كتاب محاسبة النفس آخر كل عام - المتنيح الأنبا مكاري

[Mary Naeem]

كتاب محاسبة النفس آخر كل عام - المتنيح الأنبا مكاري

مقدمة

يقول الرب في سفر أرميا 6: 16 (هكذا قال الرب قفوا على الطريق وانظروا واسألوا عن السبل القديمة وأين هو الطريق الصالح وسيروا فيه فتجدوا راحة لنفوسكم).

ما أحوجنا جميعًا في هذه الأيام ونحن نودع عامًا مضى ونستقبل عامًا جديدًا، إلى وقفة مع النفس لكي نراجع حياتنا وسلوكنا خلال العام المنقضي وكيف نستقبل العام الجديد، محاولين بمعونة الرب أن لا نتعثر في نفس الأخطاء السابقة.. ويسعدنا في هذه المناسبة أن نقدم إلى كل نفس محبة وخادمة وكارزة في كرم الرب يسوع.

إلى كل النفوس البعيدة والقريبة نقدم لكم تعاليم وعظات أبانا الأسقف المتنيح الأنبا مكاري أسقف شبه جزيرة سيناء كمعلم وكارز ومبشر بكلمة الرب يسوع من طراز فريد.. ضارعين إلى الرب يسوع أن يكون هذا الكتيب سبب بركة وخلاص لنفوس مثيرة بصلوات سيدتنا كلنا والدة الإله القديسة مريم وبصلوات قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث.

ولربنا المجد الدائم إلى الأبد آمين..

أبناء نيافة الأنبا مكاري

[Mary Naeem]

كيفية محاسبة النفس

S

بنعمة ربنا يسوع المسيح مر عام من أعوام كثيرة، ولولا عناية الله ورأفاته وحفظه للإنسان، ولولا معونته لم يكن ينصرف العالم ونحن لا نزال أحياء، وفي سلام ونعمة وصحة، ويد الله ترافق الإنسان يومًا بيوم، سواء في حياته الخاصة أو في حياته العامة. وحياة الإنسان وزنة مُعطاة له من الله علشان يتاجر بها التجارة الروحية الروحية ويربح.
عمر الإنسان علي الأرض وزنة يتاجر بها أعطاها له وفي الآخر يقول له أعطني حساب وكالتك...أعطيتك صحة، أعطيتك وقت، أعطيتك نقود. معرفة، ضمير، أعطيتك وسائط النعمة المختلفة.... أعطيتك ظروفًا معينة تعيش فيها، وكل عطايا الله للإنسان جيدة. ولا يُرفض شيء إذا آخذه الإنسان بالشكر، وفي النهاية الرب يقول له أعطني حساب وكالتك.
التاجر الحكيم يقدم الربح ويربح خلاصه وخلاص الآخرين، وطبعا لا يوجد أحد يشك أن الإنسان له نهاية علي الأرض محتومة سوف تأتي ولا تتأخر أو تتقدم عن ميعادها.
علشان كده إحنا مطالبين من اله بالاستعداد الدائم، قارب العام علي الانتهاء، لذلك يلزم الإنسان السائر في طريق الخلاص أو في طريقه الروحي واجب بين عامين،.. بين نهاية عام وبداية عام جديد أن يقف الإنسان ويراجع نفسه ويدخل العام الجديد مدخلًا جديدًا لئلا تعدي به أيام والشهور والسنين دون أن يتغير أو دون أن يتقدم. علشان كده بنعمة ربنا يسوع المسيح هاقول بعض المبادئ الروحية التي تلزمنا أن نعيش بها في العام الجديد وكل عام، لكي نقترب من الهدف، مثل القديس بولس عندما يقول اسعي نحو الغرض. كل إنسان أمامه هدف أو غرض يسعى إليه، يشوف بيقترب من الهدف أم لا. بيتقدم للأمام أم بيرجع للخلف، أم واقف محله. هذه المبادئ تساعد الإنسان أن يسعي نحو الغرض، وأول مبدأ يلزمنا كلنا أن نعيش به هو..

[Mary Naeem]

محاسبة النفس

الواحد واجب أن يحاسب نفسه باستمرار ويتأمل في سلوكه، محاسبة النفس بعد الخطأ مباشرة، إذا الإنسان انتبه أنه اخطأ، المفروض أن يرقع قلبه ويقول أنا أخطأت ويطلب من ربنا الغفران في هذه اللحظة. ومحاسبة النفس محتاج إليها الإنسان في نهاية كل يوم بعد ما يخلص كل حاجة وصلي وقرأ الإنجيل واجب عليه يجلس ولو لدقائق قليلة ويسترجع الـ24 ساعة الأخيرة. حصل فيها إيه! بيراجع تأملاته وأقواله وتصرفاته وأفكاره والأمور التي تصرف فيها كويس، يشكر ربنا عليها. والأمور التي تصرف فيها خطأ يحاسب نفسه عليها ويطلب من ربنا معونة.

أيضًا محاسبة النفس قبل الذهاب لأب الاعتراف. مثلا أفرض أن الإنسان لم يذهب لأب الاعتراف منذ شهر أو أكثر يجلس مع نفسه ويقول الفترة دي حصل فيها إيه؟ يكتب في ورقة خاصة به ويكتبها بطريقة لا يفهمها غيره، علشان لما يذهب يعترف يبقي عارف إيه اللي هيقوله ولا ينسي شيء،ومحاسبة النفس قبل الاعتراف مرات كثيرة تجعل الواحد يعرف غيه الضعفات التي تتكرر كثيرًا في حياته، يعني مثلًا يتذكر أنه دائمًا ينفعل بسرعة أو هو بيزل بلسانه أو في تقصير واجبات روحية معينة تتكرر، بمعني أنه يكون بيقيد ويقارن بين كذا جلسة أعتراف من الذي كتبه قبلها سوف يجد أمور وضعفات متكررة وهذا يجعله يركز عليها أكثر.

وآخر حاجة يراجع فيها نفسه في نهاية عام أو قبل عيد من الأعياد بينكرر لكي يدخل علي العيد لازم يأخذ فرحة العيد...إذا كان عيد سيدي أو حتى قبل عيد ميلاده هو يقول سنة عدًت أو حتى قبل عيد ميلاده هو يقول سنة عدًت منى السنة الماضية ماذا عملت فيها!

[Mary Naeem]

ممارسة التوبة

لأن التوبة يلازمها محاسبة النفس.. والقديس يوحنا قال في سفر الرؤيا (انظر من أين سقطت وتُب) يبقي الواحد لما يحاسب نفسه يعرف من أين سقط وهذا يساعده ويقوده إلي التوبة. طبعًا عدم التوبة يعنى الهلاك. إنسان يمارس التوبة قال عنه الرب يسوع في لوقا 13: 5 (إن لن تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون)، وقال لهم مثالين لو تفتكروا الجليليين الذين خلط بيلاطس دمهم بذبائحهم هل كانوا مخطئين أكثر من كل الذين في الجليل؟ كلًا.. أو أولئك الـ18 الذين سقط عليهم البرج في سلوام وقتلهم، أتظنون أن هؤلاء كانوا مذنبين أكثر من جميع الناس؟ كلا.. بل إن لم تتوبوا جميعكم تهلكون، الإنسان الذي لا يمارس التوبة في حياته يبقي سائر في طريق الهلاك وأيضًا القديس يوحنا الكارز بالتوبة قبل مجيء الرب يسوع له المجد كان بيقول لهم (توبوا لأنه قد اقترب منكم ملكوت السموات. قد. قد وضعت الفأس علي أصل الشجرة. كل شجرة لم تصنع ثمرًا تقطع وتلقي في النار). التوبة مش حادثة بتحصل في حياة الإنسان، التوبة يلزم أن ترافق مسيرة الإنسان باستمرار طوال حياته توبة كبيرة، يعني حولت مسار حياته تحول كبير وتحول جذري مثل شاول، حدث تحول كبير في حياته بالتوبة، لكن مش معني كده أن توبته انتهت،التوبة تلازم الإنسان طوال مسيرته، والذي يساعد الإنسان علي التوبة وعلي محاسبة النفس أنه يكون له أوقات يجلس فيها مع نفسه، مش كل عمره مشغول بالناس والأعمال والواجبات والاجتماعات. فترات السكون التي يجلس فيها مع نفسه مثل ما قيل عن الابن الضال (فرجع إلي نفسه)، يعنى إيه؟ هو كان خارج نفسه؟ يعنى الإنسان عندما يكون مشغول بالهموم والأعمال يكون بره نفسه.

طبعًا بعد التوبة أمام الله مطلوب الاعتراف عند أب الاعتراف. إحنا عندما نخطئ في الأول، الخطية ذد الله نفسه لأن الخطيئة تبقى ضد إنسان معين في الغالب، فتكون خطية في حق إنسان. يعني نفرض أنا كذبت علي واحد، أنا لما كذبت أسأت للشخص الذي كذبت عليه وفي نفس الوقت إساءة في حق الله، لأن (الله أوصاني أن لا أكذب) ولذلك قال داود النبي + إليك وحدك أخطأت والشر قدامك صنعت+ مع أنه اخطأ لأوريا الحثي، واخطأ لزوجة أوريا الحثي، وأخطأ لهيكل الله الذي هو جسده. والقديس بولس قال (من يفسد هيكل الله سيفسده الله)، يبقي أخطأ ضد الله. وما دمت أنا أخطأت غلي الله يبقي لازم اعترف أمام الله بالخطأ.

[Mary Naeem]

الاعتراف أمام أب الاعتراف

ر

طبعًا ناس كثير تقول كفاية إني اعترفت أمام ربنا، طبعا ده موضوع طويل، لكن يكفي أن أقول أن الاعتراف مصحوب بالخجل وانسحاق النفس. الإنسان يخجل من غيره. مهما أنا اعترفت أمام الله، خلاص ما حدش شافني، مكسوف. حتى لو أكون قتلت وأقول له يا رب أنا قتلت. لكن واحد بيعترف أمام أب الاعتراف يبقى فيها خجل وفيها تواضع وفيها مشاعر تذلل. ذي ما في البستان قول (واحد تلميذ بيكلم أبيه الروحي فأبوه الروحي رد عليه وقال له يا ابني إحنا ما بنخافش من ربنا زي خوفنا من الكلب، فقال التلميذ حاشا يا أبي لا تقل كده. قال له الأب الروحي أعرفك هذا صح. افرض أني باسرق ولم يراني غير كلب وبدأ يزعق بصوته عليً - هخاف من الكلب وألغي السرقة لأحسن الكلب يبهدلني، يبقي بأخاف من الكلب أكثر من مخافة ربنا. تماما في الاعتراف الواحد بيخجل، فيها عنصر التذلل وانسحاق واتًضاع. والكتاب بيقول كده (من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر ويعترف بها يرُحم). أنتم تعرفوا قصة عخان بن كرمي في سفر يشوع عندما قال له يشوع (اعترفوا أمام الله وأخبرني ماذا عملت، لا تُخف عني شئ)، لم يقل عخان بن كرمي أنا اعترفت أمام ربنا خلاص وأقولك أنت ليه، غنما قال له أنا وجدت في الغنيمة رداءً شنعاريًا نفيسا وفضة وذهب فاشتهيتها وأخذتها انظروا قال له اعترف إلي الله وأخبرني،بالاعتراف الكامل يكون كده - يوحنا المعمدان يقول خرج إليه جميع أهل أورشليم وكل القرى المحيطة بالأردن معترفين بخطاياهم كان يلزمهم الاعتراف وكانوا يروحوا له عشارون كان يقول لهم لا تستوفوا أكثر مما فرض لكم. جنديون كان يقول لهم لا تظلموا أحددًا ولا تشوا بأحد واكتفوا بعلائفكم - ناس عاديين يقول لهم اعترفوا بخطاياكم من له ثوبان فليعط من ليس له. يعني كل فئة كانت تعترف بخطاياها، كان يعطي لها العلاج المناسب لخطاياها، والقديس بولس يقول لأن الأمور الحادثة منهم سرًا ذكرها أيضًا قبيح، لكن الكل إذا توبخ يظهر بالنور لأن كل ما أظهر فهو نور.

فالإنسان ينظر خطيئته طول ما الخطيئة ما اعترفش بها مستترة ومش هيغلبها. في تاريخ الكنيسة لو واحد فيه خطيئة مسيطرة عليه ولم يعترف بها يظل مغلوب منها. لكن إن كشفها يأخذ قوة للانتصار عليها.

[Mary Naeem]

معالجة نقط الضعف

ونقط الضعف خطية معينة يكون الإنسان مغلوب منها، عادة مسيطرة علية، أو كيف - طبعًا الإنسان الساكن فيه، ومحاسبة النفس تساعدنا علي اكتشاف نقط الضعف، والإنسان مفروض عندما يكتشف ضعفاته يجاهد ضدها لكي يتحرر منها لأن الرب يسوع له المجد قال لنا في يوحنا إصحاح 34:8 (كل من يفعل الخطية فهو عبد للخطية ولكن أن حرركم الابن فبالحقيقة تصيرون أحرارًا). والقديس بولس يقول (كل الأشياء تحل لي لكن ليس كل الأشياء توافق). القديس بطرس يقول أيضًا (ما انغلب منه أحد فله مستعد أيضًا)، يعنى مغلوب من حاجة معينة يبقى أنا عبد لها.فمفروض الإنسان يكتشف نقط ضعفه ويجاهد ضدها بمعونة ربنا علشان يتحرر منها -لابد من جهاده ولابد من نعمة ربنا تسنده،إن جاهدت بدون النعمة يبقى أن لم يبن الرب البيت فباطلا تعب البناؤون ونعمة ربنا من غير جهاد لا.... وربنا لا يعطى نعمته لواحد لا يجاهد. أنت تجاهد والنعمة تساعدك. إن لم يكن بداخلك روح الجهاد، نعمة الله لن تشترك معك. وبيشبهوا الجهاد والنعمة بالجندي الذي يعطوا له سلاح، السلاح هو النعمة، بالسلاح يقدر أن يغلب عدوه. لكن لو الجندي ترك السلاح وحارب من غيره سوف ينهزم. يبقى ده الجهاد بدون النعمة. كمان لو الجندي اتكل على السلاح وهو نفسه لا يعرف أن يستعمل السلاح ولا بيعمل التداريب واللياقة البدنية ولا يتعلم الحرب وأصول استخدام السلاح.أيضًا السلاح وحده لا يكفى.

[Mary Naeem]

التسلح بروح الرجاء

لأن الخطأ معناه الفشل أو اليأس، ولكن مفروض على الإنسان أن يجاهد ويعتمد على نعمة ربنا (يقول أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني) وفي ميخا النبي (لا تشمتي بي يا عدوتي أن سقطت أقوم أن جلست في الظلمة الرب نور لي) وهناك قصة بالبستان تقول كان فيه راهب مستعبد لخطية معينة وكان يتكرر منه الخطأ كثيرًا لكن كل ما يخطئ يقوم ويصلى ويجاهد ضد الخطية ويمارس وسائط التوبة. فالشيطان مل من جهاده فظهر له مرة وقال له أما تخزى من الوقوف أمام إلهك وأنت نجس فقال له الراهب أنت تضرب مرزبة وأنا أضرب مرزبة. أنت توقعني في الخطية وأنا أخرج إلى رحمة الله والجهاد الروحي والصلاة والتوبة وسوف ترى من الذي سوف يغلب أنت وألا نعمة ربنا. فيقول منذ ذلك الوقت الشيطان لم يحاربه قائلًا لئلا أسبب له أكاليل بسبب رجائه في إلهه. لأن رجاءه بالرب حي. ومهما كان الضعف حتى لو أكون زى إليعازر، إللي قالوا له يا رب قد أنتن لأن له في القبر أربعة أيام،الواحد يجاهد ويطلب ويقول لو أنت يا رب قلت كلمة واحدة إليعازر هيقوم بكلمة واحدة منك. فالخطأ مش معناه الفشل لازم تتسلح بروح الرجاء. طالما بيجاهد نعمة الله تسنده، وربنا يسوع قال من يُقبل إليه لا أخرجه خارجًا مهما كانت خطيئته. لكن لو لم يذهب للرب هيظل في ضعفه لأن من الوسائل القوية التي يحارب الشيطان بها الإنسان بعد الخطيئة أن يقول له خلاص أنت لا ينفع لك صلاة أو صوم ولا اعتراف ولا تناول. أنت لا فائدة منك. دي أصعب من الخطية نفسها. هذه خطية بيوقعنا فيها الشيطان أصعب من الخطية التي عملها. خطية صغر النفس ويوقعه في الفشل ويقربه من اليأس وبعد كده يبقى بلا قوة وبلا رجاء ويصبح أسير في يد الشيطان. وفي تاريخ الكنيسة كان فيه قديسين كبار نقلهم ربنا من عمق الضعف ومن عمق الظلمة ومن عمق لخطيئة والنجاسة وصاروا قديسين عظماء بسبب أنهم جاهدوا وآزارتهم نعمة الله. القديس الأنبا موسي الأسود من ضمن هذه الأمثلة تلقبه الكنيسة بالقوي أنبا موسى. قوي في التوبة، قوي في جهاده، في ليلة واحدة ذهب إحدى عشر مرة لأب اعترافه بسبب الحرب الشديدة التي كانت عليه.

[Mary Naeem]

التحلي بالحرص

الحرص وسيلة مهمة من وسائل النجاح في الحياة الروحية الإنسان يبقي حريص. حريص في كلامه في تعاملاته. في فكره أي فكر شرير لا يستسلم له ولا يتفاوض معه لا يعطي له فرصة لينجس قلبه. نجد الفكر يتحول إلي شهوة في القلب، أيضًا حريص علي وقته. حريص في سلوكه، له قانون روحي في دخوله أو خروجه. يأتي له الشيطان مثلًا يقول اطلع بره اليوم واخرج. عايز يضيع وقته. يقول له الإنسان أنا لن أخرج اليوم لأن الخروج الكثير يجعله يخرج بره نفسه أو يقول له عدو الخير اذهب قابل فلان اليوم.. يرد عليه الإنسان ويقول له فلان سوف أقابله بعد غد. طبيعي مثلًا أعمل الحاجة الفلانية يقول له لما أشوف الحاجة دي هترضي ربنا والا لا. يشوف العمل هذا مطلوب والا غير مطلوب ممكن تأجيله ولا مش ممكن. أعطي له ساعتين أو أكثر أو أقل،القديس أنبا أنطونيوس قال (لا تطع جميع أفكارك) مش أي فكر يلمع في ذهنك تنفذه علي طول. افحصه شوف عدو والا صديق. مش عارف قول خليني محلك سر حتى يظهر لي حقيقة الفكر أصلي واطلب معونة ربنا لأني إنسان. الآباء يقولوا ممكن إنسان يجمع كثير لكي يضًيع الذي جمعه. وفيه إنسان يجمع قليل لكي يحافظ علي هذا القليل. يصبح الذي جمع قليل وحافظ عليه أفضل من الذي يجمع كثير وغير محافظ عليه. وأي فضيلة محتاجة لحرص وإلا تضيع، وكثير من الخطايا نمارسها بسبب الاستهتار والتهاون والاستخاف بالأمور. تقول وإيه يعني دي بسيطة - مثل الذي يسرق البيضة النهاردة، بكره يسرق الجمل - الذي يقع في الصغائر بعد كده ينزلق إلي الكبائر. فالشيطان يبدأ بحاجة صغيرة وبعدين أكبر منها ثم أكبر حتى بحاجة صغيرة وبعدين أكبر حتى يربطه بربطه زيادة لغاية لما يبقى غير قادر أن يتحرك من كثرة الرباطات.

[Mary Naeem]

افتداء الوقت

وهذه نقطة مرتبطة بالحرص. أقولك ده الوقت ده عمري هو أنا عمري إيه غير شوية وقت. أنا لو ضيعت نصف ساعة أضيع يوم. واليوم يبقي أسبوع والأسبوع يبقي سنة والسنة دي يبقي هضيع السنة الجاية وعمري كله. وأنا عمري إيه غير شوية وقت، علشان كده الرسول بولس يقول (انظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة). تتكلم في التليفون اتكلم علي قدر المطلوب فقط وسلام. أنت مش في زيارة في التليفون متضيعش وقتك، رايح مشوار علي قدر المطلوب، إذا تأخرت يبقي أنت ضررت نفسه ونفس الذي ذهبت إليه. تقول أنا لا أجد وقت لكي أصلي. أقولك لا، أنت عنك عندك وقت بس أنت بتضيع وقت الصلاة. أنت لو عندك رغبة في الصلاة، هتقول الساعة كام أروح بسرعة خلاص ربنا معاكم تصبحوا علي خير. طيب والموضوع الفلاني بعدين إن شاء الله أنا مشغول ورايا ميعاد حالًا نكمل الموضوع في مرة ثانية. حافظ علي وقتك، لأن عدو الخير يحب أن يضيع وقت الإنسان ويجعله يتعود علي هذا. لازم الإنسان يكون متيقظ وعارف أن الوقت هو عمره.. هو حياته، كان ممكن الوقت الذي ضاع يعمل فيه حاجة تفيد وتبقي رصيد له، مش بس ممكن تضيع الوقت في أمور غير نافعة، ممكن نضيع الوقت في أمور ضارة تضر الإنسان مثل الكلام الكثير. علشان كده فيه قول في البستان يقول النوم في سكون أفضل من السهر في الأحاديث، ممكن واحد نام بدري علشان يستيقظ مبكرًا يصلي. لكن سهران في الرغي ضيع وقت الصلاة بتاع الليل وكان هيستيقظ متأخر لا يجد وقت للصلاة صباحًا،تبقي أنت ولا صليت الصباح ولا صليت في الليل والنهارده زي بكره وبكره زي بعده، وعدو الخير يخليك زي اللي بيجر ساقية بيلف علي طول ولما يجي تسأله يقولك ما فيش وقت إحنا مشغولين، ما تقولش ما فيش وقت، قول ما فيش رغبة، قول ما فيش مراجعة مع النفس، قول ما فيش حكمة في التصرف. والقديس يوحنا السلمي يقول الراهب الخايب أول ما يضرب جرس الكنيسة النوم يثقل عليه وأول ما يبقي فيه احاديث وقصص وتسالي تبقي عينيه مفتوحة للصبح. لكن في الكنيسة نقف نتثاءب، واللي بيساعد علي افتداء الوقت مراعاة الترتيب والنظام في كل شيء والكتاب بيقول (ليكن كل شيء بلياقة وبحسب ترتيب) وكل شيء ببقي بترتيب، والترتيب يساعد علي افتداء الوقت.

[Mary Naeem]

التمسك بالقانون الروحي

النمو الروحي مرتبط بالقانون الروحي، القديسين صاروا قديسين لأنهم احترموا القانون الروحي، ولم يكسروه، القديسين العظماء لم يبتدئوا قديسين عظام، ولكن ابتدأوا صغار مثل أي واحد، لكن الفرق أن هذا يمشي للأمام وذلك يمشي للخلف أو يمشي خطوة ويتوقف ويتراجع. الراجل المليونير ابتدأ صغيرًا بس كل ما كان عنده فرصة أن يدخر كان بيحوش ومع الوقت بيزيد ربحه وبيزيد رصيده لكن لم يبدأ مليونيرًا. أيضًا القديسين العظام كده كان إنسان عادي خالص، والكتاب يقول (كان إيليا إنسان تحت الآلام مثلنا)، تحت الآلام يعني معرض لآلام الخطية وأوجاع الخطية. القديس من هؤلاء كان يقول لا أنام إلا إذا صليت. طيب أنت مريض، يقول المريض لما يصلي ربنا يشفيه. طيب أنت عندك حمي، يقول الحمي ربنا يشفيها بس لازم أصلي. لا أنام إلا إذا صليت، ده قانون (أوفي نذوري للرب يومًا فيومًا) وأنت تعودت علي عدم الصلاة اليوم ربما لا تصلي غدًا. القديس يوحنا القصير في سيرته يقول عندما كان يقف يصلي كان عدو الخير يحاربه مثل وحش واضع يديه ورجله وكأنه هينهشة طول الصلاة لا يتركه إلا إذا أبطل صلاة. ورغم هذا كان يواظب علي الصلاة. في صلاة في صوم في قراءات روحية في اعتراف في تناول في خدمة)، لا بد أوفي نذوري للرب يومًا فيومًا. عدو الخير يقول لك أنت الآن مرتبك صغير لما يبقي كبير إدفع العشور. هيزيد المرتب ومش هتدفع العشور، لأن الأمين في القليل أمين أيضا في الكثير، والظالم في القليل ظالم أيضا في الكثير،

القانون الروحي لا يقول تسيب الـ15 يوم دول وتصوم بقية الصوم، يقول مادام تعودت أنك تسيب يوم واحد من الصوم. والشيطان يبقي هيحرمك من الصوم كله نهائي. القانون الروحي نمارسه من أول يوم في السنة إلي آخر يوم في السنة، ممكن ظرف يخليني اقلل من عدد المزامير، ماشي، ويبقي ضميري مستريح لأن الواحد قدم كل ما عنده وربنا لا يطلب مني أكثر مما عندي لكن أقل مما عندي..لا. أعرف إنسان روحي يبقي فيه أمراض هذا عددها وواخد علاج وأدوية كثيرة ووقت الصلاة يقول وقفت أصلي وبعد كده يشوف معونة الله ويختبر عطايا الله ويزداد إيمانه بالله وتعزياته بالله وينمو بقوة الله لأنه ما بيهملش قانونه الروحي، والكتاب يقول أنت بلا عذر أيها الإنسان.