رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التوبيخ قرب نهاية خدمته على الأرض، والتى استمرت لعدة سنوات، بدأ السيد المسيح فى توبيخ الكتبة والفريسيين على ريائهم، وبدأ يكشف ما فى حياتهم من خداع، وذلك بعد أن تجاهلوا كل ما قدّمه لهم من وسائل الإقناع وتمسكوا بأخطائهم. كما أنه أخرج من الهيكل الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه، لأن الهيكل هو بيت الرب الذى دعى بيت الصلاة لجميع الأمم، وهم جعلوه مغارة لصوص (انظر مت21: 13). استخدم السيد المسيح الحزم والتوبيخ بعد أن استنفذ كل وسائل الإقناع الهادئة مع مثل هؤلاء الناس.. ولكنهم تآمروا عليه نتيجة لهذا الحزم وذلك التوبيخ، إذ حنقوا عليه ليقتلوه، مع أنه لم يؤذ واحداً منهم على الإطلاق بل قدّم الحب والخير للجميع. لم يكن ممكناً أن يسكت عليهم أكثر من ذلك، لئلا يُظن أنه سكت خوفاً على سلامته وحياته.. كما كان ينبغى أن يُظهر السيد القدوس عدم رضائه على ما يسلكون فيه من شر ورياء. ولكنه فى توبيخه للكتبة والفريسيين، كان أيضاً يستخدم أسلوب الإقناع، مُقدماً البراهين الكتابية والمنطقية، ومحققاً ما قيل عنه من نبوات فى الكتب المقدسة، مثل ما قيل بإشعياء النبى: “هوذا فتاى الذى اخترته. حبيبى الذى سرت به نفسى. أضع روحى عليه فيخبر الأمم بالحق. لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ. حتى يخرج الحق إلى النصرة. وعلى اسمه يكون رجاء الأمم” (مت12: 18-21). |
|