منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 02 - 2015, 11:23 PM
 
merona Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  merona غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 98
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,815

· الله يريدنا أن نرجع :
+++++++++++++
إنه ينادينا في حب " إرجعوا إلي ، فأرجع إليكم " ( ملا 3 : 7 ) . و تحمل هذه العبار كثيراً من المعاني العاطفية :

1- إنه يذكرنا بأن أصلنا عنده ، و الخطية دخيلة علينا ... و كأنه يقول لنا : ليس إنفصالكم عني هو وضعكم الأصلي . فوضعكم الأصلي هو الثبات في . لأني أنا الكرمة ، و أنتم الأغصان ( يو 15 : 5 ) و طبيعة الغصن أن يكون ثابتاً في الكرمة . و أنا الرأس ، , أنتم الجسد ، أنتم الأعضاء ( أف 5 : 23 ) . فثباتكم في أمر طبيعي . لذلك لست أناديكم أن تأتوا إلي ، بل أن ترجعوا إلي ... ترجعوا إلي الوضع الطبيعي الذي كان لكم منذ البدء ... ترجعوا إلي الصورة الإلهية التي كانت لكم يوم خلقتم ... إنفصالكم هذا ، وضع طارئ ، مؤقت ، لا يصح أن تبقوا فيه . و حياة البر و القداسة ليست جديدة عليكم ، بل هي طبيعتكم التي بدأت بها علاقتي معكم ، و التي تعيشون بها معي في الأبدية . 2- تحمل عبارة " إرجعوا إلي " دليلاً علي حنو الله ... فمن نحن التراب و الرماد، حتي يدعونا الله للرجوع إليه ؟! لكنها محبة الله ، التي لا يعبر عنها ، التي تذكرنا بترتيلة " يا حبيبي ، عد إلي " . إنه يريد أن تظل عشرتنا به ثابتة ، هذا الذي لذته في بني البشر ، الذي يقول لنا " حيث أكون أنا ، تكونون أنتم أيضاً " ( يو 14 : 3 ) الذي إسمه عمانوئيل ، أي الله معنا ( مت 1: 23 ) و قد جعل أورشليم السمائية هي " مسكن الله مع الناس " " الله وسط شعبه " ( رؤ 21 : 3 ) .

2- وحسن في هذا الرجوع ، أن تأتي المبادرة من الله . فهو الذي يبدأ ، و هو الذي يطلب ، و هو الذي يدعونا إليه . بل هو من أجل هذا أرسل إلينا الأنبياء ، و وضع لنا سر التوبة . و وعدنا في رجوعنا أن ينسي القديم كله و لا يذكره بعد ( أر 31 : 34 ) . و لكن ما معني قوله " إرجعوا إلي ، فأرجع إليكم " ؟ هل معني هذا أن رجوعنا لا بد أن يسبق رجوعه ، أو شرط لرجوعه ؟! كلا ، إنما هو يقصد بهذا أن يقول :

3- إن رجوعي إليكم مضمون . المهم أن ترجعوا أنتم ... أنا في أي وقت تطلبونني فيه ، تجدونني معكم . بل أنا واقف علي أبواب قلوبكم أقرع لكي تفتحوا لي ( رؤ 3 : 20 ) . إنما المشكلة تأتي من جهتكم أنتم . " فإن سمع أحد صوتي و فتح الباب ، أدخل إليه " . . لذلك أقول " إرجعوا إلي " أي أفتحوا أبواب قلوبكم المغلقة دوني ... " فأرجع إليكم " أي أدخل إلي هذه القلوب التي أخرجتموني منها ، برفضكم إياي في خطاياكم ... إرجعوا إلي ، فأنا موجود معكم . و لكنكم لا تشعرون بوجودي ... حقاً لقد صدق القديس أوغسطينوس حينما قال : [ كنت يا رب معي ، و لكنني أنا لم أكن معك ] ... الله معنا ، يعمل لأجلنا ، حتي و نحن في عمق خطايانا . يبحث عنا و قد شردنا من حظيرته ، و ينادينا أرجعوا إلي . ما معني إذن رجوعه إلينا ، إن رجعنا إليه ؟ معني رجوعه إلينا ، هو أن نحس نحن بوجوده معنا ... ليس رجوع الله هو الذي نفتقده . إنما الذي يلزمنا هو إحساسنا بوجوده معنا . فإن رجع إلينا هذا الشعور ، نشعر أن الله رجع إلينا ...أحياناً نظن أن الله قد تركنا ، بينما نكون نحن الذين تركناه . لذلك أذكر أنني في إحدي المرات ( سنة 1957 ) تأثرت بمنظر الشمس وقت الغروب ، و باتهامنا الباطل لها ، فكتبت في مذكرتي : قلت لنفسي وقت الغروب : لم يحدث أن الشمس حجبت وجهها عن الأرض . إنما هي الأرض التي أدارت ظهرها للشمس . نعم ، فالشمس ثابتة . و الأرض هي التي تدور حولها . و ما نسميه غروب الشمس ، ما هو تعبير عن دوران الأرض . كذلك في العلاقة بيننا و بين الله : نحس أنه غاب عنا ، لأننا نحن الذين درنا ، و لم يعد وجهنا متجهاً إليه . فإن رجعنا إلي الله ، نحس وجوده معنا ، و نحس نوره يشرق علينا ، لأن الله ثابت ، ليس عنده تغيير و لا ظل دوران ( يع 1 : 17 ) . فأنظر أنت : في أي شئ قد إبتعدت عن الله ؟ في اية نقطة من الطريق قد إفترقت عنه ؟ أية خطية قد فصلتك عنه و عن محبته . و أعرف يقيناً أن هذا الإنفصال هو منك أنت . " فأذكر من اين سقطت وتب " ( رؤ 2 : 5 ) . أما إحساسك ببعد الله عنك ، فهو إحساس بعدم وجود الدالة ، نتيجة لفتور محبتك أو للخطية التي أبعدتك عنه .

4- عبارة " إرجعوا إلي " تحمل معني عاطفياً اَخر و هو : إن الله يريدنا أن نسير معه بكامل إرادتنا ، من كل القلب ، و بكل الحب ، لذلك يقول " إرجعوا إلي " . و كأنه يقول : أنا لا أرغمكم علي محبتي ، و لا أضطركم علي تكوين علاقة معي . إنما الأمر متعلق بإرادتكم أنتم . إن أردتم أن أرجع إليكم ، فإني أرجع إليكم . و إن لم تريدوا ، إسلكوا حسب حريتكم ... و لعل إنساناً يقول : أريد و لكني ضعيف ... يكفي أن تريد ، و الله سيكمل معك . و كما قال أحد القديسين : [ إن الفضيلة تريدك أن تريدها لا غير ] ... إن الله عبر التاريخ ، هو الذي بدأ العلاقة مع البشر ... هو الذي بدأ علاقة مع أبينا نوح ، و إختاره و أنقذه ، و فصله عن الشر و الأشرار . و هو الذي بدأ العلاقة مع أبينا إبراهيم ، و إختاره ، و فصله عن الشر و الأشرار . و كذلك مع موسي و مع شعبه . و هو الذي بدأ علاقة مع الإثني عشر ، و قال لهم " لستم أنتم الذي أخترتموني ، بل أنا الذي أخترتكم " ( يو 15 : 16 ) . فإطئن إذن إلي رغبة الله في رجوعك إليه . و لكن في نفس الوقت ينبغي معه في الرغبة و العمل ... ينبغي أن تؤمن تماماً بلزوم الله لك في الحياة ، و أنك بدونه لا تقدر أن تعمل شيئاً ( يو 15 : 5 ) . و ينبغي أن تدرك من أعماقك حلاوة العشرة مع الله ، و سمو و جمال الحياة الروحية ، و الرجوع إلي صورة الله التي كانت لآدم النقي البسيط ... ينبغي أن تذكر نذورك التي نذرتها لله في المعمودية ... حينما نذرت أن تجحد الشيطان و كل أعماله الردية ، و كل شروره و كل حيله .وقتذاك بدأت بداية طيبة ، و ولدت من الله ، و لبست المسيح ( غل 3 : 27 ) . و خلعت الإنسان العتيق ، و عشت في جدة الحياة ( رو 6 : 4 ، 6 ) . و صرت نقياً من كل خطية ... و شيئاً فشيئاً ، نسيت نذورك ، و نسيت بنوتك لله ، و تركت نقاوتك ، و إنفصلت عن الله . و تود الآن أن ترجع إليه ... و لكي ترجع إلي الله ، أذكر أنك ملك له ... أنت لست ملكاً لنفسك ، حتي تتصرف فيها كما تشاء . إنما أنت ملك لله الذي خلقك ، و الذي فداك . و هوذا القديس بولس الرسول يقول لنا " ... إنكم لستم لأنفسكم ، لأنكم قد إشتريتم بثمن فمجدوا الله في اجسادكم و في أرواحكم التي هي لله " ( 1 كو 6 : 19 ، 20 ) . إن الشيطان قد سلبك من الله . و لكن الله - من حبه لك - يتمسك بملكيته لك ، و يقول : " إرجعوا إلي " . إرجعوا إلي نقاوتكم ، التي كانت لكم و أنتم ثابتون في . إرجعوا إلي راحتكم ، فلا راحة لكم إلا في . كل الذين بعدوا عن الله ، أو إنفصلوا عنه ، لم يجدوا راحة لأنفسهم ، و عاشوا في تعب و إضطراب . و لقد إختبر أوغسطينوس هذا الأمر فقال للرب : [ ستظل قلوبنا قلقة ، إلي أن تجد راحتها فيك ] . و الرب الذي يريد لنا الرجوع ، يقول لنا ، و نحن في تعب العالم و همومه " تعالوا إلي جميع المتعبين و الثقيلي الأحمال ، و أنا أريحكم " ( مت 11 : 28 ) . إن رجعت إلي الله تنحل كل مشاكلك ... بل تعيش بلا مشكلة لأن المشكلة الوحيدة الحقيقية في حياتك هي الإنفصال عن الله . و كل المشاكل الباقية قد تكون نتيجة لها . فإن رجعت إلي الله ، تحيا في سلام ... في سلام مع الله ، و سلام مع نفسك و داخل قلبك . " لأنه هكذا قال السيد الرب " بالرجوع و السكون تخلصون . بالهدوء و الطمأنينة تكون قوتكم " ( أش 30 : 15 ) . لذلك إرجع إلي الرب . إرجع إلي النور ، فلا تسلك في الظلمة . إرجع إلي الروح ، فلا تحيا للمادة ، و لا حسب الجسد . إرجع إلي الحياة ، فالخطية موت ... و بهذا يتجدد مثل النسر شبابك ( مز 103 : 5 ) . و تشعر بالعزاء في حياتك الروحية ، و تدب الحرارة في حياتك ، و يصير لحياتك طعم ، و يصير لها هدف . و تشعر أن الله داخلك ، و أنه معك ، و تذوق ملكوته ، و تختبر حلاوة العشرة معه ، و تعرف معني عبارة " الإلتصاق بالرب " ( مز 73 : 28 ) . إن الله يريدنا أن نرجع إليه . يريد لنا الخلاص ، و يريد منا أن نحبه كما أحبنا ... لذلك هو يقول " إرجعوا إلي بكل قلوبكم " (يوئيل 2 : 12 ) . و يسجل لنا الوحي الإلهي هذه العبارة الجميلة " هل مسرة أمر بموت الشرير - يقول السيد الرب - إلا برجوعه عن طريقه فيحيا " ( خر 18 :23 ) . إن الله يريدنا أن نرجع إليه ، لنحيا ... ذلك لأن الخطية حالة موت روحي علي الأرض ، و نتيجتها الموت الأبدي ...إذن فالله يريدنا أن نرجع ، من أجل صالحنا ... يضاف إلي هذا حنوه و محبته ، لأنه لا يسر بموت الخاطئ . إن موت الخاطئ أمر يحزن قلب الله بلا شك . و لهذا فإنه إذا رجع الخاطئ " يكون فرح في السماء " ( لو 15 : 7 ) . و لقد فرح الرسل و بشروا التلاميذ برجوع الأمم ( أع 15 : 3 ) ... و إستخدم الكتاب عبارة " رجوع " بالنسبة إلي الأمم ، ذلك لأن الإيمان هو الوضع الآصلي للبشرية عموماً ، قبل أن ينفصل الأمم عن هذا الإيمان و عن الله . فلما اَمنوا أعتبر هذا رجوعاً إلي الله ... إعرف يا أخي حقيقة هامة و هي : إن الله يريد رجوعك إليه ، أكثر مما تريد أنت ... فقد يكون الإنسان الخاطئ غافلاً عن خلاص نفسه ، لا يفكر أن يرجع إلي الله . أو قد يكون ملتذاً بالخطية ، راغباً في البقاء فيها ، شاعراً إن الرجوع إلي الله سيحرمه من كل ملاذه ... و في كل ذلك يكون الله في سعي مستمر إرجاع هذا الخاطئ إليه . بكافة الطرق . و قصص سعي الله وراء الخطاة كثيرة جداً ... ذكر منها في الأصحاح 15 من الإنجيل لمعلمنا لوقا البشير ، قصة الخروف الضال ، و قصة الدرهم المفقود . و ذكر إنجيل يوحنا سعي الله لرد المرأة السامرية في وقت لم تكن تفكر فيه إطلاقاً أن تلتقي معه .و كذلك وقوف الله علي الباب و هو يقرع ، يطلب من النفس أن تفتح له ... و ما لي أذهب بعيداً ... إن كل رسالات الأنبياء تتركز حول هذا الموضوع هو رغبة الله في رجوعنا إليه ... و ليس مجرد الرغبة ... و إنما العمل علي ذلك أيضاً . و هنا نسأل : إن كان رجوعنا إلي الله ، مفرحاً لله ، و الله يريده و يسعي إليه ، و نحن أيضاً نريده ... فكيف إذن نرجع إليه ؟ أتسأل : كيف أرجع إلي الله ؟ إن الصلاة هي الوسيلة الفعالة التي ترجعك إلي الله .
رد مع اقتباس
قديم 05 - 02 - 2015, 02:15 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,321

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: · الله يريدنا أن نرجع :

مشاركة جميلة جدا
ربنا يبارك حياتك
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لا يريدنا المسيح أن نكون بلا فهم بل يريدنا أن نفهم كل ما هو نافع وضروري لخلاصنا
الله يريدنا أن نرجع إليه ونبتعد عن الخطية، من أجل صالحنا
إن الله يريدنا أن نرجع إليه ونبعد عن الخطية
الله لا يريدنا أن نتشبه بالآخرين بل يريدنا أن نكون مُميزين ومتميزين
الله يريدنا أن نرجع


الساعة الآن 03:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024