هيكل هيرودس
عام 19 ق م بدأ الملك هيرودس الكبير العمل في يناء هيكل جديد في أورشليم. وقد أراد أن يكسب رضى رعاياه ويدهش العالم الروماني بفخامة بنائه. انتهى البناء الرئيس في نحو 9 ق م، ولكن العمل استمر عدة سنين بعد ذلك. وقد بُني هذا الهيكل وفقاً لتصميم هيكل سليمان، إلا أنه كان أعظم الهياكل وأفخمها- إذ بلغ ارتفاعه ضعفي ارتفاع هيكل سليمان وغُشي بكثير من الذهب حتى بات منظره باهراً تحت الشمس.
وأروع ما كان في ذلك الهيكل هو "البلاط" الفسيح الذي ما زال موجوداًُ حتى اليوم. وكان الحجاج يحتشدون فيه والذبائح تُقدم هناك. وقد امتدت الأسوار المحيطة بالبلاط إلى ما وراء قمة التلة فطوقت مساحة 35 فدان. وعند الطرف الجنوبي ارتفع البلاط ما بين 30 و 45 مً عن مستوى الأرض. وربما كانت إحدى الزوايا الجنوبية من هذا البلاط هي "الجناح" الذي جرب إبليس المسيح بأن يطرح نفسه من عليه.
وقد شيد حول الساحات الخارجية رواق مسقوف (فيه علّم بطرس ويوحنا الشعب). وكان المدخل الرئيسي من جهة الجنوب، ويُفضي إلى دار الأمم. والدخول إليه مُباح لأي إنسان. ولكن غير اليهود حُذروا من دخول الدار الداخلية، ورُفعت لهذا الغرض لافتات باليونانية واللاتينية. والعقوبة المحتملة للمخالفة كانت الموت. وفي وصف القبض على بولس في أعمال 21 ما يؤتينا فكرةً عن مشاعر السخط التي يثيرها تدنيس واحدٍ غير يهودي لذلك "الموضع المقدس". أما الدار التالية فكانت دار النساء، ولم يكن يُسمح للنساء بتعدّيها. وكان مسموحاً للرجال بالدخول إلى الهيكل بالذات، إلى دار إسرائيل، بل إلى دار الكهنة للطواف حول المذبح في عيد المظال.
هذا الهيكل دمره الرومان في زمن الثورة اليهودية سنة 70 م، وحُمِلت كنوزه إلى روما.
متى 4: 5 و6؛ مرقس 13: 1؛ أعمال 3: 11