لما رجع داود ذلك الرجوع المُخزي من أرض الفلسطينيين التي التجأ إليها بجهالة من وجه شاول، كتب مزمور34، وربما كتبه في عُزلة مغارة عدلام حيث عاد إلى الثقة بإلهه. وفي تسبحة الحمد هذه، يتذكر نجاته ويعظِّم نعمة الرب للنفس المحتاجة المتضايقة، ويدعو جميع المتضايقين والمديونين لكي يختبروه لأنفسهم قائلاً: «ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب! طوبى للرجل المتوكل عليه» ( مز 34: 8 ).
ونظير داود الراجع من جت ـ مدينة جليات، هكذا نُعمي الراجعة من موآب مملكة بالاق، قد ذاقت ونظرت أن الرب طيب وصالح وأن «كل مَنْ اتكل عليه لا يُعاقب» ( مز 34: 22 ). ولقد ميّزت نُعمي في المؤونة الوافرة التي أحضرتها راعوث من حقول بوعز ”إحسانات ومراحم“ الرب الذي كافأ ثقة هاتين الأرملتين الوحيدتين بسخاء وبسرعة. من ثمّ تشددت نُعمي بالرب.