الله يترك بغير عقاب في الدنيا لعقاب أبدي | ما نتعلمه من قصة لعازر
يقول القديس ساو يرس: ومن كان لا يلازم ما أوصانا به من جوع والعطش والحزن والبكاء وهو سالم من الأمراض وموت الأحباء ومصائب الأعداء والغرامة، فليعلم أن الله سيعاقبه. ولذلك يتركه بغير عقاب في هذه الدنيا حتى يعاقبه بعد الموت في العقاب الأبدي، كما شهد في إنجيله المقدس أن الغنى المتنعم في الدنيا صرح بعد الموت في العقوبة، ولما سأل إبراهيم أن يرسل إليه لعازر المسكين لكي يبرد لسانه بيسير من الماء في طرف إصبعه قال له إبراهيم: ((اذكر أنك قد استوفيت خيراتك من الدنيا لعازر وبلاياه. فهو ههنا ينيح وأنت تعذب)).
ماذا نتعلم من قصة لعازر:
أوضح الإنجيل المقدس بهذا القول أن الذي لا يجهد نفسه في هذه الدنيا في العمل بوصايا الله ولا يتعب ببلاياه كما تعب لعازر بالفقر والمرض، فإنه يكون بعد الموت دائمًا في العذاب. والمتعب في هذه الدنيا إما من قبل نفسه أو من قبل الله فهو ينيح بعد الموت في النياح الأبدي.
فيجب علينا ألا نضجر إذا أبتلينا ببلايا الدنيا، ونقبل ذلك بشكر وفرح، لما نعلم فيه من المنفعة التي تدخلنا إلي النعيم الدائم.
فنسأل الرب يسوع المسيح المنعم علينا بالخلاص أن يؤهلنا لقبول التعب على اسمه المقدس، وأن يمنحنا الصبر على ذلك والشكر عليه. وله ينبغي الشكر والابتهال إلي أبد الآبدين ودهر الدهور أمين.