البابا شنودة الثالث
النقاوة الكاملة هي النقاوة من جميع الخطايا.
بكل صورها وأنواعها، سواء كانت بالعمل، أو بالفكر، أو بالحواس، أو بمشاعر القلب، أو بسقطات اللسان. سواء في العلاقة مع الله، أو مع الناس، أو مع الذات.
إنها نقاوة شاملة، وليست مجرد تخلص من خطية معينة كانت تحاربك.
فالفريسي الذي صلى في الهيكل في وقت صلاة العشار، كان يظن أنه صار من الأنقياء، لأنه "ليس من الظالمين الخاطفين الزناة" وليس من المقصرين في الصوم أو في دفع العشور (لو 18: 11، 12). بينما أنه لم يكن قد تنقى من الكبرياء، ولا من إدانة الآخرين، ولا من- الافتخار والبر الذاتي.. لذلك لم يخرج مبررًا.
لا تظن إذن إنك قد وصلت إلى درجة النقاوة، إن كنت قد تخلصت من بعض الخطايا التي كان لها سلطان عليك. إنما المقياس الحقيقي لوصولك إلى النقاوة هو أنه:
لا يكون لأية خطية من الخطايا سلطان عليك.
انظر إلى قول السيد المسيح "من منكم يبكتني على خطية؟!" (يو 8: 46).
أية خطية على الإطلاق.. ولهذا أستطاع أن يقول عن الشيطان "ورئيس هذا العالم يأتي، وليس له فيّ شيء" (يو 14: 30).
فهل وصلت إلى هذه النقاوة من جميع الخطايا، بحيث لا يوجد للشيطان شيء فيك، كبيرًا كان أم صغيرًا؟! حتى ولا من الثعالب الصغار المفسدة للكروم، ولا من الخطايا التي تتنكر في ثياب الحملان..؟