|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وصايا للقادة خاصة الملوك والرؤساء أمثال 21-30 طريق الملوكية!أدرك سليمان الحكيم أنه قد نُصِّب ملكًا بأمر إلهي، ونال ما ناله من حكمةٍ ومجدٍ وغنى، وبناء هيكل الرب من قِبل الرب نفسه. ففي محبته لإخوته في البشرية اشتهى أن يكون الكل ملوكًا روحيين، وقد عبَّر عن ذلك في سفر الحكمة بقوله: "يا صانع كل شيء بكلمتك، ومكوِّن الإنسان بحكمتك، لكي يسود الخلائق التي صنعتها. ويسوس العالم بالقداسة والبرّ، ويجري الحكم باستقامة نفسٍ" (حك 9: 2-3). إنه يود أن يحمل كل إنسان -أيَّا كان مركزه أو عمره أو إمكانياته- روح القيادة الحقيقية. وقد جاء حديثه في هذا الأصحاح يبرز كيف يتمتع الإنسان بروح الملوكية، ويتحاشى طريق المذلة. التناغم مع الإرادة الإلهية 1 قَلْبُ الْمَلِكِ فِي يَدِ الرَّبِّ كَجَدَاوِلِ مِيَاهٍ، حَيْثُمَا شَاءَ يُمِيلُهُ. 2 كُلُّ طُرُقِ الإِنْسَانِ مُسْتَقِيمَةٌ فِي عَيْنَيْهِ، وَالرَّبُّ وَازِنُ الْقُلُوبِ. 3 فِعْلُ الْعَدْلِ وَالْحَقِّ أَفْضَلُ عِنْدَ الرَّبِّ مِنَ الذَّبِيحَةِ. 4 طُمُوحُ الْعَيْنَيْنِ وَانْتِفَاخُ الْقَلْبِ، نُورُ الأَشْرَارِ خَطِيَّةٌ. قَلْبُ الْمَلِكِ فِي يَدِ الربِّ، كَجَدَاوِلِ مِيَاهٍ حَيْثُمَا شَاءَ يُمِيلُهُ [1]. في الليلة الأخيرة من مملكة بابل أراد دانيال النبي أن يكشف لبلشاصر الملك أن الله وراء قيام كل مملكة، له خطة خاصة في حياة كل ملك، هذا الإله الذي دنس بيلشاصر آنية بيته (دا 5: 1-4)، فقال له: "أنت أيها الملك، فالله العلي أعطى أباك نبوخذنصر ملكوتًا وعظمة وجلالًا وبهاءً.." (دا 5: 18 إلخ). كل الملوك الأتقياء والأشرار، المؤمنون وغير المؤمنين، لن يتحركوا بدون سماح الله أو إرادته. كثيرون منهم يظنون أنهم قادرون على العمل على مستوى عالمي مثل فرعون مصر، وملوك أشور وبابل وقياصرة روما وإسكندر الأكبر ونابليون بونابرت. ولم يعلموا أنهم لن يستطيعوا العمل بدون سماح الله. لقد أعلنوا علانية أو سرًا استقلالهم عن الله. هذا ما يشعر به كثير من القادة، بل ومن الشعب أنهم يفعلون ما يشاءون. إننا في حاجة أن نحتفل يوميًا بإعلان اتكالنا على الله القدير وليس استقلالنا عنه. لقد أدركت أستير هذا وصرخت مع شعبها، وحرك الرب قلب الملك كما جاء في كل السفر، خاصة حين طار نوم الملك منه، وقرأ في سفر تذكار الأيام عما فعله مردخاي، وتحركت الأحداث لحساب شعب الله (دا 6). حركت يدّ الله كورش الفارسي، إذ قيل: "هكذا يقول الرب لمسيحه، لكورش الذي أمسكت بيمينه لأدوس أمامه أممًا..." إن كان هذا هو عمل الله حتى مع الملوك الأشرار، فكم يكون دوره في حياة مؤمنيه، إذ يقول لإرميا النبي: "قبلما صوَّرتك في البطن عرفتك، وقبلما خرجت من الرحم قدستك، جعلتك نبيًا للشعوب" (إر 1: 5). كوازن للقلوب هو الطبيب الوحيد المتخصص في إصلاح القلب وتجديده، لذا نصرخ إليه في مقدمة الصلاة في كل ساعة: قلبًا نقيًا اَخلقه فيَّ يا الله" (مز 51). |
|