|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نبؤة المخلص الآتـي والعداوة ما بين المرأة وابليس: إنها عداوة كما بينا متأصلة، راسخة ومستديمة، فلا يمكن ان تكون قد وُجدت تلك المرأة في لحظة من الزمن تحت قبضة ابليس.والقول بأن العذراء لم يُحبل بها بلا دنس الخطيئة الأصلية يجعلها في هذه اللحظة أسيرة ابليس وحليفته ومن ثم لا تنال رضى الله ولا تستحق النعمة. فإما نبطل قول الله الذي أعلن بوجود العداوة وإستمرارها بين المرأة والحية القديمة وإما بأن نقر ان العذراء الـمعلن عنها صراحة قد وقعت تحت قبضة ابليس. تلك النبؤة (تك 15:3) تنبيء ايضا عن قرار الله بإرسال ابنه ليخلّص العالم وهذا القرار أو النبؤة يقضي بان الـمخلّص يأخذ جسدا من إمرأة وان هذه المرأة تكون عذراء. وقد إمتلأ الكتاب المقدس بالعديد من الرموز والشخصيات عن تلك الأم وابنها وتفاصيل المجيئ وايضا تفاصيل عن حياة ذلك الـمخلّص”ها ان العذراء تحبل وتلد إبنا ويدعى اسمه عمانوئيل”(اشعيا 14:7و 5:35-10). وهذا النص بمعناه الحرفي يظهر أن بين الشيطان وأتباعه من جهة، وحواء والجنس البشري المنحدر منها من جهة أخرى ستكون عداوة وحرب أدبية وصراع، وستنتصر ذرية حواء على الشيطان وبين ذرية حواء هذه يوجد المسيح الذي سيجعل البشرية تنتصر بقدرته على الشيطان وقد رأي بعض المفسرين في ذرية حواء فرداً، هو المسيح المخلص، فتوصلوا إلى أن يروا أيضاً في المرأة، مريم أم المخلص. إنه تفسير مريمي- مسيحي يمثله منذ القرن الثاني بعض الآباء مثل القديس إيرناوس وأبيفانيوس وإيسيذوروس وقبريانوس ولاون الكبير فهؤلاء يرون أن مريم وابنها في حالة عداوة كلية مع الشيطان، بل يرونها منتصرة عليه وعلى أتباعه، وعن هذا قيل في أواخر عصر الفلسفة المدرسية وفي علم اللاهوت الحديث بأن انتصار مريم على الشيطان ما كان ليتم كاملاً لو أن مريم كانت يوماً ما تحت سلطانه، وبالتالي كان عليها أن تدخل إلى هذا العالم بدون الخطيئة الأصلية. فهل يصح ان تلك الأم التى اختارها الله منذ البدء لتكون أمـاُ لإبنه الفادي قد تركها لحظة من الزمن تحت قبضة ابليس؟ |
|