رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا تواضروس الثاني لكن لازم نوضح أنواع الاتكال لأنه توجد أنواع خاطئة الإنسان ممكن يتكل على أى حاجة. أنواع الاتكال الخاطىء هى إن الإنسان يتكل على ذاته أو يتكل على بشر أو يتكل على المال، ويمكن يكون ذلك أشهر أنواع الاتكال الخاطىء، لأن الاتكال معناه المساندة. أولا الاتكال على الذات وهو إن الإنسان يضع كل ثقته فى ذهنه فى فكره فى علمه فى معرفته فقط، ويتكل على عقله وربما يقول ليس يوجد إله آخر، أنا إلهى عقلى وأشهر نموذج لهؤلاء هما الملحدين. الكتاب بيقولنا "توكل على الرب بكل قلبك، وعلى فهمك لا تعتمد." (أم 3: 5)، والإنسان الذى يعتمد على فكره وعقله فهو يفتح باب واسع جدا للشيطان إنه يدخل ويبتدى يكون لعبة فى إيد الشيطان بأفكار خاطئة، زى موسى النبى فى العهد القديم اتكل على عقله لما أراد أن يخلص شعبه "فرأى رجلا مصريا يضرب رجلا عبرانيا من إخوته، فالتفت إلى هنا وهناك ورأى أن ليس أحد، فقتل المصري وطمره فى الرمل. (خر 2: 11 - 12 ) طبعا استخدم العنف واعتمد على فكره البشرى وبمجرد أن فرعون عرف، موسى خاف وإبتدى يهرب. هو الله كان يرى أنه لم يحن الوقت ليطلق الشعب وإن موسى أيضا لم يكن مهيأ أنه يقود الشعب، ويمكن يكون من أنواع الاتكال الخاطيء على الذات هو اتكال الإنسان على العاطفة أو وجدانه الداخلى. يقول سفر الأمثال" المتكل على قلبه هو جاهل، والسالك بحكمة هو ينجو". (أم 28: 26) مثل رفقة لما اتكلت على عاطفتها ومحبتها ليعقوب أكثر من عيسو، فاقترحت على ابنها يعقوب أن يأخذ البركة بالخداع من يعقوب، واستخدمت أساليب خاطئة وكانت النتيجة إنها سببت مشاكل كثيرة ليعقوب بعد ذلك. كذلك الذى يرتبط عاطفيا فقط بشخص لازم العقل يفكر وناخذ رأى المشورة لأن الاتكال على العاطفة فقط يستمر فترة قصيرة ويضيع الإنسان بعد ذلك، فلازم الإنسان يكون متوازن لأن الله أعطاه عقل وفكر وقلب ووجدان وإيمان، فالتركيبة دى مع بعضها لما أخد قرار فى الحياة لا يكون اتكال فقط على الفكر أو ذات الإنسان. يعنى فيه واحد يتكل على عقله فقط وواحد يتكل على عاطفته فقط وواحد يتكل على قوته فقط ومثال لذلك داود وجليات لما كان جليات بيفتخر بقوته الجسدية واتكاله عليها، ويعاير صفوف شعب الله، وجه داود بقوته الجسدية الضعيفة لكن اتكل على الله وكانت عبارته المشهورة "أنت تأتى إلي بسيف وبرمح وبترس، وأنا آتى إليك باسم رب الجنود" (1صم 17: 45)، إيمانه بشخص الله أن ينصره من خلال الزلطات الصغيرة وبالفعل مات جليات وانتصر داود. هنا الاتكال على القوة الجسدية، متنساش درس النهاردة الاتكال على الرب وافعل الخير. صورة ثانية من صور الاتكال الخاطيء وهو الاتكال على البشر، "الاحتماء بالرب خير من التوكل على إنسان. الاحتماء بالرب خير من التوكل على الرؤساء". (مز 118: 8 - 9) وده بيفكرنا بالآية "اسم الرب برج حصين" اسم الرب زى الحصن الكبير اللى الإنسان بيحتمى فيه، زى الصلاة القصيرة فى التقاليد الكنسية "ياربى يسوع المسيح ارحمنى أنا الخاطى" لأن بمجرد ذكر اسم الرب بيكون حصن حوالين الإنسان، علامة الصليب تكون حصن حوالين الإنسان، وهى وسيلة للاتكال عليه. الاتكال على البشر هو إن الإنسان تغافل على إن الله له دخل فى الأمور وأنه هو اللى بيرتبها "وأن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله" هو مستبعد ربنا من القصة. أرميا النبى بيقول "«هكذا قال الرب: ملعون الرجل الذى يتكل على الإنسان، ويجعل البشر ذراعه، وعن الرب يحيد قلبه". (ار 5: 17) خد بالك أحيانا يكون الواحد عنده عمل وبعدين بقول إن ربنا هو اللى سهله العمل بطريقة لما تكن على البال. مثال للناس اللى بتتكل على البشر: يوسف إخواته باعوه، ويوسف قال لرئيس السقاة "سوف يردك فرعون إلى مقامك وحينما يصير لك خير تصنع إلي إحسانا وتذكرنى لفرعون وتخرجنى من هذا البيت" يوسف اعتمد على رئيس السقاة ومع ذلك لم يذكره رئيس السقاة بل نسيه، وبالصورة دى يوضح لنا إن يوسف فى ضعفه اتكل على إنسان، فى حين إن الله له وقت "لكل شيء تحت السماوات وقت" وقت معين الله يستخدمه فيه. مثال آخر موسى وفرعون فى التاريخ، فرعون كان عنده مجموعة كبيرة من السحرة والعرفاء اللى بيستشيرهم فى الضربات واستطاع إن السحرة يعملوا زى موسى وهارون فى الضربة الأولى عند تحويل المياه إلى دم، وفى الضربة الثانية ضربة الضفادع لما البلد امتلأت بالضفادع، والضربة الثالثة ضربة البعوض لم يستطيعوا فعل شيء، فوقفوا لفرعون وقالوا له "هذا أصبع الله" يعنى دى حاجة خارجة عن قوتنا وفهمنا ومعرفتنا، واستمرت الضربات لحد ما فرعون سمح لهم بالخروج بعد أن خذله السحرة والعرفاء وانتهت حياته وجيشه بالغرق فى البحر. أول درس من دروس الحكمة الجميلة اجعل اتكالك دائما على ربنا وافعل الخير، اتكل على ربنا وكن أمينا فى عملك وربنا هو مجرى طريقك. صورة ثالثة من الاتكال الخاطئ وهو الاتكال على المال: وزى ما علمنا يسوع المسيح "لا يستطيع أحد أن يخدم سيدين يا إما الله يا إما المال" وكأنه جعل المال إله، ويقولنا أيضا فى سفر الأمثال من يتكل على غناه يسقط، وفى فرق ما بين المال ومحبة المال، المال نعمة من عند ربنا بتيسر حياتنا وتسهل طريقنا وده شيء طبيعى وأحيانا يسموه عصب الحياة بلغة الاقتصاد. لكن محبة المال هى أصل لكل الشرور ويمكن ده اللى بنشوفه فى الصراعات والنزاعات والحروب التى تتم على مستوى العالم كله. ياترى المال هو خادمك أم سيدك، وأقرب مثال ممكن ناخده هو الشاب الغنى، هو شاب عنده الحيوية وعنده المال ولما قابل المسيح جثا على ركبتيه وسأله ماذا أفعل لأرث الحياة الآبدية، فقال له يسوع إحفظ الوصايا ورد الشاب الغنى انه حافظها منذ حداثته، فقاله يسوع "إذهب وبع كل مالك وإعط للفقراء فيكون لك كنز فى السماء وتعال اتبعنى" وكان قاصد بها إنه يأتيه على نقطة الضعف، ولما هذا الشاب اغتم ومضى حزينا لأنه كان ذا أموال كثيرة، الأموال ماسكة فيه. لذلك بعض الآباء يسموا هذا الغنى بدل الشاب الغنى بالغنى الحزين. "الجاهل والبليد يهلكان، ويتركان ثروتهما لآخرين. (مز 10: 49) ويشابه أيضا مثل الغنى الغبى اللى عنده ثمار كثيرة وحصاد وفكر فى هدم مخازنه لبناء أعظم منها ليجمع هناك جميع غلاته وخيراته، ويقول لنفسه وقال "أهدم مخازنى وأبنى أعظم، وأجمع هناك جميع غلاتى وخيراتى، وأقول لنفسى: يا نفس لك خيرات كثيرة، موضوعة لسنين كثيرة. استريحى وكلى واشربى وافرحى، فقال له الله: ياغبي هذه الليلة تطلب نفسك منك، فهذه التى أعددتها لمن تكون؟ " (لو 12: 18 - 20) استخدم المال واجعله خادمك، اخدم به، بنسمع فى بعض القصص إنه بيكنز المال وعايز يورث أبنائه، فإن ورثتهم المال فقط بعد حياتك سيكون هذا المال سبب فى فساد علاقة هؤلاء الأبناء ببعض. لأن فيه الأهم من ورث المال هو ورث المحبة، إزاى ينمون فى محبتهم لبعض، لأن وراثة المحبة تجعل أبناءك يتذكرونك دائما بالخير، ويكونون أوفياء لك. لأن توريث المال بدون محبة تكون نتيجته مأساوية، ولا أحد يذكرك. الغنى الغبى ده مثال للاتكال على المال. |
|