هذه الأشياء جديرة بالمعرفة والتصديق
أنا لا أتكلم عن أمور غريبة عنى، ولا أهدف لأي شيء يتعارض مع التفكير السليم. بل كتلميذ للرسل أصير معلمًا للوثنيين، أنا أنقل الأشياء التي استلمتها لكي أوصلها للتلاميذ الجديرين بالحق. لأن من يتعلم تعليمًا صحيحًا ويُولد من الكلمة المحب، فإنه لن يسعى أن يفحص بتدقيق في الأمور التي أظهرها الكلمة لتلاميذه بوضوح، هؤلاء (التلاميذ) الذين إذ عرفوا الكلمة الذي ظهر لهم، فإنه كشف لهم بوضوح معرفة أسرار الآب، هذه التي لا يمكن أن يفهمها غير المؤمنين بل التلاميذ الذين حسبهم أمناء على أسراره. لذلك أرسل الله الكلمة لكي يظهر للعالم، هذا الذي احتقره اليهود، ولكن الوثنيين آمنوا به حينما بشرهم الرسل. هذا الذي كان من البدء، والذي ظهر الآن كأنه جديد، مع أنه موجود من القِدم، ولكنه مازال يولد من جديد في قلوب القديسين. هذا الذي هو بلا بداية ولا نهاية، وهو الذي ندعوه اليوم الابن الذي منه تغتني الكنيسة وتمتلئ نعمة وتنتشر بكثرة وتزداد في عدد القديسين. والنعمة تعطى الفهم، وتكشف الأسرار، وتُعلن الأزمنة، مبتهجة بالمؤمنين، معطية للذين يطلبون (الرب). فالرب يحفظ الإيمان بغير انكسار، كما أن الحدود التي وضعها الآباء الأولون لا يتجاوزها أحد. وعندئذٍ فإن مخافة الناموس يُرنم بها، ونعمة الأنبياء تُعرف، وإيمان الإنجيل يتأسس، وتقليد الرسل يُحفظ، ونعمة الكنيسة ترتفع.
أي نعمة تكون لك إذا كنت لا تتردد، بل إنك ستعرف تلك الأشياء التي بعلمنا إياها الكلمة بإرادته وفي الوقت الذي يستحسنه هو. فكل الأشياء التي ننطق بها بإرادة الكلمة الذي يوصينا، نحن ننقلها إليك بكل مشاعرنا، ومن محبتنا للأشياء التي قد كُشفت لنا.