|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حياة الإنسان بين فضيلة الطاعة والمعصية فى سلسلة الإنسان بين حياة الفضيلة وحياة الرذيلة كتبنا فى المقالة السابقة عن القداسة والنجاسة، واليوم عن الإنسان بين فضيلة الطاعة ورذيلة المعصية. أولا: الإنسان وفضيلة الطاعة. الطاعة واجبة متى كان الأمر صادرا ممن له الحق فى أن يأمر، الله هو الذى خلقنا وأوجدنا وهو الذى له الحق المطلق أن يأمرنا بأن نطيع ولمن نطيع. ولكن الله فى محبتك لنا لم يرد أن يأمرنا بطاعته، بل كانت أول فضيلة أراد الله أن يعلمها لنا هى فضيلة الطاعة، إذ أعطى الإنسان الأول: آدم وحواء وصية واحدة قائلا له: «من جميع شجر الجنة تأكل أكلا، وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها، لأن يوم تأكل منها موتا تموت» ( تكوين ٢: ١٦-١٧). فإذا أطاع الإنسان الله كان برهانا على اعترافه بسيادة الله وربوبيته ومحبتك له. فالمحبة الحقيقية لله هى فى حفظ وصاياه. ولكن للأسف الإنسان لم يطع الله وتبع هواه واستعمل الحرية التى أعطاها الله له، ضد وصية الله. وانطبق عليه المثل العربي: «من أطاع هواه، باع دينه بدنياه». ولكى يستطيع الإنسان أن يطيع الله، يجب أن يتخلى عن ذاته ويسلم إرادته وحريته بالكامل إلى الله، ومن خلال الطاعة يسمو الإنسان إلى ما هو فوق ويدرك سر وجوده: أن يعيش مع الله خالقه وجابله فى محبة وطاعة وسلام. وهنا أحب أن أذكر المثل الشائع: «إذا أردت أن تطاع، فأمر بما يستطاع». وهناك أيضا الطاعة للرؤساء فى كل المستويات. وهذا ما أمرنا الله به: «ذكرهم أن يخضعوا للرياسات والسلاطين ويطيعوا، ويكونوا مستعدين لكل عمل صالح» ( تيطس ١:٣). على ألا يكون متعارضا مع وصايا الله لنا - لأنه ينبغى أن يطاع الله أكثر من الناس- على أن تكون الأوامر من الرؤساء وفقا للقوانين واللوائح التى تطبق على الكل بطريقة متساوية، دون تمييز على أساس العرق أو اللون أو الجنس أو الدين ونذكرهم بقول أرسطو: «من لم يتعلم الطاعة، لا يستطيع القيادة». الطاعة ينبغى أن تكون من القلب، فالقلب هو أساس العلاقة بيننا وبين الله، وبيننا وبين بَعضُنَا البعض. والطاعة التى من القلب لا تكون طاعة مظهرية أو فيها رياء، بل هى طاعة عن اقتناع وعدم تغصب. عندما سؤْال البابا تواضروس الثانى الذى يقول إن الرهبنة لم تنسحب من وجدانه على الإطلاق إن كان يريد أن يعود من جديد إلى التعبد والنسك بعيدا عن خدمه العالم قال: «الرهبنة علمتنى الطاعة، وإنه إذا ما تم تكليفى بخدمة أقول (حاضر)، فيقولون لى اذهب إلى مكان ما أقول (حاضر)، اخدم الشباب أقول (حاضر)، سنرسمك أسقفا «كما تريدون»، رشحونى للبطريركية، قلت لهم: «لن أعارض خطة الله ولن أهرب من المسئولية إطلاقا». الطاعة ينبغى أن تكون من القلب، فالقلب هو أساس العلاقة بيننا وبين الله، وبيننا وبين بَعضُنَا البعض. والطاعة التى من القلب لا تكون طاعة مظهرية أو فيها رياء، بل هى طاعة عن اقتناع وعدم تغصب. ثانيا: رذيلة المعصية: كما قلنا إن الطاعة كانت أول فضيلة أرادها الله أن تكون فى الإنسان، عندما أعطاه الوصية الأولي، فإن أطاع الإنسان الوصية برهن على محبتك لله، وإن عصاها برهن على عدم محبته لله. ولكن الإنسان للأسف لم يحيا فى فضيلة الطاعة، بل خالف الوصية الإلهية، وسقط فى المعصية. فالمعصية إذن هى انحراف الإنسان الأول عن طاعه الله، ومخالفة وصيته. لقد حسد الشيطان آدم وحواء وجعلهما يأكلان من الشجرة التى أمرهما الله ألا يأكلا منها. ولم يسقط الإنسان الأول فى الخطية والمعصية وحده، ولكن السقوط صار فى جميع ذريته. وأصبح فى الطبيعة البشرية الميل إلى الخطية والمعصية وعدم طاعة الوصية الإلهية. فالمعصية هى سوء استخدام الحرية التى أعطاها الله للإنسان كعطية وهبة. والذى يريد أن يترك المعصية ويعيش فى الطاعة، ينبغى أن يطلب من الله المعونة. وخطية المعصية تزداد فى زماننا الحاضر أكثر من أى وقت مضي، ويظهر أثرها فى ممارسة صور الخطية التى تؤدى إلى خراب الإنسان. وأرجو أن نتحلى جميعنا بفضيلة الطاعة، ونتخلى عن رذيلة المعصية. وفى الختام تذكر: إن السعادة فى القرب من الله، والشقاء فى البعد عنه، السعادة فى الطاعة لله، والشقاء فى المعصية له، الأمن فى الطاعة لله والخوف فى المعصية، التوفيق فى الطاعة والتعسير فى المعصية. القمص ميخائيل إدوارد كاهن كنيسة مارمرقس فى كليفلاند ووكيل أيبراشية أوهايو ومتشجن وأنديانا بأمريكا. |
12 - 03 - 2018, 01:43 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: حياة الإنسان بين فضيلة الطاعة والمعصية
ميرسى جدااااا ربنا يبارك حياتك وخدمتك
|
||||
13 - 03 - 2018, 08:40 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حياة الإنسان بين فضيلة الطاعة والمعصية
شكرا على المرور |
||||
|