11 - 11 - 2012, 10:51 AM
|
رقم المشاركة : ( 2 )
|
..::| VIP |::..
|
رد: من هو كاتب الإنجيل للقديس مرقس؟ وهل كاتبه مجهول؟
وهناك تفاصيل أخرى دقيقة وحية مثل قوله "وكان مع الوحوش" (مر1 :13) عن الرب يسوع المسيح عندما كان على الجبل ليجرب من إبليس، "وكشفوا السقف" (مر2 :4) الذين حملوا المفلوج. كما وصف أعمال مجنون كورة الجدريين بكل دقة وتفصيل "لأنه قد ربط كثيراً بقيود وسلاسل فقطع السلاسل وكسر القيود. فلم يقدر أحد أن يذللـه. وكان دائماً ليلاً ونهار في الجبال وفي القبور يصيح ويجرح نفسه بالحجارة" (مر5 :4و5).
هذه التفاصيل الدقيقة النابضة بالحياة تدل على أن الكاتب شاهد عيان، كما سجل بكل دقة تفاصيل ما تسلمه من شهود العيان الآخرين. كما تدل أيضا على أن الكاتب يعرف دقائق البلاد وجغرافيتها ويعرف الناس وأسماءهم، وقد ساقه الروح القدس وذكره بكل التفاصيل.
4- شهادة الآباء:
الإنجيل للقديس مرقس هو أكثر الأناجيل الأربعة الذي ركز عليه علماء الكتاب المقدس لاعتقاد غالبيتهم أنه أقدم الأناجيل لبساطه أسلوبه وقوته وحيويته وقدم لغته ولأنه يسجل أعمال الرب يسوع المسيح بصورة مكثفة وسريعة وقوية بدرجة كبيرة على روايات آلام الرب يسوع المسيح وصلبه وقيامته، ولأنه يقدم صورة حيه للإنجيل الشفوي كما جاء في كرازة القديس بطرس لكرنيليوس وقد شهد جميع آباء الكنيسة لصحته. وفيما يلي شهادتهم عنه:
(1) بابياس:"وقال الشيخ هذا أيضاً: إن مرقس وإذ أصبح المفسِّر (ερμηνευτής) لبطرس، دوَّن بدقة كل الذي تذكَّره من الأمور التي قالها وعملها الرب. ولكن ليس بترتيب، لأنه لم يسمع الرب ولا تبعه، ولكن فيما بعد - كما قلت - تبع بطرس الذي جعل تعاليمه توافق السامعين ولكن دون أن يقدِّم تقريراً متماسكاً عن أقوال الرب. هكذا وبالتالي، لم تبدُ من مرقس أخطاء وهو يسجِّل الأشياء كما تذكرها هو الآخر، لأنه جعل همَّه أن لا يسقط منه شيء مما سمع حتى لا يسجِّل حقائق مزيَّفة في إنجيله "(&).
لكن عبارته " لم يسمع الرب ولا تبعه " لا يتفق عليها جميع العلماء والذين يجمعون أنه كان شاهد عيان للرب، كما بينّا أعلاه.
كما لم يكن القديس مرقس مجرد مفسراً، كما يقول بابياس، فقد كان كارزاً ومبشراً وعاملاً في حقل الخدمة سواء مع القديس بولس " خذ مرقس واحضره معك لأنه نافع لي للخدمة " (2تي 11:4)، " والعامل معي في ملكوت الله " (كو11:4)، " ومرقس وارسترخس وديماس ولوقا العاملون معي " 0فل 24). أو مع القديس بطرس أو وحده ككاروز الديار المصرية.
(2) تقليد مقدِّمة إنجيل مرقس الموجهة ضد ماركيون:
كان من عادة الذين ينسخون أسفار العهد الجديد قديماً أن يفتتحوها بمهاجمة ماركيون الهرطوقي. وقد وصلنا من هذه المقدمات وصف لإنجيل القديس مرقس ضائع منه بعض سطوره الأُولى ولكنه يستمر قائلاً: " مرقس أعلن 000 وكان يسمَّى ذا " الإصبع الصغير 000 لأنه كان له أصابع قصيرة، وكان مترجماً (مفسِّراً) - interpres - لبطرس، وبعد موت بطرس كتب إنجيله في أماكن بإيطاليا ". ويوافق العالِم المؤرِّخ هارناك على صحة هذه المقدِّمة ويحدِّد زمانها بسنة 160-180م(%).
(3) – يوستينوس الشهيد: دعى الإنجيل بأوجهه الأربعة بمذكرات الرسل وقال أنها الأناجيل ولم يذكر الإنجيل للقديس مرقس مباشرة ولكنه أشار إلى بعض محتواه باعتباره الإنجيل أو مذكرات الرسل، في معرض حديثه عن القديس بطرس فقال: " وعندما يقال إنه (المسيح) أعطى أسم بطرس لأحد الرسل وعندما يكتب في مذكراته أيضاً أن هذا حدث بعد أن أعطى أثنين آخرين من الرسل، ابني زبدي، أسم بوانرجس، أي ابني الرعد 00 "(128). وهذا اللقب لم يذكر ألا في الإنجيل للقديس مرقس (17:3) فقط.
كما يقول أيضاً: " لأن الرسل سلموا لنا في المذكرات التي دونوها والتي تسمى أناجيل "(13). أي أنه يعتبر إنجيل مرقس هو أحد مذكرات الرسل أو أحد الأناجيل التي دونها الرسل.
كما يقول أيضاً في نفس المرجع عبارة اقتبسها مما جاء في إنجيل ق. مرقس (3:6): " أليس هذا هو النجَّار ابن مريم، وأخو يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان؟ أوليست أخواته ههنا عندنا؟ فكانوا يعثرون به ". وهنا يستخدم " τέκκτονοςνομιζομένου "، أي " المحسوب نجَّاراً "(1). وهذه الصفة للمسيح لم تذكر إلاَّ في الإنجيل للقديس مرقس.
(4) وقد ضم تاتيان السورى وتلميذ يوستينوس في منتصف القرن الثاني الإنجيل بالكامل في كتابه الدياتسرون.
(5) أما الوثيقة الموراتورية: فقد جاءت مبتورة وذكرت هذا الإنجيل في سطر واحد هو الذي تبقى مما ذكرته عنه ويقول " الذي فيه كان حاضراً وهكذا دونه ".
(6) إيريناؤس: " وبعد أن استشهد كلاهما (أي بطرس وبولس) سلم لنا مرقس، تلميذ بطرس ومترجمه، كتابه ما بشر به بطرس "(2).
(7) أكليمندس الأسكندرى: " حينما أكمل بطرس كرازته في روما جهاراً وأعلن الإنجيل بالروح، فالحاضرون وكانوا كثيرين ترجوا مرقس كونه كان مرافقاً لبطرس مدة طويلة ويذكر كل ما قاله أن يسجِّل لهم كلماته. ومرقس عمل هذا وسلم إنجيله إلى الذين ترجوه (طلبوه). وحينما علم بطرس بذلك لم يتحمَّس في ممانعة ذلك ولا هو شجَّع العمل"($).
وأيضاً " وأضاء جلال التقوى عقول سامعي بطرس لدرجة أنهم لم يكتفوا بأن يسمعوا مرة واحدة فقط، ولم يقتنعوا بتعاليم الإنجيل الإلهي غير المكتوبة، بل توسلوا بكل أنواع التوسلات إلى مرقس، أحد تابعي بطرس والذي لا يزال إنجيله بين أيدينا، لكي يترك لهم أثراً مكتوباً عن التعاليم التي سبق أن وصلتهم شفوياً. ولم يكتفوا حتى تغلبوا على الرجل، وهكذا سنحت الفرصة لكتابة الإنجيل الذي يحمل اسم مرقس.
ويقولون إن بطرس حينما سمع ما قد عمل (مرقس) كما أعلن له الروح سُرَّ بغيرة الأشخاص الذين طلبوا منه ذلك وصادق على الكتابة لقراءتها في الكنائس "(*).
وأيضاً " مرقس الذي تتبع بطرس بينما كان بطرس يكرز علناً بالإنجيل في روما في حضرة بعض قادة قيصر، وقد قدَّم شهادات كثيرة بالنسبة للمسيح، تقدَّم هؤلاء برجاء أن يكون لديهم ما يتذكرونه من هذه الشهادات التي قيلت إليهم، فكتب لهم الإنجيل المذكور حسب مرقس "(#).
(8) العلامة أوريجانوس: " وثانياً هذا الذي حسب مرقس الذي عمل كما علَّمه بطرس الذي يعترف به كابن في الرسالة العامة بقوله: " تسلِّم عليكم التي في بابل المختارة معكم ومرقس ابني " (1بط 13:5) "(&).
(9) العلامة ترتليان: من شمالي أفريقيا (حوالي 207م): يتحدث عن سلطان الأناجيل الأربعة فيقول أن اثنين منها كتبهما رسولان، والاثنين الآخرين كتبهما رفيقان للرسل، "بما فيهما ما نشره مرقس، لأنه يمكن أن يعزى لبطرس الذي كان مرقس مترجماً له".
(10) المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري: من قيصرية (حوالي 325م): "ومع أن بطرس لم يشرع- لفرط التواضع –في كتابة إنجيل، فأنه مع هذا قد ذاع منذ البداية أن مرقس- الذي كان قد أصبح من أتباعه الحميمين الملازمين له – قد سجل مذكرات بأحاديث بطرس عن أعمال يسوع"، و"في الحقيقة أن الذي يكتب هذا هو مرقس، ولكن بطرس هو الذي يشهد، لأن كل ما في مرقس أنما هي مذكرات أو تسجيلات لأقوال بطرس "(!).
(11) أبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص (حوالي 350م): "وبعد متى مباشرة، إذ أصبح مرقس من تابعي القديس بطرس في روما، أوكلت إليه كتابة إنجيل، وإذ أكمل عمله، أرسله القديس بطرس إلى مصر "(*).
(12) القديس جيروم: في الشرق والغرب (حوالي 350م ): " أن مرقس- تلميذ بطرس ومترجمه - كتب بناء على طلب الإخوة في رومية إنجيلاً مختصراً طبقا لما كان قد سمع بطرس يرويه. وعندما بلغ بطرس ذلك، وافق عليه وأمر أن يُقرأ في الكنائس "(^).
كما ذكر أيضاً: " فقد كان عنده تيطس مترجماً، تماماً كما أن بطرس المبارك كان له مرقس مترجماً، والذي كتب إنجيله، فقد كان بطرس يروى ومرقس يسجل ".
وفي مقدمة تفسيره لإنجيل متى: "والثاني هو مرقس، مترجم الرسول بطرس وأول أسقف لكنيسة الإسكندرية، الذي لم ير الرب يسوع بنفسه، ولكنه سجل بكل دقة – أكثر مما يترتب – أعماله التي سمع معلمه يكرز بها".
5- هدف الإنجيل ومكان تدوينه:
كُتب الإنجيل بحسب شهادة الآباء في روما أو إيطاليا بصفة عامة وبناء على طلب الذين تسلموا الإنجيل الشفوى قبل انتقال القديس بطرس وقبل دمار أورشليم بفترة. وهو يقدم لنا الإنجيل في أقوى وأقدم صورة ويتشابه بدرجة كبيرة مع عظات القديس بطرس والقديس بولس المدونة في سفر أعمال الرسل. ويسجل فيه القديس مرقس الأعمال والمعجزات العظيمة التي عملها الرب يسوع المسيح، ويقدم صورة حية لحياته النشطة المتدفقة كابن الله ومخلص العالم. وقد ترك أعمال الرب يسوع تعلن عن شخصه الإلهي ولاهوته فسجل الكثير من معجزاته الخارقة مثل مشيه على الماء وتهدئته للعاصفة بكلمة الأمر الإلهي " فقام وأنتهر الريح وقال للبحر أسكت. أبكم. فسكنت الريح وصار هدوء عظيم "، مما جعل من في السفينة يقفوا في خوف وذهول شديد أمام شخصه الإلهي " فخافوا خوفاً عظيماً وقالوا بعضهم لبعض من هو هذا، فأن الريح أيضاً والبحر يطيعانه " (35:4-41)، ونازفة الدم التي شفيت بمجرد أن مست ثوبه (39:4-41)، وارتعاب الشياطين أمامه وسجودها له واعترافها بكونه ابن الله. فلما رأى يسوع من بعيد ركض وسجد له وصرخ بصوت عظيم وقال مالي ولك يا يسوع ابن الله العلى 000 أستحلفك بالله أن لا تعذبني. لأنه قال له أخرج من الإنسان أيها الروح النجس 000 فخرجت الأرواح النجسة " (6:5-13)، وإشباع خمسة آلاف رجل بخمسة أرغفة وسمكتين (35:6-44)، وإشباع أربعة آلاف بسبع خبزات وقليل من صغار السمك (8 :1-10)، وكانت أكبر معجزاته هي قيامته من الأموات.
وكما قدم المسيح الإلهي صاحب الأعمال الخارقة، قدم أيضا المعلم الإلهي الذي لا مثيل له، الغازي الروحي الذي يخلب العقل الروماني المادي، قدم المسيح المعلم العظيم الذي بُهتت الجموع من تعاليمه ذات السلطان الإلهي والتي لا مثيل لها بن معلمي البشر. " فُبهتوا من تعليمه لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة " (1 :22)، " وكثيرون إذ سمعوا بهتوا قائلين من أين لهذا هذه. وما هذه الحكمة التي أعطيت له حتى تجرى على يديه قوات مثل هذه " (6 :2).
ومما يدل أيضاً على إنه كتب للرومان خاصة وللأمم عامه هو عدم إشارته لنبوات العهد القديم إلا نادراً ولجوؤه إلى تفسير عادات اليهود، على عكس القديس متى الذي سجل عادات اليهود وتقاليدهم دون شرح أو إيضاح لأنه كان يكتب للمسيحيين من أصل يهودي. أما القديس مرقس فقد شرح وفسر عاداتهم في الأكل بأيدي مغسولة (7 :2-4)، وأوضح معنى اليوم الأول من الفطير بأنه اليوم الذي كانوا يذبحون فيه الفصح (14 :12)، وقدم تعريف لعادة إطلاق أسير في كل عيد (15 :6). كما فسر الكلمات الآرامية مثل " طليثا قومي ". الذي تفسيره يا صبيه قومي " (5 :14)، " وقال له أفثأ. أي انفتح " (7 :34)، " الوي الوي لما شبقتني _ الذي تفسيره إلهي إلهي لما تركتني " (15 :34)، " وجعل لهما أسم نوانرجس أي أبنى الرعد " (3 :17)، " موضع جمجمة " (15 :22). وشرح معنى كلمة " الصدوقيين الذين يقولون ليس قيامه " (12 :18). وعلى العكس من ذلك فلم يفسر الكلمات اللاتينية التي أستخدمها مثل كلمة " دينار- Dunarion"، و " قائد المئة - Kenturiwn" (15 :39)، و " جزيه- Ktnsos" (12 :24)، و " لجئون- Legiwn" (5 :9)، و "ريع - Kordantys" (12 :42)، و " دار الولاية – Praitwrion " (15 :16)، بل وفي بعض الأحيان ترجم كلمات يونانية إلى ما يقابلها في اللغة اللاتينية مثل " فلسين قيمتها ربع - Kordantys" (12 :42).
(&) يوسابيوس القيصري ك 3 : 39 ، 15.
(%) الآب منى المسكين الإنجيل بحسب القديس مرقس ص 32.
(128)DIA. 106:2-3.
(14) 1Apol 97-Dial.103.
(1)DIA. 88.
(2) Ag. Heresies 3. 1, 1.
($) يوسابيوس 6 : 5 و7 .
(*) يوسابيوس 2 ك 15 : 1و2 .
(#)Adumbr. In 1 pet. V13 أنظر " الإنجيل بحسب القديس متى " للأب متى المسكين ص 34 .
(&) يوسابيوس: 5 : 15 : 5 . Commentaries On Matthew 6 : 25, 3.
(!) يوسابيوس ك 2 : 16و24.
(*) Epiph.Panat. Ii, 6.
(^) Jerome Com. In. Matt.
|
التعديل الأخير تم بواسطة Marina Greiss ; 07 - 12 - 2012 الساعة 06:18 PM
|
|
|