|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هناك نوعان متلازمان من الاعتراف، الأول هو لحلول نعمة الله وغسيل القلب بالنقاوة، وأساسه هو المخدع، أي سراً بين الإنسان والله، لأن بدون المخدع والاعتراف أولاً امام الله لا تستقيم توبة قط ولا تصلح إطلاقاً، والثاني أمام الأب الكاهن لشركة الكنيسة وتتميم الشفاء بالتوجيه الروحي السليم وهو يأتي بالإرشاد الذي يكمله المرشد الروحي، وفي ذلك يقول القديس يوحنا ذهبي الفم : [ لماذا تخجل من الاعتراف بخطاياك؟ هل ستخبر بها إنساناً يُعيَّرك بها؟ هل ستعترف بها أمام خادم مثلك قد يُخبر الآخرين بأفعالك؟ أنت ستعترف للرب المُدبِّر، صديق الإنسان، الطبيب الذي ستكشف له جراحاتك... يقول الرب أخبرني أنا وحدي بخطاياك سراً حتى أُشفيك من جراحاتك، وأُخلِّصك من أمراضك ] ويقول القديس غريغوريوس النيسي (335 – 395م) مخاطباً التائبين قائلاً: [ اسكبوا قُدامي دموعاً حارة وغزيرة، وأنا أعمل معكم هذا العمل بعينه، خذوا خادم الكنيسة شريكاً أميناً لكم في حزنكم، وأباً روحياً... فينبغي إذاً أن تعتبروا الذي ولدكم بالله أعلى من الذين ولدوكم بالجسد. فاكشفوا له أسراركم. اكشفوا له أسرار نفوسكم كما يكشف المريض جراحه للطبيب فتنالوا شفاء ] عموماً العمل الأساسي للمرشد الروحي أن يوجه نظر التائب إلى أن يعرف نفسه في جوهرها الأصلي لكي يحيا وفق التوبة الصحيحة ليحبها وتصير منهج حياته كلها، لذلك لابد من ان يلفت نظر التائب لعمل الروح القدس الذي وحده العامل في داخل النفس، لأن المرشد يوجه ويُعلم الطريق ولكنه لا يطهر النفس من الدخل بل الروح القدس وحده… ولننتبه لمراحل التوبة الصحيحة التي أعطاها لنا أبينا القديس الأنبا أنطونيوس الكبير قائلاً [ أقيموا جسدكم الذي أنتم لابسوه، واجعلوه مذبحاً، وضعوا فوقه جميع أفكاركم، واتركوا هناك كل مشورة شريرة قُدام الرب، وارفعوا أيدي قلوبكم إليه... وصلوا إلى الله لكي ينعم عليكم بإتيان ناره العظيمة غير المرئية من السماء لتحرق المذبح وكل ما عليه، فتخاف كهنة البعل التي هي أعمال العدو المُضاد، وتهرب من وجهكم كما من وجه إيليا النبي. وحينئذ تنظرون سحابة قدر كف إنسان فوق البحر، تؤتيكم المطر الروحاني، الذي هو عزاء الروح القدس ] ويقول ايضاً: [ بعد ذلك يبتدئ الروح (القدس) مرشده يفتح عيني نفسه ويمنحها التوبة حتى تتطهر، والعقل أيضاً يبدأ يُميز بين النفس والجسد، عندما يبتدئ أن يتعلم من الروح كيف يطهر كليهما بالتوبة ] ويعلن في النهاية احتياج الإنسان الحقيقي إذ يقول: [ يحتاج الإنسان العاقل أن يعرف نفسه... وأن يعرف أن كل خطية وإثم هي غريبة عن طبيعة جوهره العقلي ] (والعقل المقصود به عند الآباء هو باليونانية (نوس) أي العقل الذي يُدرك الروحيات ويُسمى “القلب” وهو غير العقل البشري brain) ويقول أيضاً عن الروح القدس: [ ... والروح يُعلم العقل كيف يُطَّبب كل جراحات النفس، وينزع عنها الأوجاع، واحدة بعد الأخرى، تلك التي امتزجت بأعضاء الجسد. والأوجاع الأخرى الخارجة عن الجسد، التي امتزجت بالإرادة ]، وهكذا يوضح لنا أن خطايا أو أوجاع أو جراحات الجسد تكون إما بسبب أوجاع النفس وجراحاتها التي تنعكس بدورها على الجسد، لأن الجس يتأثر بنفسية الإنسان، وطبيعة الخطية موت ينعكس على الجسد نفه في النهاية وتظهر في صور نفسية شتى تظهر في الإنسان عموماً مثل (الضيق الشديد، الكآبة، الحزن الدائم، الشعور بالندم القاتل، وينعكس هذا على الجسد نفسه في النهابة ببعض الأمراض وخلافه). وإما بسبب ضعف الإرادة التي ضعفت بسبب تكرار الخطية والانغماس فيها، فلا يستطيع المقاومة بعد ذلك أمام اصغر الخطايا لأن الإرادة ضُربت ولم يعد في مقدورها أن تصمد أمام أقل الخطايا تفاهة… |
14 - 06 - 2012, 07:35 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: نوعان من الاعتراف يكملوا بعضهما البعض
شكرا على المشاركة الجميلة ربنا يبارك حياتك |
||||
24 - 08 - 2012, 06:41 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: نوعان من الاعتراف يكملوا بعضهما البعض
موضوع حلو اوى
ميرسى استاذ مايكل ربنا يباركك |
||||
24 - 08 - 2012, 08:08 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: نوعان من الاعتراف يكملوا بعضهما البعض
ميرسي كتير للمرور الحلو
|
||||
24 - 08 - 2012, 08:25 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: نوعان من الاعتراف يكملوا بعضهما البعض
شكراً على مشاركتك ربنا يبارك حياتك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الباطل والحق يناقضان بعضهما البعض مباشرة |
صموئيل النبي | وقف الجيشان قبالة بعضهما البعض |
وضع ساقيْك على بعضهما البعض |
اشياء يكرهها الرجل والمراة فى بعضهما البعض |
كيف يجب ان يعامل الزوجان بعضهما البعض |