رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأعمى هو المرائي في مفهوم يوحنا الإنجيلي، حيث يستبدل لقب مراءٍ بلقب أعمى؛ فخطيئة اليهود في نظر يوحنا الإنجيلي تقوم على قولهم "إننا نرى" في حين أنهم عميان (يوحنا 9: 40). ويتعودِ المرء مغايرة ما في القلب عما على الشفتين، فيخفي نيَّته الخبيثة تحت شعار المهاودة والتمسّك بالشكلياّت، وهذا ما ندعوه رياء أو مراءاة. وليس الرياء الديني مجرد كذب، بل هو أيضا غش للغير بقصد كسب تقديره عن طريق ممارسات دينية لا تكون النيّة فيها سليمة. فيبدو المرائي كأنه يعمل من أجل الله، في حين أنه يعمل في الواقع من أجل ذاته والاهتمام "بالظهور أمام الناس" كما جاء في تعليم السيد المسيح "جَميعُ أَعمالِهم يَعمَلونَها لِيَنظُرَ النَّاسُ إِلَيهم"(متى 23: 5)، لذلك جاء تأنيب يسوع شديد اللهجة تجاههم " أَيُّها المُراؤُون، أَحسَنَ أَشَعْيا في نُبؤءتِه عَنكم إِذ قال: ((هذا الشَّعْب يُكرِمُني بِشَفَتَيْه وأَمَّا قَلبُه فبَعيدٌ مِنِّي. إِنَّهُم بالباطِلِ يَعبُدونَني فلَيسَ ما يُعلِّمونَ مِنَ المَذاهِب سِوى أَحكامٍ بَشَرِيَّة"(متى 15: 7 -8). لذلك وصفهم يسوع بالقبور "الوَيلُ لَكم أَيُّها الكَتَبَةُ والفِرِّيسيُّونَ المُراؤون، فإِنَّكم أَشبَهُ بِالقُبورِ المُكَلَّسَة، يَبدو ظاهِرُها جَميلاً، وأَمَّا داخِلُها فمُمتَلِئٌ من عِظامِ المَوتى وكُلِّ نَجاسَة. وكَذَلِك أَنتُم، تَبدونَ في ظاهِرِكُم لِلنَّاسِ أَبراراً، وأَمَّا باطِنُكُم فَمُمتَلِئٌ رِياءً وإِثماً" (متى 23: 27 -28). الأب لويس حزبون - فلسطين |
|