رسالة الصوم

[Ramez5]

(الصوم الكبير) كان المسيحيون قديمآ يتمنون لبعضهم البعض **صومأ مباركآ ** فهو زمن التوبة وفرصة للرجوع الى الله ودعوة الى ممارسة أعمال التوبة بكل أشكالها,أما اليوم يتساءل الجميع اذا بقي للصوم معنى بعدما خففت الكنيسة من صرامته وعدد أيامه,في الوقت الذي أعطت له مفاهيم وتفسيرات جديدة . *ان الكنيسة هي أم المؤمنين ,همها أن تحملهم عن طريق تعاليمها وقوانينها ,على التعرف الى المسيح وتدفعهم الى الاصغاء الى نداءاته والتجاوب مع متطلباته في حياتهم اليومية فتمكنهم من الاشتراك في مفاعيل النداء الذي حققه بموته وقيامته .
وما الصوم سوى فرصة تتيح لهم أن يعودوا الى المسيح وينكبوا على حياتهم يستأصلون منها ما عتق وشاخ ويقتلعون منها ما فسد وأنتن ويزدادون وعيآ بمسؤولياتهم المسيحية على كل صعيد.
فالصوم _ وبالرغم مما طرأ عليه من تقليص وتلطيف _ لا زال زمنآ للتوبة :**توبوا فقد اقترب ملكوت الله** واذا كانت الكنيسة _رحمة منها بأبنائها وتمشيآ منها مع متطلبات العصر_ قد خففت من صرامته السابقة,غير أنها لم تخفف ولن تخفف من الدعوة الى التوبة_ لذا من الضروري بعد التزام أن نضاعف جهودنا للبلوغ الى التوبة الحقيقية التي عليها يقوم مفهوم الصوم في أعمق معانيه,وذلك بالقيام بكل ما يحمل اليها كقراءة الانجيل والتأمل فيه,وتبديل مواقفنا على ضوئه , وعمل الخير والاحسان الى الفقراء والالتزام بالمحبة والتسامح والانقطاع الى الصلاة و.........
فيقول القديس افرام السرياني ان الصوم في نظره يجعلنا نشترك بوليمة المسيح السماوية,فنستنير ونلبس البهجة والفطنة,ونحصل على غفران الخطايا,ونفرح بالغذاء العقلي الذي يفيضه علينا,ويزين جسدنا ونفسنا بالبهاء الأرضي وبالسناء الملائكي.
فالنفس العاقلة تستنير به والروح العاقلة تكتسب السلاح الذي يساعدها على الانتصار في المعركة ضد الشرير لأنها أحبت الصوم .
* ويعلن القديس افراهات : أن الصوم هو أنقى شيء في عيني الرب. وهو كنز السماء,وسلاح ماض بوجه الشر وبهذا يؤكدأن أمرآ واحد أساسي ليكون الصوم مقبولآ :
*** ((وهو نقاوة القلب ))****, وبهذا المعنى يقول : تذ كر أيها الحبيب كم هي غنية رغبة الانسان الذي ينقى قلبه ويحفظ لسانه ويمنع يديه من فعل الاثم. فلا يليق بالانسان أن يمزج العسل بالمرارة,اذا صام عن الخبز والماء فلا ينبغي أن يمزج صومه التجاديف واللعنات: (ليسى ما يدخل الفم ينجس الانسان ,بل ما يخرج من الفم هو الذي ينجس الانسان).
* والقديس يوحنا الذهبي الفم : يقول : ان الامتناع عن الطعام وقتآ محددآ لا يكفي, اذ ان الصائم عن الطعام وحسب, مثله كمثل التائه في البحر, يتوهم أنه قاصد الى المديتة. غير أنه متجه الى مكان آخر.* فالصوم الحقيقي هو منع النفس عن اللذات البدنية,ومساعدة الأخرين,ورفع الظلم عن البشر ,واعطاء الخبز للجائع وانصاف الأيتام والأرامل ,وتجنب المكر والغش والتسليم لارادة الله كليأ والصوم هو زمن الصفح والتكفير عن الخطايا : ((ان غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أبوكم السماوي زلاتكم ))...وهذا ما نررده في الصلاة الربانية : *** (اغفرلنا خطايانا كما نحن نغفر لمن أخطأوأساء الينا***.
واذا صمت فأدهن رأسك بالزيت واغسل وجهك لئلا تظهر للناس صائمآ, بل لأبيك الذي في الخفية, وملكوت الله ليس أكلآ وشربآ بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس.
*الصوم هو الشراكة مع المحتاج وهو أيضآ زمن الصدقة والزكاة والاحسان والا سرق الصوم منا الصوم يقول الرب بحنان الوالدين : الصوم الذي أريده هو أن تفرش للجائع خبزك,وتدخل المسكين بيتك,أن ترى العريان فتكسوه ولا تتهرب من مساعدة قريبك بذلك ينبثق كا الصبح نورك.
فالصدقة والعطاء هي فعل محبة وحرمان فعندما أحرم نفسي عن شيء أقدمه لمحتاج حتى أشعر بالغبط(عندما تعطي محتاج فانك تدين الله).
**ولا يسعني الا أن أفتخر بأبناء رعية زيد ل كبارآ وصغارآ مقيمين ومغتربين الذين ساهموا في هذا الموضوع وقدموا بسخاء لمحتاجي القرية دون تبجج تعالو ا يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم منذ انشاء العالم, لأني جعت فأطعمتموني,عطشانآ سقيتموني ,عريانآ كسوتموني..... فيجيب الصديقون : متى رأيناك يا رب جائعآ أو عطشانآ أو مريضآ أو ..... فيجيبهم الرب : كل ما فعلتموه بهؤلاء الصغار ( المحتاجين) فلي فعلتموه ). وان ما نقوله عن الصدقة الجسدية يطابق الصدقة الروحية التي تتجه الى صنع الخير مع النفوس, وفي الوقت نفسه الى تمجيد الله . وهذا أيضآ أحد أعمال التوبة التي أشار اليها صاحب المزامير, حين قال : للرب: انه لكي يكفر عن خطيئته يعلم الخطأة طريق التوبة ** أعلم العصاة طرقك فيرجع اليك الخطأة **
***وأخيرآ في رتبة المسامحة التي تقام في بدء الصوم حسب طقسنا الانطاكي هناك ارشادات منها: ان كل ما نمارسه في هذا الصيام من الأعمال الصالحة فلا يفيدنا شيئآ,اذا كان يوجد حقد أو بغضة أو افتراء ونميمة وحسد في قلوبنا على قريبنا.
وبالنتيجة ان صمنا النهار كله حتى المساء ,وان تلونا صلوات كثيرة وسجدات وافرة,وان أعطينا للمساكين صدقات غزيرة ومارسنا غير ذلك من الأفعال الصالحة ,فان لم تكن مقترنة بالمحبة والصفح التام لبعضنا البعض فتعود كلها باطلة وعديمة الاستحقاق والأجر .
فلنطلب المعونة والمساعدة من يسوع وسيدتنا مريم العذراء سيدة النجاة, ليكون صومنا مباركآ مرضيآ لننال نعمة ورحمة ومحبة الآب والأبن والروح القدس أمين.
للتنويه فقط كتبت موجزة وليست كاملة حرفيآ وشكرآ. ....وكل عام وانتم بخير...

[magdy-f]

فلنطلب المعونة والمساعدة من يسوع وسيدتنا مريم العذراء سيدة النجاة, ليكون صومنا مباركآ مرضيآ لننال نعمة ورحمة ومحبة الآب والأبن والروح القدس أمين.
للتنويه فقط كتبت موجزة وليست كاملة حرفيآ وشكرآ. ....وكل عام وانتم بخير...

شكرا لك
وكل عام والجميع بخير