رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“على الله” والاتكال! لا شك أن المعنى الأوضح والأبسط لكلمة “على الله”، هو الاتكال الكامل على الله تعالى، وعلى قدرته التي تسهِّل أي صعب، وتتخطى أي مشقات؛ وهذا أمر رائع بلا جدال حرضنا عليه سليمان الحكيم قائلاً «تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ» (أمثال3: 5) وشرحه لنا والده داود موجزًا «وَيَتَّكِلُ عَلَيْكَ الْعَارِفُونَ اسْمَكَ، لأَنَّكَ لَمْ تَتْرُكْ طَالِبِيكَ يَا رَبُّ» (مزمور9: 10). فنحن قد خُلقنا، لا لننفصل عن الله في أفعالنا، ولكن لكي نتكل عليه في كل صغيرة وكبيرة، وهذا ما يشرِّفنا. لكن هذه ليست المشكلة، فالقاصي والداني يتكل على الله في كل ما يعجز عن فعله، ويلقي بكل مهماته (مهما كانت) على الله القدير لينجزها. ولكن تبقى المشكلة الحقيقية هي أنه على قدر تأكيد الناس باللسان اتكالهم على الله، فإن الواقع يثبت عكس ذلك. فالظواهر الطبية تشير إلى انتشار الأمراض التي تنتج من «عَوَلان» هم الإنسان لاحتياجاته، والتفكير المستمر في حلول مشاكله. والظواهر الاجتماعية تشير إلى ابتعاد الناس عن الاتكال على الله، فعند المصالح الحكومية، يبدأ البحث عن أي واسطة، ولا نترك لله فرصة ليظهر سلطانه على الطوابير والتقارير، أو أن يشجِّعنا باختبار جديد لمرافقته لنا. وعند القرارات الفردية، نبتعد عن طلب مشورة الله ورأيه ووجهة نظره، ونستعين إما بأصدقاء الحاضر أو بخبرات الماضي أو بتوقعات المستقبل. وفي كل الأحوال فنحن كثيرًا ما نقول “على الله”، فيما نُدخل أنفسنا فيما لا يعنيها، وفيما هو أصلاً “على الله” وليس علينا نحن!! |
|