حينما أضاعت مريم أبنها في هيكل أورشليم. فأمرٌ معلومٌ هو أن الإنسان الذي يولد من بطن أمه أعمى. فيشعر قليلاً بالغم على كونه فاقداً مشاهدة نور النهار. وأما ذاك الذي بعد أختباره مشاهدة النور قد فقد بصره، فهذا يتكبد بالحقيقة حزناً عظيماً على خسرانه إياه. فعلى هذه الصورة أن الأنفس التعيسة اللواتي هن كفيفات البصر روحياً من قبل وحل خيرات هذه الأرض، وقليلاً عرفن الله. فقليلاً أيضاً يحزنهن عدم وجودهن إياه. ولكن بضد ذلك أن من يكون أستنار ذهنه بالضياء السموي. وبأستحضاره أمام عينيه الخير الأعظم. فأواه كم يحصل عنده من الحزن والتألم عندما يرى ذاته معدوماً هذه المشاهدة الكلية اللذة.