بتزايد النفوذ السياسي للكنيسة انتشرت ظاهرة اليهود الذين أخفوا ديانتهم عندما وجدوا أنفسهم بين اختيار الموت أو التحول إلى المسيحية. واضطرت جموع كثيرة منهم إلى هذا التحول في الظاهر، وهم مقيمون سرًا على ديانتهم اليهودية، ومصممون على نقلها لأولادهم جيلًا بعد جيلًا، وقد عرف هؤلاء في أسبانيا باسم "المارانوس" حيث انفتحت أمامهم أبواب العمل في المحاماة والحكومة والجيش والجامعات، بل وفي الكنيسة نفسها، وتمت لهم السيطرة على أوجه النشاط في أسبانيا، وكان لفظ (مارنوس Marrano) هذا اصطلاحًا أسبانيا يرجع إلى العصور الوسطى ويعنى (الجنزير) وفي ذلك ما يشير إلى مقدار ما كان يشعر له الأسباني العادي من احتقار نحو هؤلاء اليهود غير المخلصين الذين ازداد عددهم وزاد نفوهم.