رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الق على الرب همك فهو يعولك يعرِّف الكثيرين الهم بأنه القوى المضادة التي تعمل علي هدم الإنسان. وهناك من يصفونه بأنه وحش يمسك الإنسان من رقبته كذئب ينهش حَمَلاً وكأن هناك من يمسك بأعناقنا ويهزها حتي ننهار. وقد ذكر أحد البحوث الطبية أن أول وأهم أسباب أمراض القلب هو الهم. ولنضع في أذهاننا أنه لا يوجد ما يستنفذ كل ينابيع سلامنا وقوتنا بقدر ما تفعل الهموم بنا. وأثقل ما نحمله كل يوم هو حمل ما نتوقعه من مشاكل قد لا تحدث أبداً."الغم في قلب الرجل يحنيه.." أم25:12 يضع الهم ثقلاً علي حياة الشخص إلي درجة الإنحناء تحت هذا الثقل. ويعرِّف القاموس كلمة الهم بأنها حالة من عدم الإرتياح أو التوتر أو القلق. وقد شبَّه الرب يسوع في مثل الزارع هموم الحياة بالأشواك التي تنمو وتخنق الثمر)لو7:8(. والرب يريد أن يأخذ كل همك بدلاً منك وسيهتم هو بك. "ملقين كل همكم عليه لأنه هو يعتني بكم" 1بط 7:5 يريد الرب أن يعتني بنا بشرط أن نتوقف عن الإهتمام بأنفسنا.. كثيرون يريدون أن يهتم الله بهم بينما هم يهتمون ويقلقون علي كل شيء. كيف نلقي همومنا علي الرب؟ "ملقين كل همكم عليه لأنه هو يعتني بكم" 1بط7:5 وفي الترجمة "ملقين همكم بجملته – كل قلقكم – كل مشاغلكم – كل إهتماماتكم مرة واحدة وإلي الأبد – لأنه هو يعتني بكم بكل حب ويقظة". لقد أعطانا الرب إمتياز أن نلقي عليه كل مشكلة نقابلها. وكلمة ملقين تعني أن نقذف بها بعيداً. وهذا ما يجب أن نفعله بهمومنا، أن نطرحها عنا نهائياً وبعمل من أعمال الأرادة التامة. علينا أن نعتاد أن نلقي أحمالنا علي الرب ولا نعود نحملها مرة أخرى، وكما أن المحيط يستطيع أن يحمل سفينة كبيرة بنفس الكيفية التي يحمل بها ريشة صغيرة سقطت من جناح طير فهكذا يستطيع الرب أن يحمل أكبر همومنا وأصغرها. وعندما تلقي همك علي الرب فإن الرب لن يُزيلها فقط بل سيفعل ما هو أفضل بكثير سوف يعولك (ألق علي الرب همك فهو يعولك) مز22:55 عندما كان التلاميذ في بحر الجليل مع يسوع وكانت الأمواج تضرب السفينة حتي صارت تمتليء وكان يسوع نائماً على وسادة في المؤخرة فأيقظوه قائلين يا معلم ألا يهمك أننا نهلك. مر38:4 قد يتردد هذا السؤال في قلوبنا عندما نواجه مشاكل وتحديات الحياة والإجابة هنا في هذه الآية ( ...هو يعتني بكم ) 1بط7:5 وهذا ما فعله يسوع مع التلاميذ قام وانتهر الريح وقال للبحر اسكت ابكم فسكنت الريح وصار هدوءاً عظيماً. ليتنا نلقي بكل همومنا وأحمالنا ومخاوفنا على يسوع ونحن واثقين أنه يعتني بنا فالقلق لا يفيد شيئاً ولا يُصلح الأمور. ربما تأتي الصعاب بينما نحن نصنع مشيئة الله، فيسوع نفسه هو الذي ألزم تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويسبقوه إلي العْبر مت22:14..ولكن السفينة صارت في وسط البحر معذبة من الأمواج مت24:14. إن الله لا يعطينا ضماناً أن البحر سيكون دائم الهدوء وأن رحلتنا في هذه الحياة ستكون بلا تحديات، فحتى بولس إنكسرت به السفينة ثلاث مرات، ولكن المهم أن تصنع مشيئة الله في حياتك وتعطي الله الفرصة ليصنع كل شيء لخيرك رو28:8. لقد كان يسوع يراهم وهم يصارعون مع الأمواج فأتاهم ماشياً علي البحروكلمهم قائلاً ثقوا أنا هو لاتخافوا. وجعل بطرس يمشي علي المياه بكلمة ودخلا السفينة وسكنت الرياح. فلا تقلق فالله يري ويدبر كل شيء بإتقان لأجلك، فالتحدي الذي تواجهه في المكان الذي يحدده الله لك يعني أن هناك معجزة ستحدث معك لاتهتموا "لاتهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتُعلم طلباتكم لدى الله" (في6:4). وفي ترجمة حديثة تقول الآية "لا تقلقوا بسبب أي شيء لكن اخبروا الله بتفاصيل إحتياجاتكم في صلوات واثقة شاكرة". "وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح" في7:4 تعلَّم أن تأتي بهمومك ومخاوفك إلى الرب كما فعل حزقيا الملك إذ نشر أمام الرب كلمات التهديد التي هدده بها ربشاقي ملك أشور2مل14:19 تحدث معه بكل ما تشعر به، وسيتعامل الروح القدس مع قلبك وتذهب الهموم. وسوف تختبر سلام الله الذي يفوق كل عقل. وهذا السلام الذي يمنحه الله يعمل أثناء العواصف وليس في غيابها، وهو سلام يعطيه الله لقلبك ليريحه من الهموم والمخاوف. وهذا السلام يحفظ (يحرس) قلبك وذهنك من الهم والخوف وهو سلام أيضا يملك على القلب"وليملك في قلوبكم سلام الله .." كو15:3 الساكن في ستر العلي في ظل القدير يبيت" (يبقى ثابتاً) مز1:91 لدى الله ستر نستطيع أن نسكن فيه وهو مكان تتلاشى فيه الهموم ليملك السلام والتعزية. وكلمة الساكن تعني الإستيطان والإستقرار بصفة دائمة. لا يريدنا أبونا السماوي أن نزوره بين الحين والآخر، أو أن نكتفي بالذهاب إليه في الأوقات الصعبة. ولكنه يريدنا أن نسكن تحت ظل جناحيه ونبقى ونعيش هناك. فإن فعلنا ذلك ثبتنا لأنه لا توجد قوة يمكن أن تقف أمام العلى. فإن بقينا هناك، لن يستطع إبليس أن يؤذينا. أش2:32 "و يكون إنسان كمخبأ من الريح و ستارة من السيل كسواقي ماء في مكان يابس كظل صخرة عظيمة في أرض معيية ". في الموعظة علي الجبل في مت25:6–34 تكررت عبارة "لا تهتموا" ثلاث مرات : 1. لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون ولا لأجسادكم بما تلبسون. 2. فلا تهتموا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس. 3. فلا تهتموا للغد. إن الله يطالبنا أن لا نهتم بالمأكل والمشرب والملبس لأن هذه إهتمامات أرضية. لذلك دبّر الله طريقة أخرى لتوفير هذه الإحتياجات لنا غير طريقة الإهتمام والإنشغال بها، وهذه الطريقة الأخرى هي إهتمام الله نفسه بهذه الأمور وتدبيره لها. أما نحن فعلينا أن نهتم بما يريدنا الله أن نهتم به. ولنقرأ بقية الأعداد الكتابية حيث تقول الكلمة "انظروا إلى طيور السماءِ. إنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن. وأبوكم السماوي يقوتها. ألستم أنتم بالحري أفضل منها" فالله يقوت طيور السماء، فكم بالحري يقوتنا، والعلاقة بين الله والطيور هي علاقة خلق أما علاقة الله بنا فهي خلق وأبوّة، علاقة راعي محب لقطيعه. * إن الله يريدنا أن لا نهتم نحن بهذه الأمور الزمنية لعدة أسباب: أولاً: لأننا غير قادرين أن نغيِّر شيئاً، يقول المسيح "ومن منكم إذا إهتمَّ يقدر أن يزيد على قامتهِ – أوعمره - ذراعاً واحدة" ومكتوب أيضاً "إن لم يبنِ الرب البيت فباطلاً يتعب البنَّاؤُون. إن لم يحفظ الرب المدينة فباطلاً يسهر الحارس" فإن لم يهتم الرب بنا فباطل تعبنا واهتمامنا. ثانياً: لئلا تُثقَّل قلوبنا بسبب هذا الإهتمام. يقول الكتاب "فاحترزوا لأنفسكم لئلاَّ تثقل قلوبكم في خُمارٍ وسكرٍ وهموم الحياة" لو34:21 بل إن همّ هذا العالم قادر أن يخنق الكلمة المزروعة في المؤمن فيصير بلا ثمر. مكتوب عن المزروع بين الشوك هو الذي يسمع الكلمة وهمُّ هذا العالم وغرور الغِنَى يخنقان الكلمة فيصير بلا ثمر." ثالثاً: لكي نعيش حياة القناعة والإكتفاء مع الشكر. عادة يؤدي الإهتمام بالمأكل والمشرب والملبس إلى خطية محبة المال أو تعظم المعيشة بل كثيراً ما يقود الإنسان إلى "غرور الغنى" فيبعده تماماً عن حياة القناعة والشكر والاكتفاء والإتضاع. لذلك مكتوب "لتكن سيرتكم خالية من محبة المال. كونوا مكتفين بما عندكم لأنهُ قال لا أهملك ولا أتركك" عب5:13. رابعاً: لكي نعيش حياة الإيمان بالله القادر أن يهتم بهذه الأمور ويدبرها لنا كما وعد، فإن كان الله يقوت طيور السماء فكم بالحري يقوتنا. ويعطينا المسيح مثلاً آخر قائلاً "ولماذا تهتمُّون باللباس. تأمَّلوا زنابق الحقل كيف تنمو.لا تتعب ولا تغزل. ولكن أقول لكم إنه ولا سليمان في كل مجدهِ كان يَلبَس كواحدةٍ منها. فإن كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويُطرَح غداً في التنّور يُلبسهُ الله هكذا أفليس بالحري جداً يُلبسكم أنتم يا قليلي الإيمان" والله لا يريدنا أن نكون قليلي الإيمان بل بالعكس نكون أقوياء في الإيمان والإتكال علي الله "لأن الذي وعد هو أمين" إن الأمم الذين لا يعرفون الله هم الذين يهتمون بالطعام واللُباس أما الذين يؤمنون بالراعي الذي يرعى شعبه فإنهم يطلبون أولاً ملكوت الله وبره. يُسَر الله بأن يمنح أولاده عطايا حسنة إن كنا نطلبه هو أولاً قبل أن نطلب عطاياه فهو يعلم ما نحتاج إليه قبل أن نطلب. "لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلي هذه كلها" (مت32:6). "سيملأ إلهي كل إحتياج لي بحسب غناه في المجد في المسيح يسوع" في19:4 "أيضا كنت فتي وقد شخت ولم أرى صِّديقاً تُخلي عنه ولا ذرية له تلتمس خبزاً اليوم كله يترأف ويُقرض ونسله للبركة" مز25:37. نحن نقدم للرب همومنا عندما نثق أنه قادر علي الإهتمام بنا وأنه سيهتم بنا بالفعل وهكذا ندخل راحة الرب بالايمان "لأننا نحن المؤمنين (الذين وضعوا ثقتهم وإتكالهم على الرب) ندخل الراحة..." عب3:4. أما القلق فهو عكس الإيمان وهذا يعني أننا عندما نقلق نختار ألا نثق في الله وبالتالي لا نستطيع أن ندخل راحته. خامساً: لكي نعيش حياة الجندية. يقول الكتاب "ليس أحدٌ وهو يتجنَّد يرتبك بأعمال الحياة لكي يُرضي من جَنَّده" فالله يضمن للمتجند له تسديد لكل إحتياجاته لكي لا يرتبك المتجند فيستطيع أن يحارب وينتصر ويُرضي من جَنَّده. سادساً: لكي نهتم بما فوق. يقول الكتاب "فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالسٌ عن يمين الله. اهتمُّوا بما فوق لا بما على الأرض. لأنكم قد متُّم وحياتكم مستترة مع المسيح في الله" "اطلبوا أولاً ملكوت الله وبرَّه وهذه كلها تزاد لكم". سابعاً: لكي نعيش في سلام منتظرين مجيء الرب. فعادةً الإهتمام بالأمور الزمنية يؤدي إلى القلق والإرتباك والهم ومكتوب "الربُّ قريبٌ. لا تهتمُّوا بشيءٍ بل في كل شيءٍ بالصلاة والدعاءِ مع الشكر لتُعلَم طلباتكم لدى الله. وسلام الله الذي يفوق كلَّ عقلٍ يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع" نعم هللويا الرب قريب. لكن هل يمكن أن نفهم معنى قول الكتاب "وهذه كلها تزاد لكم" أننا لا نعمل ولا نتعب؟ كلا على الإطلاق، فالعمل هو خطة الله للإنسان. فمنذ القديم يقول الكتاب "وأخذ الرب الإله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها" فالعمل ضروري جداً حتى أن بولس الرسول يقول للأفسسيين "لا يسرق السارق في ما بعد بل بالحري يتعب عاملاً الصالح بيديهِ ليكون له أن يعطي من له احتياج" وهنا نرى أن العمل الصالح هو مرتب لنا من قبل الرب وعلينا أن نتممه بطاعتنا لصوت الرب والخضوع لمشيئته. أما الشيطان فإنه يحاول أن يغوي الإنسان أن يعمل مستقلاً عن الله ومتكلاً على نفسه وعلى تفكيره وتدبيره، فتكون النتيجة كثرة حمل الهموم والأثقال. وهذا ما يريده الشيطان، أن يشغل النفوس بارتباكات الحياة حتى "يفاجئُهم هلاكٌ بغتةً كالمخاض للحُبلَى فلا ينجون" أما الله فيريدنا أن نعمل ونتعب ونحن نتلذذ بشركتنا مع الله وإرشاده لنا في كل الأوقات. "فلا تهتموا للغد لأن الغد يهتم بما لنفسه يكفي اليوم شره " مت43:6 فالهم لا يخلِّص الغد من متاعبه وإنما يفقد اليوم قوته. تأكد أن الرب سيعطيك قوة خاصة للتعامل مع كل ما ستقابله في الغد، فالرب يعتني بك وهو معك كل الأيام. ولك هذا الوعد الإلهي "كأيامك راحتك" تث25:33. ابتهج وامنح الرب فرصة ليعمل في حياتك وتأكد أن هذا هو اليوم الذي صنعه الرب نبتهج ونفرح فيه. وفي يوحنا 33:16 قال يسوع "قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فيّ سلام" في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا: أنا قد غلبت العالم" وأخيراً يقول الرسول بولس في فيلبي4:4 "افرحوا في الرب كل حين، وأقول أيضاً افرحوا". صلاة أبي السماوي كم أشكرك لأنه معك لا أثقال تحني قلبي بل راحة. أشكرك لأن محبتك الكاملة الثابتة نحوي تنزع مني كل هم وخوف لتعطي سلام لقلبي في كل يوم . سلامك الذي يفوق كل عقل ليحفظني من القلق والهم. سلام يثبت في العواصف لأنك مخبأ لي من الريح وستارة من السيل وظل صخرة عظيمة في أرض معيية.....آمين |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الق على الرب همك فهو يعولك |
ألق على الرب همك فهو يعولك. |
الق على الرب همك فهو يعولك |
ألق على الرب همك فهو يعولك - مز 55 |
الق على الرب همك فهو يعولك |