لا يظن الابن (المحب لأبيه) السوء به، بل على العكس من ذلك نجده يخضع لأبيه طائعًا، لأنه يشعر بالأمان المطلق في نوايا أبيه من نحوه، ولا يشك ولو للحظة أن أباه يمكن أن يؤذيه. لقد أحب أب الآباء إبراهيم الله، الذي آمن به كأب حبيب عظيم، حكيم، قدير، لذلك لم يتردد في طاعة أمره له، بتقديم إسحاق ابنه الوحيد محرقةً له، كقول الكتاب: "وَقَالَ: بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ، أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً..." (تك 22: 16، 17).