منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 02 - 2022, 10:24 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

طرفا مجمع أفسس يحتكِمان إلى الإمبراطور في أفسس



طرفا مجمع أفسس يحتكِمان إلى الإمبراطور في أفسس



كما رأينا، فقد صمم أعضاء المجمع مرارًا وتكرارًا وفي كل جلسة، على أن يرسلوا المحاضر إلى الإمبراطور، ولكنهم اشتكوا، حتى في الوقت الذي وصل فيه بلاديوس إلى أفسس، من أن الكونت كانديديان لم يسمح لتقاريرهم بالوصول إلى الإمبراطور. كما قام النساطرة بأعمال عنف أكثر إسرافًا في هذا الصدد في القسطنطينية نفسها. فقد احتلوا الطرقات العامة والبوابات، وقاموا بزيارات لجميع السفن حتى يمنعوا أي اتصال بين المجمع والعاصمة. وبالرغم من ذلك، فقد نجح أحد المتسولون أخيرًا في تهريب خطاب من كيرلس إلى الأساقفة والرهبان في القسطنطينية، هذا الخطاب مفقود حاليًا، وكان قد تم إخفاؤه في عصا مفرغة من الداخل، وفيه يصف كيرلس اضطهاد كانديديان والشرقيين (الأنطاكيين) للمجمع، ويطلب أن يسمح لهم بإرسال أساقفة كمندوبين إلى القسطنطينية(1). وقد تأثر رهبان القسطنطينية جدًا مع رؤساء أديرتهم وعلى رأسهم دلماتيوس بهذه الرسالة، وساروا وهم يرتلون تراتيل ومزامير حتى وصلوا أمام المقر الإمبراطوري. كان دلماتيوس قد قضى 48 سنة في الدير، وكان يتمتع بسمعة حسنة لورعه، ولم يكن ممكنًا بأي حال إقناعه بترك ديره، ولكنه الآن يؤمن أنه مدعو بنداء من السماء لإنقاذ الكنيسة، وقد كان لظهوره المفاجئ عظيم الأثر. فقد سمح الإمبراطور بدخول رؤساء الأديرة archimandrites إلى مسكنه والمثول أمامه بينما ظل الرهبان والشعب منتظرين، في هذه الأثناء كانوا يرتلون تراتيل مقدسة أمام الأبواب. قام رؤساء الأديرة بتلاوة الرسالة التي تسلموها من أفسس على مسامع الإمبراطور، ودارت المحادثة التالية. قال الإمبراطور: "إذا كان الأمر كذلك، ينبغي أن يحضر بعض الأساقفة (من المجمع) إلىَّ ويعرضوا قضيتهم". أجاب دلماتيوس: "لا يجرؤ أي منهم أن يحضر إلى هنا". وأجاب الإمبراطور على ذلك قائلًا: "لا يمنعهم أحد". دلماتيوس: "نعم، هم ممنوعون، بينما الكثير من أتباع نسطور يحضرون ويذهبون دون أدنى موانع، ولكن لا يجرؤ أحد أن يُعِّرف جلالتكم بما يفعله المجمع". وأضاف: "هل تفضل الإنصات لعدد 6000 أسقف (جميع العالم المسيحي الأرثوذكسي) أم لشخص غير تقي (نسطور)؟" حينئذ سمح الإمبراطور لمبعوثي المجمع أن يحضروا إلى القسطنطينية، وفي الختام طلب من رؤساء الأديرة أن يصلوا إلى الله من أجله. بعد أن خرج رؤساء الأديرة من القصر الإمبراطوري مع الرهبان والشعب ذهبوا إلى كنيسة القديس موكيوس Mocius الشهيد، حيث صعد دلماتيوس إلى الإنبل وقدم تقريرًا عما حدث، وعندئذ صاح جميع الحاضرون "محروم نسطور"(2). ثم انتهز المجمع الإذن الإمبراطوري، حتى قبل وصوله إلى أفسس، وأرسلوا كل من الأسقف ثيوبيمبتوس Theopemptus أسقف كاباسوس Cabasus والأسقف دانيال أسقف دارنيس Darnis (كلاهما مصريان) إلى القسطنطينية، برسالة شكر موجهة إلى دلماتيوس(3).

وجد يوحنا والشرقيون التابعون له أنه من الضروري استخدام تأثيرهم على البلاط، ولكن من أجل طاعة أوامر الإمبراطور، كما قالوا، فإنهم لن يفعلوا(4) مثل المصريين ويرسلون أساقفة، بل إنهم يطلبون من الكونت ايرينيئوس Irenaeus، وهو الصديق الغيور لنسطور، أن يذهب نيابة عنهم إلى القسطنطينية. وهذا كان مستعدًا لذلك، فأخذ معه رسالة من المنشقين Schismatics، فيها عرَّفوا الإمبراطور كيف لم يُسمح لهم بإقامة شعائر الخدمة المقدسة في أفسس، وكيف أنه بعد مدة قصيرة من وصول بلاديوس، عندما أرادوا أن يدخلوا الكنيسة ليشكروا الله على الرسالة التي تسلموها من الإمبراطور، أسيئت معاملتهم، وكيف سمح كيرلس وأتباعه لأنفسهم بالقيام بكل أنواع أعمال العنف(5). وهكذا ينبغي أن يستمع الإمبراطور إلى إيرينيئوس Irenaeus الذي قام بتسليم عدة مقترحات من جانبهم، بقصد وضع نهاية للشر(6).
وحيث إنه لم يرد في هذه الرسالة أن المجمع قد أعلن بالفعل أحكامًا بالقطع من الشركة والإيقاف ضد المنشقين، فيبدو أنه قد تم إعداد ذلك قبل جلسات المجمع الرابعة والخامسة (16 و17 يوليو) حتى أن إيرينيئوس لابد أن يكون قد غادر بالفعل حوالي منتصف شهر يوليو.
لكن بعد أن نطق المجمع في هاتين الجلستين بالحكم على يوحنا الأنطاكي وأتباعه، للحال أعد هؤلاء تقريرًا بهذا أيضًا للإمبراطور، وتم إرساله خلف إيرينيئوس، الذي كان قد غادر بالفعل، حتى يتمكن من تسليمه للإمبراطور في نفس الوقت.
في هذا التقرير يحاولون أن يبرهنوا للإمبراطور أن حكمهم على كيرلس وممنون قانوني، ومن جهة أخرى أن حكم المجمع عليهم أحمق وعقيم، ويشتكون مرة أخرى من الظلم، ويطلبون أن يتم استدعاءهم للاجتماع في القسطنطينية أو نيقوميديا Nicomedia (في مجمع جديد) من أجل فحص أدق. ولكن يجب إعطاء الأمر (كما اقترحوا من قبل) بأنه لا يجوز لأي مطران أن يحضر معه أكثر من أسقفين لهذا المجمع. وأخيرًا طلبوا من الإمبراطور أن يعطى تعليماته بأن كل شخص عليه أن يوقِّع على قانون الإيمان النيقاوي، الذي يضعونه هم أنفسهم في رأس هذه الرسالة(7)، وبألا يضيف أي شخص شيئًا جديدًا عليه، وألا يدعو أحد المسيح مجرد إنسان (مثل نسطور) وألا يُعلن أحد أن لاهوت المسيح قابل للألم (ذكرت هذه النقطة ليلام كيرلس) لأن كلا التعبيرين يعتبرا تجاديف(8). وفى نفس الوقت قام المنشقون بتوجيه خطابات لبعض كبار رجال الدولة، ليعرضوا عليهم حالتهم المحزنة في أفسس، وسوء المعاملة التي لاقوها، ويلتمسون منهم المساعدة على استدعائهم للاجتماع في القسطنطينية، ونيل موافقة الإمبراطور لانعقاد مجمع جديد(9). ينتمي خطاب ثيئودوريت أسقف قورش إلى أندرياس Andreas أسقف ساموساط Samosata إلى هذه الحقبة (هذا الخطاب موجود الآن باللغة اللاتينية فقط)، وفيه يهنئه على المرض الذي منعه عن الحضور إلى أفسس، حيث كان سوف يضطر إلى معاينة حزنهم وبؤسهم. ويقول: إن المصري(10) يهيج غيظًا ضد الله، والجزء الأعظم من شعب الله ينحازون إلى صفه، كالمصريين والفلسطينيين والذين من بنتس Pontus وآسيا والغرب. وقد قام الرجال المعزولون (كيرلس وآخرون) بالخدمة المقدسة، بينما الذين عزلوهم كانوا يندبون في المنزل. وأضاف أنه لم يؤلف أي كاتب كوميديا قصة مضحكة كهذه، ولا كاتب مأساة مثل هذه المسرحية المحزنة(11).
وصل مبعوثو المجمع الحقيقي إلى القسطنطينية قبل إيرينيئوس بثلاثة أيام، كما قص هو، وبعرضهم للأوضاع الحقيقية، أثَّروا بقوة على كثير من ذوى المكانة الرفيعة، من رجال الدولة والضباط، حتى أنهم أدركوا أن حكم المجمع ضد نسطور كان حكمًا عادلًا تمامًا. وقد تبنى هذا الرأي بصفة خاصة الياور سكولاستيكوس Scholasticus، خاصة لأن نسطور كان قد عارض في أفسس عبارة "والدة الإله"(12). وبعد وصول إيرينيئوس تمت عدة مقابلات ومناقشات بين أتباع الطرفين، واتفقوا على أن إيرينيئوس ومندوبي المجمع عليهم أن يمثلوا معًا بحضور كبار رجال الدولة أمام الإمبراطور. وأعلن إيرينيئوس أنه لم يكن يستطيع الوصول إلى القصر بدون مواجهة خطر إلقائه في البحر (إلى هذه الدرجة العظمى كان غضب الناس ضد النساطرة)، ولكنه يفتخر بنجاحه في إقناع الإمبراطور بأن المجمع غير عادل، وتصرفاته فوضوية (لعدم انتظار الأنطاكيين) وبأنه أقنع الإمبراطور أن يعتزم على عزل كيرلس، ويعلن أن ما تم عمله بواسطة الأغلبية في أفسس غير قانوني. وبعد ذلك بفترة قصيرة، قال أن يوحنا الطبيب سكرتير كيرلس وصل إلى أورشليم وحطم ما بناه إيرينيئوس وكسب مرة أخرى كثير من كبار الدولة إلى صفه. والآن ينصح أحد الأطراف الإمبراطور بأنه يجب أن يؤكد على العزل الذي تم من قبل الطرفين، وبالتالي، ذاك الصادر ضد نسطور من ناحية، ومن ناحية أخرى الصادر ضد كل من كيرلس وممنون. ونصح طرف آخر على النقيض من ذلك، بأن الإمبراطور يجب ألا يوافق على أي قرار بالعزل، ولكن بالأحرى أن يدعو أكثر الأساقفة تفوقًا إلى الاجتماع معًا لفحص ما قد تم. نصيحة ثالثة كانت أن يرسل الإمبراطور مفوضين إلى أفسس، ليتمكنوا من إعادة السلام مرة أخرى. هذا الاقتراح الأخير كان أقلهم قبولًا بالنسبة إلى إيرينيئوس، حيث إنه جاء من طرف كان معادٍ لنسطور(13).


رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الإمبراطور يقرر لصالح الأرثوذكس حول مجمع أفسس ويجمع ممثليهم إلى القسطنطينية
الإمبراطور يجمع إليه مندوبين من طرفيّ مجمع أفسس
قرار الإمبراطور واعتقال كيرلس وممنون ونسطور وحزن مجمع أفسس
المعارضة في مجمع أفسس (مجمع أساقفة أنطاكية)
مجمع مكاني مجمع أفسس الأول


الساعة الآن 07:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024