منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 09 - 2015, 09:08 AM
الصورة الرمزية Ramez5
 
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ramez5 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,695

في الحياة الروحية مراحل كثيرة يبدأ بها المؤمن مسيرته نحو طريق القداسة والكمال . وطريق القداسة يبدا وينتهي بالمراحل الثلاث ن ذكرها الرسول بولس قائلاً ( الأيمان والرجاء والمحبة وأعظمهن المحبة ) "1قو 13:13 " .
فهل بداية الطريق هو الأيمان ، أم الأيمان أيضاً يجب أن يؤسس على قواعد وفضائل أخرى ؟ الجواب هو أن الأيمان يجب أن يسبقه فضائل أخرى وهي الوداعة والأتضاع وعليها تؤسس كل الفضائل الأخرى . أي هما السور الذي يحمي كل الفضائل وجميع المواهب وتستمر مع المؤمن الى مرحلة الكمال المطلوب .
لكي نفهم أهمية هذا الدرس علينا أن نتأمل ملياً في قول الرب لرسله الأطهار حينما أرادوا الأقتداء به ، فقال لهم ( ... تتلمذوا على يدي ، لأني وديع ومتواضع القلب ، فتجدوا الراحة لنفوسكم ) " مت 29:11 " . لنسأل ونقول ، لماذا ركز الرب على الوداعة والتواضع ، ولماذا قال تجدوا الراحة في نفوسكم ؟ السبب يعود لأهميتها القصوى بين الفضائل . أي يمكن أن نعتبر الوداعة والتواضع معاً الفضيلة الأولى ، بل الخطوة الأولى في حياة الفرد الذي يريد أن يرتقي الى مرحلة الأيمان . أي هي اللبنة الأولى في الأساس وعليها تبنى كل الفضائل والتي تجلس في قمتها المحبة . فهذه الفضيلة ( الوداعة والتواضع ) هي نقطة الأنطلاق . لهذا نجد في عظة رب المجد على الجبل قد وضع هذه الفضيلة في مقدمة تطويباته ، فقال ( طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات . طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض ) " مت 5: 3-5 " . وصاحب المزامير يقول ( الرب يرفع الودعاء ويذل الخطاة الى الأرض ) " 6:147 " . أما القديس بولس فقد صنف الوداعة ضمن ثمار الروح " غل 23:5" . وهكذا يطلب من المؤمنين أن يسلكوا بالتواضع والوداعة ، قائلاً ( فأطلب اليكم ، أنا الأسير في الرب ، أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم بها . بكل تواضع ، ووداعة ، وبطول أناة ، محتملين بعضكم بعضاً في المحبة ) " أف 1:4-2 " لهذا فكل فضيلة خالية من الأتضاع فهي معرضة لأختطاف شيطان المجد الباطل الذي يحرض الأنسان الى الفخر والأعجاب بالنفس ومن ثم الكبرياء فيسقط في أوجاع كثيرة . فالتواضع ليس ضعفاً بل قوة ، لأن به تكمن قوة الله في المؤمن فتتحدى تلك القوّة مكائد المجرب فتغلبه لأنه لا يستطيع أن يتضع لأنه متكبر باستمرار وعنيد . وبسبب الكبرياء سقط من منزلته العالية الى الهاوية . فالكبرياء حقاً هي أول خطيئة عرفها العالم والتي بسببها سقط ملاكاً بهياً فحولته الى شيطان . فكتب لنا الوحي على لسان أشعيا النبي ، قائلاً ( وأنت قلت في قلبك : أصعد الى السموات . أرفعكرسيي فوق كواكب الله وأجلس على جبل الأجتماع في أقاصي الشمال . أصعد فوق فدمرتفعات السحاب . أصير مثل العلي . لكنك أنحدرت الى الهاوية ، الى أسافل الجب ) " 14: 13-15 " .
العالي الوحيد هو الله الذي يتنازل من علوه . هو الخالق لكل شىء وفوق كل شىء أما الباقون فهم من دونه . فمبدأ التواضع الحقيقي هو معرفة الأنسان لنفسه بأنه من تراب الأرض . بل التراب أقدم منه . فأن أراد الأنسان الذي خلق من التراب أن يغضب الله . فالتراب لم يغضب خالقه كما غضبه الأنسان بسبب خطاياه . إذاً على الأنسان أن لا يتعالى بل يفكر دائماً كيف يلوم نفسه ويتضع أمام الله . فطوبى لمن يرى خطاياه كل حين ويحسب كل الناس أفضل منه . فالأتضاع يغطي جميع الخطايا ويكسر فخاخ المجرب . الأنسان الوديع والمتضع لا يبحث عن الكرامة ولا يتأثر بالأهانة . أسرار الله ونعمهِ تعطى للمتواضعين لأن قلوبهم تكون في حالة الأنسحاق والله يكون قريباً منهم . ألأنسان المتضع بسبب نقائصه يهدي الآخرين الساخطين عليه فيهديهم الى طريق الصلاح .
القديسين صاروا متواضعين وكتبوا لنا أختباراتهم لأنهم كانوا باستمرار ينظرون الى الكمال المطلوب منهم حسب قول الرب ( كونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل ) " مت 48:5 " وكذلك قوله ( كونوا قديسين لأني أنا قدوس ) " 1بط 16:1 " وبنظرتهم الى القداسة والكمال كانوا يرون إنهم لو وضعهم الرب على كفة ميزان فلا يزنزن شيئاً " مز 9:62" . فعلى كل إنسان أن يتذكر قول الله عنه في سفر دانيال النبي 27:5 ( .. وزنت بالموازين فوجدت ناقصاً ) .
نطلب من الرب فضيلة الوداعة والتواضع قائلين : يا يسوع الوديع والمتواضع القلب أجعل قلوبنا مثل قلبك الأقدس
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عَلِّمني، دَرِّبني، يا كلي الوداعة والتواضع
اتعلم من سيدي الوداعة والتواضع ايضًا
دعانا أن نتعلم منه الوداعة والتواضع
يا رمز الوداعة والطاعة والتواضع
الوداعة والتواضع


الساعة الآن 02:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024