|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بحث عن النسر في الفن القبطي في القرون المسيحية الأولى
أ. بولين تودري أسباب استخدام الرسوم في الفن القبطي 1- إن المسيحيين قد لقوا خلال تاريخهم الطويل، اضطهادات كثيرة مُرة، الأمر الذي اضطرهم في الأيام المسيحية الأولى، إلى أن يعقدوا اجتماعاتهم سراً، حيث عُقد الكثير مِن هذه الاجتماعات في السراديب والكهوف، بل وبين المقابر. واحتاج المسيحيون أن يتعارفوا على ما نُسميه في الوقت الحاضر (بكلمة السر)، وفضًلوا أن تكون هذه الكلمة هي رمزاً يُرسم ولا يُنطق به، وقد وُجد كثير مِن هذه الرسوم على جدران السراديب التي كانوا يجتمعون فيها، فكان الفرد يلجأ إلى رسمه دلالة على أنه مِن بين الجماعة وليس غريباً عنها، ولذا كانت هذه الشارات والرموز جزءاً مِن المسيحية. 2- لجأ الرهبان وغير الرهبان مِن الفنانين إلى رسم صور تُمثل أحداث الكتاب المقدس. وقد ذخرت مكتبات الأديرة بكثير مِن هذه الرسوم تُزين المخطوطات القديمة،وكان مِن الطبيعي أن يختلف خيال الرسامين، كما تختلف الزاوية التي ينظر منها الفنان إلى الحادثة ليُحاول تصويرها. ومنهم منْ كان واقعياً لجأ إلى أشخاص الرواية دون غيرهم. ومنهم منْ كان خيالياً، ولجأ إلى إضافة خياله على القصة. ومنهم منْ لجأ إلى استخدام الرموز (مِن أشكال النباتات والحيوانات) ليُعبر بها عن فكرته. في الوقت الذي عمد فيه آخرون إلى خلط الزمن بالواقع. وترجع أهمية البحث في هذه الرموز التي استعملها الفنانون إلى أنها تُزيد منْ المعرفة الدينية. وقد تكون دراسة الصورة وما بها منْ حقيقة ورمز، أبلغ في تعليم المؤمن البسيط، وأكثر فائدة مِن الدرس المُلقن. النسر: هو طائر كبير مُفترس، وهو مِن أقوى الطيور الجارحة، يُدعى مجازياً ملك الطيور، بسبب قوته وضخامة حجمه، مع حدًة بصره، وقدرته على الطيران. وهو مِن الطيور التي لا تظهر إلا نهاراً. وتتميز بانعكاس أطراف مناقيرها، وقوة أقدامها، وشدة مخالبها التي تستعملها في الفتك بفريستها. وهو يطير على مسافات عالية جداً، وفجأة ينقض على فريسته، وأيضاً بمجرد أن يسقط أحد الحيوانات، تجتمع النسور بأعداد كبيرة على جُثته ولا تُبقى منه شيئاً بعد لحظات قليلة سوى العظام البيضاء. والعُقاب: هو أيضاً مِن الطيور الجارحة، وهو يشبه النسر، ويُدعى بالنسر السمًاك، لأنه يعيش على السواحل يصطاد السمك، وإن كان يتغذى على الجيف أيضاً، وهو سريع الطيران، وحاد البصر ويُعرف بالقوة. |
23 - 07 - 2014, 03:36 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث عن النسر في الفن القبطي في القرون المسيحية الأولى
نماذج للنسر في الرسومات القبطية صورة رقم 1: نقش على بلاطة مِن الحجر الرملي، تُبين نسراً رافعاً جناحيه في وسط عمودان يعلوهما قبة على شكل رقم 8، ويُحيط بهما مِن كُل ناحية طاووس مِن أعلى وغزال مِن أسفل، ومِن تحت منقوش صليبان كُل منهما داخل حنية، مُثبتة على عمودين. وقد وُجد هذا النقش في إسنا، ويرجع تاريخه إلى القرن السابع أو الثامن الميلادي، وطولها 43 سم. × 58.5 سم.، وموجودة الآن في متحف الفن في بوسطن. صورة رقم 2: تمثال مِن البرونز للنسر الروماني فارداً جناحيه، واقفاً على قرن الخصب، ويوجد على جناحه الأيسر فرع به أوراق وثمار صغيرة. وقد وُجد بين أطلال حصن بابليون، ويرجع تاريخه إلى القرن الثالث أو الرابع الميلادي. والنسر في العصر الروماني هو شعار يُعبًر عنْ القوة والعظمة والنصرة، بسبب قدرته العظيمة على الانقضاض على الفريسة، وقوته الفائقة في الطيران. وهذا التمثال موجود الآن في المتحف القبطي بمصر القديمة تحت رقم 1510. واستمر رسم النسر يظهر بوضوح في الفن القبطي حيث نُقش على شواهد القبور. صورة رقم 3: شاهد قبر مِن الحجر الجيري، وُجد في مصر، ويرجع تاريخه إلى القرن السابع الميلادي، ارتفاعه 81.5 سم.. وعليه نقوش قبطية تُبين نسر رافعاً جناحيه اللذان يحيطان مِن أعلى بدائرة داخلها صليب، وفوقه كتابة بالقبطية، وفوقهم صليب منقوش بين عمودين، ويُوجد أسفل النسر فرع نبات بأوراقه، والكُل مُحاط بإطارين، الإطار الداخلى مزخرف بفروع نباتية، والإطار الخارجي مزخرف بأشكال مُتموجة مُتداخلة ومُتكررة. |
||||
23 - 07 - 2014, 03:37 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث عن النسر في الفن القبطي في القرون المسيحية الأولى
رموز النسر في الفن القبطي
|
||||
23 - 07 - 2014, 03:38 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث عن النسر في الفن القبطي في القرون المسيحية الأولى
النسر يرمز للسيد المسيح
1- النسر يرمز للسيد المسيح: أ- في قيامته: لأن النسر له المقدرة أن يرتفع حتى لا يمكن رؤيته، وله المقدرة أيضاً على النظر في الشمس في وسط النهار، كما أنه يُجدًد ريشه في وقت مُعيًن مِن السنة، لذلك فهو يرمز إلى قيامة المسيح. ولذلك أيضاً أعتبر النسر رمز خاص للبشير يوحنا الإنجيلي، لأن يوحنا ركز في إنجيله على إظهار ألوهية الرب يسوع، إذ بدأ إنجيله بقوله: "في البدء كان الكلمة. والكلمة كان عند الله. وكان الكلمة الله" (يو1: 5). ولذلك نجد أن بعض المنجليات التي يوضع عليها الكتاب المقدس لقراءة البشائر تكون بشكل نسر له أجنحة. ب- في عنايته بشعبه: فقد عُرفت النسور برعايتها الفائقة لصغارها، إذ تحوم حولها حتى تقدر النسور الصغيرة على الطيران. وحينما أراد الله أن يُعلن عنْ محبته لشعبه ورعايته لهم، قال: "وجده في أرض قفر وفي خلاء مستوحش خرب. أحاط به ولاحظه وصانه كحدقة عينه" (تث32: 10). "وكما يُحرك النسر عشه وعلى فراخه يرف ويبسط جناحيه ويأخذها ويحملها على مناكبه، هكذا الرب وحده اقتاده وليس معه إله أجنبي" (تث32: 11، 12). فما هي الأرض القفر إلا برية سيناء التي عال الرب فيها شعبه 40 سنة، وصار كسحابة تُظللهم في النهار وعمود نور يُضئ لهم في الليل ويقودهم. "وصانه كحدقة عينه"، فهذا أمر عجيب وفائق في تقدير الله للإنسان، فهو يهتم به ويحفظه ويصونه كمن يُريد أن يحفظ بصره. ويُحرًك النسر عشه ثم يبسط جناحيه ويرف على صغاره لكي يُلزمهم على الاستعداد لترك العش والتمرن على الطيران، هكذا حرك الله كُل ما هو حول شعبه بالضربات العشر لكي يُحركهم للرحيل مِن أرض مصر والطيران في البرية، لكي يدخلوا إلى أرض الميعاد أو بالأحرى لكي يحملهم إليه، إذ يقول: "وأنا حملتكم على أجنحة النسور وجئت بكم إلىً" (خر19: 4). فإن محبة النسور لصغارها ليس بأن تحميها فحسب، بل أن تُعلًم صغارها وتُدربهم على الطيران، فهي ليست محبة خاملة، قاتلة لهم، لكنها محبة عاملة تسند الصغار وتهبهم إمكانيات جديدة. هكذا يُحرك الله حياتنا لكي تنطلق في برية هذا العالم وسط الآلام كمن يطير إلى حضن الله، ونجد لنا فيه استقراراً وراحة، إنه لا يُحركنا نحو الحياة المُترفة المُدللة، لكن لكي يحمينا ويُحوط حولنا، وفي نفس الوقت نطير كما إلى السماء غير مُبالين بضيقات العالم وتجاربه،وكأنما أراد أن يًوضح محبته لنا إذ حملنا بالروح القدس على أجنحة النسور وجاء بنا إليه، أي إلى أحضانه الإلهية، لنختبر أحشاء رأفته ومحبته ونتعرف على أُبوته. |
||||
23 - 07 - 2014, 03:39 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث عن النسر في الفن القبطي في القرون المسيحية الأولى
النسر يرمز للمؤمن
2- النسر يرمز للمؤمن: أ- في حياته المُتجددة: وربما لأن النسر يُعمًر كثيراً، ويُجدًد ريشه كُل سنة، لذلك فهو يُستخدم للدلالة على الحياة الجديدة للمؤمن التي تبدأ وقت العماد والتي تتقوى بالنعمة، كما جاء في أشعياء: "أما منتظرو الرب فيُجدًدون قوة. يرفعون أجنحة كالنسور. يركضون ولا يتعبون. يمشون ولا يعيون" (أش40: 31). وفى هذا يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: [بالروح القدس نتحرر مِن العبودية ونُدعى إلى الحرية. به صرنا أولاد الله بتبنيه إيانا. وفوق هذا كله -إن أمكنني القول- أننا قد تجددنا خالعين عنا ثُقل الخطايا الكريهة! .... به ننال غفران الخطايا، وبه نتطهر مِن كُل وصمة، وخلال عطيته نتغيًر مِن بشر إلى ملائكة، هؤلاء الذين يشتركون معنا في التمتع بنعمته، لكننا لا نصير هكذا في الحال، بل ما هو مُدهش، أننا ونحن في طبيعة البشر نُظهر سلوكاً في الحياة يليق بالملائكة، هكذا إذاً قوة الروح]. ب- في التفافهم حول الرب يسوع: إن كان السيد المسيح قد قدًم جسده ذبيحة حُب على الصليب، فإن المؤمنين كنسور قوية هائمة في السماويات لا تستقر إلا حول الصليب، تجتمع معاً لتشبع بذبيحة الرب واهب الحياة. ج- يرمز إلى قوى الخير والشر في الإنسان: في الكتاب المقدس كلمة نسر تُشير إلى مفاهيم القديسين الحاذقة، التي تطير بسرعة فوق الجسديات وتطلُب العلويات. وأحياناً أخرى تُشير إلى الأرواح الحقودة التي تُفسد النفوس. وأحياناً أخرى تُشير إلى قوات العالم الحاضر. * فكما وُهب النسر قُدرات لكي يُحلق في العلاء، هكذا يملك الإنسان الصالح أن يُحلق نحو السمائيات بالروح القدس الموهوب له مِن الله. وأيضاً الإنسان الشرير يستخدم هذه الإمكانيات المُقدمة له لأذية الآخرين عوض معاونتهم ومساعدتهم. فالنسر في ارتفاعه إلى العلاء وانقضاضه بسرعة على الفريسة، يُقدًم لنا مثالاً للإمكانيات الجبارة التي يُقدًمها الله للإنسان، الذي يستطيع بالتالي أن يستخدمها للبنيان لحساب ملكوت الله في داخله وفي قلوب الآخرين، أو يستخدمها للهدم والعنف والافتراس. · وأيوب البار يقول أن النسر: "يستقر ويستريح على الصخور العالية" (أى39: 27). والنسر فعلاً يجعل وكره في الصخور العالية، على سن الصخر، حتى لا يصل أحد إلى صغاره. وهكذا يليق بالمؤمن أن يجعل عشه في المسيح يسوع، الصخرة الحقيقية، فلا يقترب إليه الشر. أما الإنسان الذي يتشامخ ويتعالى ويظن أنه أقام لنفسه صخرة لا يقترب منها أحد، ويسلك في الشر آمناً، يسمع الصوت القائل: "إن رفعت كنسر عشك. فمن هناك أُحدرك يقول الرب" (أر49: 16). · وكما يمتلك النسر حدة البصر، فالمؤمن تنفتح بصيرته الداخلية ليرى عربون السماء ويتمتع بها. أما الشرير فيستخدم حدة بصره للتطلع إلى أسفل، وقلبه مملوء بالعنف والافتراس. · ويقول العلامة أوريجانس: [إن النسر يستطيع أن يرى فريسته وهو على بُعد شاهق، فبسرعة خاطفة ينقض عليها ويطير، ولا يقدر أحد أن يسحبها مِن مخالبه، كما قال الكتاب: "فرسانها يأتون مِن بعيد ويطيرون كالنسر المُسرع إلى الأكل" (حب1: 8). هكذا فرسان إبليس أو شياطينه تُراقب النفس لتعرف متى تنقض عليها بسرعة فائقة ومِن خلال المُفاجئة المُذهلة ينحدر الإنسان إلى الخطية في فترة قصيرة ليجد نفسه قد خسر الكثير،فإن كان البناء يحتاج إلى زمن طويل فالهدم يتم في لحظات بسيطة. وإن كانت الفضائل المُقدًسة تتطلب جهاد طويل في الرب، فإن هدمها يتحقق في لحظات إهمال بسيطة]. · ويقول القديس يوحنا ذهبي: [إن ضربة سيف خاطفة لا تستغرق إلا لحظات، تجرح الإنسان ليُعالج منها ربما لسنوات، وقد تقضى على حياته. هكذا يضرب العدو بسيفه في لحظات إهمالنا .... لكن هذه اللحظات تُفسد جهاد سنوات طويلة]. · والنسر يُعتبر مِن الطيور النجسة التي لا تؤكل في الشريعة الموسوية لأنها تتسم بالخطف وأكل الجثث والجيفة ... أي بمعنى آخر تُحذرنا الشريعة مِن الشراسة والسلب والظلم والجشع ... في معاملاتنا مع الآخرين. · ويقول العلامة أوريجانس عن الطيور النجسة: [بالحق تتغذى هذه الطيور على الجثث الميتة. والذين يعيشون هكذا مِن البشر هم غير طاهرين، هؤلاء الذين على ما أعتقد يترصدون موت الغير ويتبادلون العهود بخداع ومكر. وتوجد أيضاً طيور تعيش على الخطف، وهم أناس لهم تعاليم عاقلة فيظهرون كالطيور يقرأون ويبحثون في العلاقات السماوية والعناية الإلهية لكنهم يسلكون بالظلم وسلب القريب مُخالفين الناموس، فبعلمهم وكلامهم يكونون كمن هم في السماء، أما بسلوكهم فيُتممون أعمال الجسد. بهذا يستحقون أن يُلقًبوا نسوراً ينقضون مِن أعلى السماء على الجثث الميتة النتنة ...]. · ويقول الأب برناباس: [يُقصد بالطيور الدنسة، ألا يكون لك شركة مع منْ لا يعرفون أن يكسبوا عيشهم بالتعب والكد، وإنما بالقنص الآثم وافتراس الغير، فتراهم يظهرون كأبرياء وهم ليسوا كذلك، يتربصون لفريستهم لينقضوا عليها، فيشبهون هذه الطيور التي لا تعمل شيئاً إلا اقتناص فرائسها وتمزيق لحومها]. |
||||
23 - 07 - 2014, 03:40 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث عن النسر في الفن القبطي في القرون المسيحية الأولى
النسر أحد أوجه الكائنات الأربعة الحية 3- النسر أحد أوجه الكائنات الأربعة الحية: الكائنات الحية ذات الأربعة أوجه (وجه إنسان، ووجه أسد، ووجه كبش، ووجه نسر) التي جاء ذكرها في (رؤ4: 6-11)، (حز1: 1-14). يرى القديس غريغوريوس والعلامة أوريجانس، أن هذه الكائنات الحية تُشير إلى قوى النفس الأربعة التي تتقدًس بحمل الله فيها، وهى:
ويرى القديس أيرنيموس أن هذه الكائنات الأربعة تحمل إشارة إلى العمل الفدائي للرب:
ويرى القديس إيريناؤس، أنها تُشير إلى الأناجيل الأربعة:
|
||||
23 - 07 - 2014, 03:40 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث عن النسر في الفن القبطي في القرون المسيحية الأولى
المراجع
1- الرموز المسيحية ودلالتها، تأليف جورج فيرجسون، ترجمة د. يعقوب جرجس نجيب، 1964. 2- القاموس الموجز للكتاب المقدس. ترجمة مختصرة لقاموس: Concise Bible Dictionary. 3- The Coptic Museum and Old Churches, by Gawdat Gabra, 1993. 4- Early Medieval Art with illustrations from the British Museum Library Collections, Ernst Kitzinger. 5- Pagan and Christian Egypt, Egyptian art from the 1st to the 10th century A.D. Brooklyn Museum, 1941. |
||||
|