رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أنّ ابن الله يدخل أحشاء العذراء مريـم جنيناً بقوة الروح القدس، فيصبح اتحادُها الروحيُّ بالله إتحادًا عضويًا. هكذا تصبح مريم لكلّ إنسان مؤمن ولكلّ مؤمنة النموذج والمثال لهذا الإتحاد. إنّ مبادرة الله الأولى بعصمة مريم من خطيئة آدم الأصلية، والثانية بدعوتها لتكونَ أمَّ ابنه المتجسِّد، فعلاً حبّ كبير، ومريم بدورها بادلت الحبّ بالحبّ عندما أجابت الملاك: "أنا أمة الرب، فليكُن لي بحسب قولِكَ" (لوقا ١: ٣٨). فتقبّلت بكلّ قلبها إرادة الله الخلاصية، وكرّست ذاتها بكلّيتها لشخص ابنها ورسالته، وأضحت بنعمة الله القدير شريكة الفداء. ذلك أنّها حافظت على الإتحاد بابنها حتى الصليب، حيث وقفت منتصبة، متألّمة مع ابنها الوحيد آلامًا مبرّحة، مشتركة بذبيحته بقلبٍ والدي، حتى سلّمها مِن على الصليب الأمومة لكلّ إنسان، بل للكنيسة وللبشرية جمعاء بشخص يوحنا الرسول: "يا امرأة هذا ابنُكِ! ويا يوحنّا هذه أمك" (يوحنا ١٩: ٢٦-٢٧). هكذا اتّضح سرُّ الألم البشري الذي تُولد منه ثمارٌ جديدة، فيبقى على كلّ واحد منا، كما يقول القديس البابا يوحنا بولس الثاني: "أن يكتب صفحة خاصّة به في إنجيل الألم الخلاصي". |
|