لماذا تجسد الكلمة

[ابو ماضى]

أخذ جسدنا ليخلصنا:
يقول القديس يعقوب السروجى: " إذا
أردت أن تنقذ غريقا أي تنهض إنسانا مطروحا، فلا ينفع أن تقدم له النصيحة-
بل عليك أن تخلع ثيابك وتلبس ثياب البحر (التى يلبسها الإنسان الغريق)-
وبعد أن تنزل تقيمه معك ".

وهكذا نزل الله الكلمة، وأخلى ذاته (خلع لباس مجده)- ثم لبس ثوبنا (أخذ جسدنا)- نزل إلينا نحن الجالسين فى الظلمة وظلال الموت، نزل إلى الجحيم من قبل الصليب ليفك المسبيين- نزل ليأخذ مالنا ويعطينا ماله. نزل إلى عالمنا ليصعدنا معه "وأقامنا معه وأجلسنا معه فى السماويات فى المسيح يسوع " (أف 2: 6) " أصعد باكورتى إلى السماء ".
كان اتحاد اللاهوت بالطبيعة الانسانية هو أهم اعلانات الله عن محبته للانسان محبة فائقة المعرفة لانه ارتضى أن يتحد بالعنصر الانسانى بكل ما فيه من جسد ونفس وعندما اتحد اللاهوت بطبيعتنا البشرية ، اكتسبت هذه الطبيعة خواص جديدة ” لكن وضعت ذاتك وأخذت شكل العبد وباركت طبيعتى فيك وأكملت ناموسك عنى ، أريتنى القيام من سقطتى ازلت لعنة الناموس ابطلت الخطية بالجسد اريتنى قوة سلطانك انهضت الطبيعة بالكلمة ” القداس الغريغورى
وعندما يريد ملك أن ينقذ شعبه من عدوه الذى قوى عليه،فإن هذا الملك يخلع ثوب الملك، ثم يلبس لباس جنوده ويصير مثلهم، ثم يقودهم فى حربهم مع العدوحتى يهزمه وينتصرلجنوده



ثم يرجع بهم منتصرين ويحضرهم معه فى قصره وفى مجده. هذا هو إلهنا " الذى أخلى نفسه آخذا صورة إنسان صائرا فى شبه الناس. وإذ وجد فى الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب " (فى 2: 7، 9). "من ثم كان ينبغى أن يشبه إخوته فى كل شىء لكى يكون رحيما... لأنه فيما قد تألم مجربا يقدرأن يعين المجربين " (عب 2: 17، 18).