذا أنا أمة الرب، ليكن لي كقولك ” ( لوقا 1 : 38 ) ، و هذا دليل على قبولها هذا الأمر بطاعة كاملة لله . على خلاف آدم و حواء اللذان خالفا الوصية و كسرا الأمر الإلهي .
أول تطويب للعذراء كان من القديسة اليصابات : ” طوبى للتي آمنت – أطاعت من القلب – أن يتم ما قيل لها من قِبَل الرب ” ( لوقا 1: 45 ) . هذه النعمة التي صارت للعذراء مريم من قِبل الرب كانت بحلول الله الكلمة في أحشائها ، و تجسده و تأنسه منها ليصير خلاص البشر من الموت المحتم الذي كان بحسد إبليس ( من صلاة الصلح في القداس الباسيلي ) . و أيضاً طوبتها إمرأة من الجمع حيث قالت للسيد المسيح : ” طوبى للبطن الذي حملك و الثديين اللذين رضعتهما ” ( لو 11 : 27 ) .

نزل الابن الكلمة إلينا من السماء ، ( مزمور 18: 9) ” طأطأ السماوات و نزل و ضبابٌ تحت رجليه ” . و صاغ لنفسه جسداً من عذراء ، ” الكلمة صار – إتّخذ – جسداً ( يوحنا 1: 14 ) ؛ لكي يقدم للجميع برهاناً قوياً على لاهوته باعتبار أن من صاغَ هذا الجسد هو مكوّن سائر الأشياء ” كما في ( أمثال 8 : 22 – 30 ) .و يقول الرسول بولس : ” فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم و الدم إشترك هو أيضاً كذلك فيهما ؛ لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس ” ( عب 2 : 14 ) . فإنه من أسباب التجسد : ” أُظهِر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس ” ( 1 يوحنا 3: 8 ) .
لما جاء الملاك لتبليغ العذراء مريم بالبشارة المفرحة ، كان سلامه مفاجأة لها ، فإن رسالة السلام التي قالها ” سلامٌ لكِ أيتها الممتلئة نعمة ” قالها في وقت لم يكن هناك سلام بين السماء و الأرض ، و كانت عداوة منذ سقوط البشرية إلى ذلك الوقت ، كما قيل في اشعياء ” لا سلام قال الرب للأشرار ” ( اشعياء 48: 22 ) ، و لكن بالبشارة بتجسد ابن الله كان سلام على الأرض و في الناس المسرة ( لوقا 2: 14 ) ، بالمسيح يسوع ، ” لأنه هو سلامنا ، الذي جعل الإثنين واحداً و نقضَ حائط السياج المتوسط ” ( أفسس 2 : 14) ، ” لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح ” ( رومية 5: 1 ) .
هذا التجسد و التأنُّس أعطى العذراء مريم كرامةً لا مثيل لها ، فقد قال لها الملاك في البشارة : ” سلام لك أيتها الممتلئة نعمة ( التواضع و الطاعة التي أظهرتهما في الرد على الملاك ) ، … مباركةٌ أنتِ في النساء ( لوقا 1 : 28 ) … قد وجدتِ نعمة عند الله ( نعمة في عيني الله الذي أرسل ابنه الوحيد الجنس ليأخذ منكِ جسداً ليخلص به العالم من موت الخطية ) ( لوقا 1 : 30 ) .
” من أجل هذا نعظّمكِ باستحقاق بتماجيد نبوية. لأنهم تكلموا من أجلك بأعمال مجيدة أيتها المدينة المقدسة التي للملك العظيم ” ( ثيؤطوكية الأحد ) .
لهذا السبب نعظّم القديسة العذراء مريم ، لأن من قبل التجسد من الروح القدس و التأنُس من القديسة العذراء مريم ، استطاع الله الغير منظور أن يكون منظوراً ، و يقول القديس يوحنا في ( 1 يوحنا 1: 1 و 2 ) ” الذي كانَ من البدء . الذي سمعناه . الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه و لمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة . فإنَّ الحياةَ أُظهرت و قد رأينا و نشهد و نخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب و أُظهِرت لنا ” ، و قال القديس بولس : ” الذي وحده له عدم الموت ساكناً في نورٍ لا يُدنى منه الذي لم يره أحدٌ من الناس و لا يقدر أن يراه . الذي له الكرامة و القدرة الأبدية . آمين ” ( 1 تيموثاوس 6 : 16 ) .

أيضاً في التجلي ، أظهر السيد المسيح مجده لتلاميذه بطرس و يعقوب و يوحنا ورأوا مجده و منظره كان كالشمس ( متى 17 :1 – 8 ) ، و هذا يؤكد أن القديسة العذراء مريم هي أم الله المتجسد – والدة الإله الكلمة المتجسد – بالحقيقة ( ق. كيرلس عمود الدين ) .
لابد أن أوضّح شيئاً هامّاً قد ذكره اشعياء النبي بخصوص عمل الخلاص الذي أتمه السيد المسيح له المجد، في ( اشعياء 63 : 3 و 5 ) : ” قد دُسْتُ المعصرةَ وحدي و من الشعوب لم يكن معي أحد فدستهم بغضبي و وطئتهم بغيظي، فَرُشَّ عصيرُهُم على ثيابي فَلَطَخْتُ كلَّ ملابسي ، … فنظرتُ و لم يكن معينٌ ، و تحيّرتُ إذ لم يكن عاضدٌ ، فخلّصتْ لي ذراعي و غيظي عضّدني ” . إن الخلاص تممه السيد المسيح وحده، و لم تكن العذراء مريم شريكة أبداً في هذا الخلاص و الفداء بل إنها الوسيلة التي جاء لنا منها ابن الله متجسداً لكي يخلصنا . كما ذكر السيد المسيح أيضاً : ” هوذا تأتي ساعة و قد أتت الآن تتفرقون فيها كلُّ واحد إلى خاصته و تتركونني وحدي و أنا لستُ وحدي لأن الآب معي ” ( يو 16 : 32 ) . ، و في سفر أعمال الرسل يقول القديس بطرس الرسول عن الرب يسوع المسيح أنه : ” ليس بأحدٍ غيره الخلاص ؛ لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أُعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص ” ( اع 4 : 12 ) . و العذراء نفسها قالت في تسبحتها : ” تعظم نفسي الرب و تبتهج روحي بالله مخلصي ” ( لوقا 1: 46 و 47) . و في ثيؤطوكية الأربعاء يقول أيضاً : ” لأنك ولدت الكلمة الحقيقي ابن الآب الدائم إلى الأبد أتى و أنقذنا من خطايانا ” .
الجسد الذي أخذه السيد المسيح ابن الله ، جسد إنسان بشري كامل ( نفساً و جسداً ) من العذراء القديسة مريم بدون زرع بشر و من الروح القدس ، هذه الإنسانية أخذ فيه حُكم الموت الذي حُكِمَ به على البشرية ، فبحمله خطايا البشر حمل معه عقوبة الخطية و هي الموت ، و بفضل اتحاده باللاهوت إتحاداً غير مفترق – بغير اختلاط و لا امتزاج و لا تغيير أو انفصال ( الاعتراف الأخير بالقداس ) – صار غير خاضع للفساد ” لأنك لم تدع قدوسك يرى فساداً ” ( مزمور 16: 10 ) ؛ إذ قام من الأموات في اليوم الثالث بعد موته و دفنه في القبر .
هذا هو ما تتحدث عنه الكتب السماوية ، فيقول القديس بطرس الرسول : ” و عندنا الكلمة النبوية و هي أثبت التي تفعلون حسناً إن انتبهتم إليها كما إلى سراجٍ منير في موضع مظلم إلى أن ينفجر النهار و يطلع كوكب الصبح في قلوبكم . عالمين هذا أولاً أنّ كلَّ نبوةِ الكتاب ليست من تفسيرٍ خاصٍ . لأنه لم تأتِ نبوةٌ قَطّ بمشيئة إنسان بل تكلّم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس ” ( 2 بطرس1: 19 – 21 ) . و في رسالة القديس بولس الرسول إلى تلميذه تيموثاوس : ” و أنك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تُحكّمَك للخلاص بالإيمان الذي في المسيح يسوع . كل الكتاب هو مُوحَى به من الله و نافعٌ للتعليم و التوبيخ، للتقويم و التأديب الذي في البر ” .
أخيراً أود أن أنَبِّه كلَّ إنسانٍ مسيحيّ ألاّ يغير أي حرف من الكتاب المقدس ، الذي هو أنفاس الله لئلا يخسر أبديته ، كما ذكر الكتاب في ( رؤيا 22: 18 و 19 ) ” لأني أشهد لكل من يسمع أقوال نبوة هذا الكتاب إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب . و إن كان أحد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة و من المدينة المقدسة و من المكتوب في هذا الكتاب ” . فيقول الرسول بولس في رسالته الأولى لأهل تسالونيكي : ” لا تحتقروا النبوات . امتحنوا كل شيء تمسكوا بالحسن . امتنعوا عن كل شبه شر . و إله السلام نفسه يقدسكم بالتمام و لتُحفَظ روحكم و نفسكم و جسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح. أمين هو الذي يدعوكم الذي سيفعل أيضاً ” ( ا تسالونيكي 5: 20 – 24 ) .
+ ولإلهنا كل المجد والكرامة من الآن وإلى الأبد . آمـــــيــن +
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عشية ودورة اليوم الحادي عشر من نهضة صوم القديسة العذراء مريم | بدير القديسة العذراء مريم -جبل أسيوط
أمام عظمة العذراء تصاغرت القديسة أليصابات
عظمة العذراء مريم
عظمة العذراء مريم أم النور
عظمة العذراء مريم


الساعة الآن 12:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024