رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هَلْ يُحَدَّثُ فِي الْقَبْرِ بِرَحْمَتِكَ، أَوْ بِحَقِّكَ فِي الْهَلاَكِ؟ [11] يشعر المرتل أن ظروفه قد صارت خطيرة للغاية، وقد صار على حافة الموت، فهل يصنع الله أعاجيب أو آيات لإنقاذه بعد موته، أو لعل الله يتمجد فيه بعد أن يصير أشبه بخيالٍ لا وجود له. هل من رجاء بعد أن يتم هلاكه تمامًا بموته؟! أما عن السيد المسيح، فأسلم روحه بإرادته، وبإرادته أخذها. وقد سبق فأعلن عند إقامته للعازر: "أنا هو القيامة" (يو 11: 25). لقد ظن الصالبون أن حياة السيد المسيح قد انتهت، وقد خلصوا من العجائب التي كان يصنعها، ولم يدركوا أن قيامته من الأموات هي أعظم أعجوبة، وهبت الحياة والقيامة للمؤمنين به. إن كان في حياته على الأرض قد كشف عن حبه ومراحم للكثيرين، فبموته وقيامته قدم المراحم الإلهية للخطاة، وفتح أبواب السماء لكل الداعين إليه من كل الأمم. كلمة "أبدون" مشتقة من الفعل العبري "أباد"، وهو يُطابق الفعل العربي، الذي يعني "أباد" أو "أهلك"، وكأن أبدون تعني "إبادة" أو "المبيد" أو "المهلك". يقابلها في اليونانية "أبوليون". وقد وردت مرة واحدة في العهد الجديد (رؤ 9: 11) كاسم لملاك الهاوية أو الشيطان المُهلك. استخدم هذا الاسم في العهد القديم تارة لعالم الموتى في جانبه المرعب والمُدمر كما جاء في المزمور: "هل يُحدث في القبر برحمتك، أو بحقك في الهلاك (أبدون)؟" (مز 88: 11). وقد جاءت كلمة أبدون موازية للهاوية في أيوب 26: 6؛ أمثال 15: 11؛ 27: 20. كما جاءت موازية للموت، وأحيانًا مع للقبر[24]. |
|