ليس أصعب على الإرادة البشرية من التسليم الكامل، وإخضاع الإرادة الإنسانية للمشيئة الإلهية تمامًا. إلا أن حياة البركة، والتمتع بالتعزيات وسط الضيقات، يرتبطان ارتباطًا وثيقًا بهذا التسليم.
وهناك نوعان من التسليم: الأول هو ”تسليم الاضطرار“، عندما لا يكون في طاقة يدنا شيء نفعله. فقد تسير الأمور عكس رغباتنا أو توقعاتنا، وأحيانًا ضد المنطق. إلا أن الحكمة تقتضي التسليم في مثل هذه المواقف، وليكن لسان حالنا عندئذٍ «صَمَتُّ. لا أفتح فمي، لأنك أنت فعلت» ( مز 39: 9 ). وروح الخضوع هذه، النابعة من قلب متضع، تأتي للنفس بالتعزيات الإلهية، كما هو مكتوب: «الله الذي يعزي المتضعين عزَّانا» ( 2كو 7: 6 )، وهذا ما فعله أيوب، مثلاً، في بلواه، حين قال: «الرب أعطى، والرب أخذ، فليكن اسم الرب مباركًا» ( أي 1: 21 ).