منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 02 - 2014, 05:04 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

اذهب يا شيطان

تجاوز الشيطان أقصي الحدود، حينما قال للسيد له المجد "لك أعطي هذه كلها إن خررت وسجدت لي" (مت 4: 9)!! وفي هذه العبارة إدعي لنفسه السلطان ان يعطي لمن يشاء كل ممالك الأرض ومجدها. كما أنه كشف عن الكبرياء الدفينة التي في نفسه، منذ سقطته الأولي التي قال فيها "أصعد إلي السموات. أرفع كرسي فوق كواكب الله. أصعد فوق مرتفعات السحاب أصير مثلي العلي" (أش 14: 13، 14). وإذ وصل بكبريائه إلي ان يقول للسيد نفسه "إن خررت وسجدت لي". كان لابد ان يطرده الرب من قدام وجهه بعبارة "اذهب يا شيطان".
إن الرب لم يناقشه فيما يدعيه من قدرة، وإنما طرده ليعلمنا كيف نطرد الشيطان أيضًا. لم تكن هذه العبارة التي قالها الرب علي الجبل هي الوحيدة، بل كررها أيضًا حينما تحدث عن صلبه فقال له بطرس "حاشاك يارب" فأجابه "اذهب عني يا شيطان. انت معثرة لي.." (متى 16: 22). كانت فكرة الشيطان نطق بها بطرس، فانتهر الرب صاحبها الشيطان....
اذهب يا شيطان
بل عبارة (اذهب يا شيطان) هي مبدأ روحي يقدمه لنا الرب في كل الحروب الروحية.
اذهب يا شيطان

اذهب يا شيطان
و الرب في استخدامه هذه العبارة، لم يفعل ذلك في تجاربه فقط بل يفعل ذلك من أجلنا نحن أيضًا في حروبنا وتجاربنا...
إنه ينتهر الشيطان الذي يحاربنا فيذهب عنا ويتركنا في هدوء.
لأنه لو أن الرب ترك الشيطان يحارب البشرية بكل حريته وبكل قوته ما كان يخلص أحد، ولا ستطاع الشيطان أن يحطم كل عمل روحي. مثلما يفك من سجنه ليضل الأمم كما قال الكتاب (رؤ 20: 7). إن الشيطان مقيد، بالعبارة التي قالها الرب (اذهب يا شيطان) والرب يقول له اذهب، حتى لا ينتصر الشر علي الخير،ويقول له اذهب، حينما يراه قد تجاوز حدوده، وارهق الإنسان. فالله يريد ان تكون حروبنا في حدود المعقول، وفي طاقة احتمالنا. وكما يقول الكتاب "ولكن الله أمين، لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون. بل سيجعل مع التجربة أيضًا المنفذ لتستطيعوا ان تحتملوا" (1 كو 10: 13). فإن وجد ان الشيطان قد ضغط علي الإنسان بقسوة فوق احتماله، ينتهره بسرعة ويقول له اذهب يا شيطان.
اذهب يا شيطان
وكثير من تجارب الشيطان، يمنعها الرب قبل وصولها إليك إنك تشكر فقط علي التجارب التي تعرفها وقد نجاك الرب منها.. ولكن هناك تجارب اخري انت لا تعرفها وقد منعها الرب من أن تصل إليك. كان الشيطان يحمل لزعزعتك. وفيما هو في الطريق قال له الرب "اذهب يا شيطان"...اذهب بعيدًا عن هذا الإنسان ولا تضره....
ومثال ذلك ما قيل في المزمور "لا تدينوا ضربة من مسكنك (مز 90). ومثال أيضًا ما ورد في قصة أيوب. إذ قال الرب للشيطان في التجربة الأولي عن أيوب "هوذا كل ما له في يدك. إنما إليه لا تمد يدك" (أي 1: 12). وفي التجربة الثانية قال له الرب "ها هو في يدك. ولكن احفظ نفسه" (أي 2: 6) ولم يستطيع الشيطان أن يمد يده حيث منعه الرب...إذن ليتنا نشكر الله علي هذا الأنقاذ الذي لا نعرفه.
اذهب يا شيطان
فإن وجد نفسك يومًا في راحة لا تجارب، ولا أفكار، ولا شهوات، ولا سقوط، ولا فتور، أعرف ان الرب قد انتهر الشيطان المحارب لك قائلًا: اذهب يا شيطان. وحاذر من أن تنسب راحتك الروحية إلي نقاوتك وتقواك، أو إلي قوتك، فلو أن الحرب ثقلت عليك، ربما كنت تتعب جدًا. ولكن الله من فرط محبته وحفظه، لا يشاء أن نكون علي الدوام محاربين أو مهزومين، لئلا من شده القتال يقع الإنسان في اليأس أو في الاستسلام، أو ان كثيرين يقولون له ليس له بإلهه (مز 3: 2).
اذهب يا شيطان
إن الله يسمح للشيطان أن يجربنا، لكي نشعر بضعفتنا فنتضع ونصلي ونشفق علي المجربين، ولكن لا يسمح ان نيأس ونسقط. وأحيانًا يكون الإنسان في حرب قاسية، وعلي وشك السقوط. ثم يجد نفسه قد نجا من هذه الحرب. دون أن يشعر كيف! وكما قال القديس باسيليوس عن هذه الحالة إن هذا الإنسان قد أعين من النعمة. فلنطمئن إذن في حروبنا، ولا نظن ان الشيطان له قوة غير محودة! حاشا.
اذهب يا شيطان
فقد اعطانا الرب سلطانًا علي جميع الشياطين (لو 9: 1) نستطيع ان نقول للشيطان اذهب، فيذهب...
وواجبنا أن نستخدم هذا السلطان وننتهر الشيطان كلما حاربنا لا نخاف منه، ولا نستسلم له، ولا نفتح له أبوابنا، ولا نقبل التفاهم والتفاوض معه، بل نقول له كما قال الرب "اذهب يا شيطان".
اذهب يا شيطان
أول علاقة لنا بهذه العبارة هي جحد الشيطان في المعمودية.
حيث تحمل الأم طفلها، وتتجه نحو الغرب، وتقول للشيطان: أجحدك أيها الشيطان وكل حيلك الشريرة، وكل أفكارك الرديئة والمضلة، وكل جيشك وكل سلطانك، وكل بقية نفاقك. أجحدك، أجحدك، أجحدك. يا ليت كل أم تقول جحد الشيطان بكل قلبها، وتحضن ابنها علي الدوام بجحد الشيطان. وكلما يحارب تقول له: اذهب يا شيطان. وليت الأب يفعل كذلك، وأيضًا جميع الأقارب والأصدقاء، كما يجدون تجربة شديدة تحيط بعزيز لديهم، فيصرخون قائلين: اذهب يا شيطان...
هذه هي ما نسميها شفاعة الأحياء في الأحياء.
علي أن جحد الشيطان ينبغي أن يبقي ثابتًا في الإنسان المعمد كل أيام حياته...
اذهب يا شيطان
و المهم ان يقول الإنسان اذهب يا شيطان، ليس بلسانه فقط، إنما من كل القلب، وبكل الإرادة، وفي حزم، وبجدية.
يستطيع أني قول للشيطان، اذهب، ذلك القلب النقي الطاهر، الذي يرفض الشيطان وكل مغرياته، ولا يشتهي شيئًا يستطيع الشيطان ان يقدمه، فعبارة اذهب يا شيطان، إذا كانت تسندها نقاوة القلب، تصير لها قوة لا يحتملها عدو الخير.
وهذا الإنسان النقي، تكون له هيبة امام الشيطان، لأنه ينتهر الشيطان بجدية وقوة. ويعرف عدو الخير أنه لا مجال له إطلاقًا للتفاهم مع هذا الإنسان، وأن كل أبواب قلبه وفكره وحواسه ومشاعره مغلقه امامه تمامًا كما قيل في سفر النشيد "اختي العروس جنه مغلقه، عين مقفلة، ينبوع مختوم" (نش 4: 11). إن قلب هذا الإنسان الطاهر هو الذي غني له المرتل في المزمور قائلًا "سبحي الرب يا أورشليم سبحي إلهك يا صهيون.. لأنه قوي مغاليق أبوابك، وبارك بنيك فيك (7: 14).
اذهب يا شيطان
علي ان البعض لا يشاءون أن يقولوا للشيطان: اذهب. إما لأن بينهم وبينه صداقه وتعاون، أو لأن في قلبهم شهوات لا يحققها لهم إلا الشيطان، أو لأن الشيطان قد قيدهم بعادات وطباع خلال عشرته الطويلة معهم... وأن قالوا له اذهب، يقولونها في ضعف يفهمه الشيطان تمامًا ويدركه.
بل ان البعض إن ذهب عنهم الشيطان، يطلبونه قائلين اعبر إلينا وأعنا... هؤلاء قد دخلوا في عبودية العدو، وصاروا من جنده. هم مهزمون داخل قلوبهم. لذلك لا يمكنهم أن ينتصروا في الخارج. بينهم وبين الشيطان عمل مشترك يحبونه ويعينهم عليه. فكيف يقولون له: اذهب؟!
يحتاج هؤلاء إلي صلوات ليتدخل الرب ويقول للشيطان اذهب.
سواء كانت هذه الصلوات منهم، أو من الملائكة والقديسين. مثلما شفع ملاك الرب في يهوشع الكاهن وقال: لينتهرك الرب يا شيطان، لينتهرك الرب.. أفليس هذا شعلة منتشلة من النار (زك 3: 2).
اذهب يا شيطان
والذي يقول للشيطان اذهب، عليه أيضًا أن يتخلص من كل ما يخص الشيطان عنده.
فلا يستبقي عنده شيئًا يمكن أن يحاربه به الشيطان، ولا يستبقي علاقة يمكن أن تسقطه فيما بعد، ويبعد عن كل عشرة أيًا كان نوعها، وكما قيل للوط عند خروجه من سادوم: "اهرب لحياتك لا تنظر إلي ورائك ولا تقف في كل الدائرة" (تك 19: 17).
وهكذا يمكن ان يقول للشيطان اذهب، ليس باللسان، إنما بالتصرف الروحي السليم.
ليبعد عنه كل من يستخدمه الشيطان لمحاربته، حتى إن أعثرته عينه أو يده (مت 5: 29، 30). ويقول له أذهب عن طريق العمل الروحي والانشغال بالصلاة والقراءة والإجتماعات والخدمة. فإن أتي الشيطان لمحاربته، يجده مشغولًا عنه جدًا، ولا وقت لدية يقضيه معه فيذهب... ويقول له اذهب بطرد كل أفكاره.
بسرعة، بغير ابطاء، وبحزم. وكما قال الرسول "مستأسرين كل فكر لطاعة المسيح" (2 كو 10: 5).
كان المسيح قويًا حينما طرد الشيطان فذهب. فاطرده إذن بقوة المسيح العاملة فيك.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
في كلمات السيد: «اذهب يا شيطان» مِنحة يقدّمها السيّد لمؤمنيه
انك الوحيد الذى اذهب اليه حينما لا اعلم اين اذهب 💛
لماذا قال يسوع لبطرس " اذهب عني يا شيطان" ؟
التجربة على الجبل | اذهب عنى يا شيطان |
اذهب يا شيطان


الساعة الآن 02:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024