رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أن الصورة البديعة التى رسمها لنا الوحى فى لقاء الأمرأتين التقيتين لكى نبتهج بها أذ نراهما من الآنية المختارة من الله لتنفيذ مقاصده الجليلة والتى عواقبها تدوم إلى الأبد ,ولكن العالم لم يعرفهما فقد كانت لهما طريق بعيدة عن أفكار الناس المنهمكين بمجد هذا الدهر فإختبأتا محافظتين على مسيرتهما حيث لا يوجد سوى التقوى والنعمة لأن الله كان معهما غير معلوم عند العالم كما كانت آنية نعمته غير معلومة أيضا ,مع أنه كان يستعد أن يكمل بهما ما يشتهى الملائكة أن يتطلعوا عليه فالحوادث التى ذكرت جرت فى جبال اليهودية بعيدا عن أورشليم مركز حركات الناس وتآمراتهم لأن الله يحب أن يفتقد قلوب أتقيائه فى الخفاء وهكذا عمل مع أمتيه التقيتين ,ورأينا أن قلوبهما إنفعلت من النعمة وفرحت بتلك الأفتقادات العجيبة من فوق فقبلتا فى مخبأهما زيارات المحبة وتحققتا عظمة الله وجودته واثقين فيه أنه لابد أن يكمل العمل الذى أبتدأ به , وكما رأينا مكثت مريم ثلاثة أشهر مع أليصابات المزمعة أن تكون أم سابق الرب الذى يهيىء طريقه ثم رجعت إلى الناصرة فى بيتها عند يوسف النجار لكى تحافظ على سبيلها بالتواضع فيكمل فيها مقاصد الله فى وقته الخاص وكان ذلك قبل ميلاد يوحنا المعمدان. |
|