|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الَّذِي يُعَلِّمُنَا أَكْثَرَ مِنْ وُحُوشِ الأَرْضِ، وَيَجْعَلُنَا أَحْكَمَ مِنْ طُيُورِ السَّمَاءِ [11]. يحزن أليهو على ما بلغ إليه الإنسان العاقل بتجاهله خالقه واهب الفهم والحكمة، القادر أن يخلص إلى التمام. ففي غباوة يرفض تعليم الله وإرشاده وقيادته، فصار أقل من وحوش الأرض وطيور السماء. يقول الرب على لسان إشعياء: "الثور يعرف قانيه، والحمار معلف صاحبه، أما إسرائيل فلا يعرفني، شعبي لا يفهم" (إش 1: 3). وحوش الأرض والطيور وأحيانًا السمك تعرف وتقدم تشكرات لليد التي تمتد لتطعمها، أما الإنسان العاقل الذي ينال الكثير من خالقه لا يبالي به، ولا يتطلع إلى يديه المترفقتين به. يدعونا الكتاب المقدس أن نتعلم حتى من النملة التي تسلك أحيانًا بحكمة أكثر من الإنسان صاحب العقل والقدرات الفائقة. ضربات عدو الخير خطيرة، فهو يود أن يسحبنا إلى الملذات الزمنية ويستعبدنا للشهوات خلال الحياة الجسدانية، فإن لم نتجاوب معه ونطلب المعرفة الصادقة يضرب قلوبنا بالكبرياء، فيفسد فهمنا وحكمتنا. لذلك يؤكد المرتل الحاجة إلى الفهم والحكمة مع التواضع. "إنسان في كرامة ولا يفهم يشبه البهائم التي تُباد" (مز 49: 20). ومن جانبٍ آخر يقول الرسول بولس: "لأنهم لما عرفوا الله لم يجدوه أو يشكروه كإله، بل حمقوا في أفكارهم وأظلم قلبهم الغبي"... لذلك أسلمهم الله أيضًا في شهوات قلوبهم إلى النجاسة لإهانة أجسادهم بين ذواتهم" (رو 1: 21، 24). * وحوش الأرض هم أولئك الذين يطلبون السفليات خلال الحياة الجسدانية، وأما طيور السماء فهم الذين يطلبون العلويات في غيرة حب الاستطلاع المتعجرف. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|