القديس ثيؤفان الحبيس
تبدأ الحياة المسيحية بالمعمودية، وتنمو في الأسرة المسيحية بالتعليم اللائق للأطفال والذي يحدد مستقبلهم، وفي الغالب يفقد الناس نعمة المعمودية ويسقطون في سبات وبلادة روحية، والتي تظهر في القلق والهم بسبب أشياء عديدة، اهتمامات أرضية وأعمال كثيرة مع إهمال ولا مبالاة بالحياة الروحية، وقليلون فقط هم الذين يستيقظون من هذا السبات الروحي، بعمل النعمة الإلهية، سواء بتغيير كامل مفاجئ كما حدث مع شاول الطرسوسي ومريم المجدلية، أو عن طريق تغيير تدريجي في الحياة، وفي هذه الحالة الأخيرة يأتى للإنسان فكر أنْ يعيش حياة أفضل وأكثر اقتداءً بالمسيح، وعادة لا يثمر هذا الفكر تغييرًا تامًا رغم أنَّ الإنسان يرحب به، ويؤجل التغيير إلى ميعاد مستقبلي عندما يكون هناك "فرص أكثر!"، وينصح الأسقف بعدم تأجيل التوبة إلى أيّ ميعاد مستقبلي أو لانتظار أيّ فرص مواتية، إذ ربما لا تأتى أبدًا، وبدايات الطريق هي ضبط الجسد واستعباده، وهذا يبلغه الإنسان بالتدريبات النسكية، لكنه مجرد بدايات، إذ لا تزال هناك عقبتان وهما: الهموم، وتشتت الذهن.