رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المنديل المقدس : الأيقونة غير المصنوعة بيد تعيد الكنيسة الأرثوذكسية للمنديل المقدس في 16 آب - أغسطس ، وللقديس الرسول تدّاوس في 21 منه في عام 944 تم نقل أيقونة السيد المسيح المسمّاة " غير المصنوعة بيد " من مدينة الرها " أوديسا " في جنوب شرق تركيا حالياً إلى القسطنطينية حسب ما يذكر المؤرخ يوسيبيوس في كتابه تاريخ الكنيسة ( الجزء الأول ، الفصل الثالث عشر ). والتي تعود إلى القصة التي تقول أن ملك أوديسا أبجر المعاصر للرب يسوع، وقد أصيب بكامل جسده بمرض الجذام Leprosy ، وقد أرسل إلى الرب يسوع من يطلب إليه الحضور إلى أوديسا حيث قد ذاع صيت المعجزات التي يجريها في كل أنحاء سوريا ( متى 4: 14 ) ووصلت إلى مسامع أبجر، الذي وحتى دون أن يراه آمن بأنه ابن الله. فكتب له رسالة يلتمس منه فيها أن يأتي ليشفيه، وأرسل الرسالة مع أحد أشهر رسّاميه حنانيا إلى فلسطين وكلّفه أن يرسم صورة تشبه المعلم الإلهي. لا يشير يوسيبيوس إلى المنديل مباشرة، ولكن إلى الرسائل التي تم تبادلها بيون يسوع وأبجر والتي وصلت من خلال التقليد، وفيما يلي الترجمة لنص الرسائل التي انتقلت عبر الأجيال ( الترجمة للأب أفرايم لاش ) :" من أبجر ملك الرها إلى يسوع المخلص والطبيب العظيم الذي ظهر في أورشليم، تحية! لقد سمعت عنك وعن علاجاتك التي صنعت بدون أدوية، فعلى سبيل المثال جعلت الأعمى يبصر ثانية والمشلول يمشي وطهرت البرص وطردت الأرواح الشريرة وشفيت المرضى المعذبين منذ فترات طويلة. وعند سماعي لذلك تكونت لدي واحدة من فكرتين : إما أنك ابن الله أو الله نفسه. لذلك أتوسل إليك أن تأتي إليّ وتخلصني من العذاب الذي أعانيه وتبقى عندي، لأني سمعت أن اليهود يتآمرون عليك ويريدون أن يلحقوا الأذى بك. مدينتي صغيرة جداً لكنها كافية لكي نعيش كلينا فيها بسلام ". وصل حنانيا إلى القدس ليرى المعلم محاطاً بجمع غفير من الناس يصغي لحكمته ويعيق الوصول إليه، فوقف على صخرة عالية وشرع يرسم صورة وجه السيد من بعيد ولكن دون جدوى. لكن يسوع رآه ودعاه باسمه وحمّله رسالة للملك مشيداً فيها بإيمانه، ووعده أن يرسل تلميذه إليه ليشفيه ويهديه إلى طريق الخلاص. وكتب الرب يسوع إليه: " مبارك أنت الذي آمنت بي، رغم أنك لم تراني. لأنه مكتوب أن الذين رأوني لم يؤمنوا بي والذين لم يروني آمنوا ونالوا الحياة. وبخصوص ما كتبته أن آتي إليك فإنه من الأفضل أن أتمّم كل ما قد أرسلت من أجله وبعد ذلك أعود إلى أبي الذي ارسلني. وعندما أصعد إلى أبي سأرسل لك واحداً من تلاميذي وهو تدّاوس فهو يشفيك ويمنحك ومن معك الحياة والسلام، وسيمنح مدينتك حصانة تحميها من كل عدو " . وعندئذ سأل المعلم أن يؤتى له بمنديل وببعض الماء ، فغسل وجهه ونشّفه بالمنديل فانطبعت صورته الإلهية على المنديل، وقد حمل حنانيا المنديل والرسالة معه إلى أوديسا ، حيث وضع الملك المنديل على وجهه ونال شفاءً جزئياً لجسده عدا منطقة صغيرة بقيت حتى وصول التلميذ الذي وعد المخلص بإرساله وهو تدّاوس أحد التلاميذ السبعين ( يعيّد له في 21 آب أغسطس )، الذي بشّر بالإنجيل في الرها وقام بتعميد الملك أبجر وسائر الشعب فيها. وضع الملك أبجر المنديل في إطار ذهبي مرصع بالجواهر ووضعه في مكان فوق بوابة المدينة ونقش فوقها العبارة التالية " أيها الرب يسوع المسيح احفظ المؤمنين بك من كل مضرة ". وبقي الناس لفترة طويلة ينحنون أمام الأيقونة " غير المصنوعة بيد " لدى مرورهم عبر بوابة المدينة. حتى جاء أحد أحفاد أبجر وحكم المدينة وسقط في الوثنية، فأمر بنزع الأيقونة من مكانها. ويقال أن الرب ظهر في حلم لأسقف المدينة وطلب إليه أن يخفي الأيقونة. فجاء الأسقف مع كهنته ليلاً وأخفوا الأيقونة في أحد جدران السور وجعلوا أمامها قنديلاً مضيئاً وأغلق الحفرة بلوح من خشب ثم وضع طوباً لكي لا يعرف بها أحد. ومرت السنوات ونسي الناس الأمر، حتى عام 545 م حيث حاصر الإمبراطور الفارسي شوزروس ( بالعربية كسرى ) المدينة وبدا وضعها العسكري ميؤوساً منه، حيث ظهرت السيدة العذراء في حلم لأسقف المدينة أولابيوس Eulabius وطلبت منه أن يخرج الأيقونة من الجدار، وهي ستحمي المدينة من أعدائها. فجاء المطران إلى المكان الذي دلّته عليه السيدة ونبش الحائط فوجد الأيقونة " غير المصنوعة بيد " كما وضعها سلفه والقنديل أمامها لا يزال مضيئاً وقد انطبعت نسخة أخرى من الأيقونة على اللوح الذي يغلق الحفرة التي في الجدار. كان الفرس قد أضرموا خارج الأسوار ناراً كبيرة في احتفال لهم لما ظهر المطران على الأسوار رافعاً الأيقونة العجائبية، فهبت ريح قوية وردت النار باتجاه الجنود الفرس الذين فرّوا متراجعين عن المدينة. في عام 630 استولى العرب المسلمون على مدينة الرها، لكنهم لم يعيقوا إكرام الشعب للمنديل المقدس والذي ذاعت شهرته في الشرق بأكمله. وفي عام 944 أراد الإمبراطور البيزنطي قسطنطين بورفيروغينيتوس ( 912 – 959 ) أن ينقل المنديل إلى القسطنطينية ودفع فدية عنها لأمير المدينة. وقد تم نقل الأيقونة " غير المصنوعة بيد " مع الرسالة التي أرسلها الرب يسوع للملك أبجر بإكرام واحتفال كبيرين إلى القسطنطينية. وفي السادس عشر من آب أغسطس من عام 944 وُضعت الأيقونة في كنيسة السيدة العذراء في المدينة. يوجد عدد من الروايات حول مصير الأيقونة بعد ذلك، إحداها تقول أن الصليبيين سرقوها إبّان فترة استيلائهم على المدينة ( 1204 – 1261 ) وأن السفينة التي كانت تقلّ حامليها غرقت ولاقوا حتفهم في مياه بحر مرمرة. وفي رواية أخرى أن الأيقونة نُقلت عام 1362 إلى جنوة في إيطاليا حيث حُفظت في دير مقام على اسم القديس برثلماوس الرسول. ومن المعلوم أن الأيقونة نسخت نفسها عدة مرات ، إحدى هذه النسخ موجودة على عباءة وقد ظهرت في جورجيا. ولربما يكون تعدد الروايات حول مصير الأيقونة غير المصنوعة بيد سببه وجود عدة نسخ منها. خلال فترة انتشار هرطقة حرب الأيقونات، قام المدافعون عن الأيقونات المقدسة بإنشاد ترنيمة للأيقونة غير المصنوعة بيد " . وفي دليل على صحة الإعتقاد بالأيقونات المقدسة كتب بابا روما غريغوريوس الثاني ( 715 – 731 ) رسالة إلى الإمبراطور البيزنطي أشار فيها لمعجزة شفاء الملك أبجر بواسطة الأيقونة غير المصنوعة بيد كحقيقة عامة ومعروفة. كما أن الأيقونة غير المصنوعة بيد كانت إحدى أهم كنوز الجيش الروسي لحمايته من الأعداء ، ومن المعروف أن المؤمنين الروس كانوا يتلون طروبارية الأيقونة عند دخولهم للكنيسة جنباً إلى جنب مع الصلوات الأخرى. وقد جعلت الكنيسة التعييد لهذه الأيقونة تماماً بعد عيد رقاد السيدة ، ويسمونه " أيقونة السيد على الكتان " ، وهناك تقديس خاص لهذا العيد في الأيقونوغرافيا الروسية . هذا وتعتبر أيقونة السيد غير المصنوعة بيد واحدة من أكثر الأيقونات شهرة على الإطلاق. شاع في الآونة الأخيرة في الأوساط غير الأرثوذكسية وفي بعض الأوساط الأرثوذكسية أيضاً أن الكفن المحفوظ في تورينو بإيطاليا هو نفسه الأيقونة غير المصنوعة بيد الذائعة الصيت. لكن الكنيسة الأرثوذكسية حذرة تجاه هذه النظريات خصوصاً وأن الكثير من الشكوك لا تزال تحوم حول كفن تورينو وتشكك في صحته. تشير الكتابات الواردة من القرن السادس حول المنديل المقدس باسم – المربّع أو الأربعة أضعاف ، تيتراديبلون – وفقاً للبروفسور لامب في جامعة كمبريدج ببريطانيا مؤلف معجم آباء الكنيسة اليونانية ، فإنه لو كان كفن تورينو مطوياً بطريقة ما إلى أربعة طيات فالمشاهد عندئذ لن يرى سوى الوجه. وتشير الدراسات التي أجريت على كفن تورينو أنه لربما قد تم طيّه في بعض الأجزاء لكي لا يظهر سوى الوجه، كما تشير دراسات حبوب الطلع العالقة بالكفن إلى أن بعضاً منها مصدره نباتات من الأناضول حث تقع مدينة الرها، بالإضافة إلى تلك التي من أورشليم والقسطنطينية. وبينما تبقى الكنيسة حذرة من التسليم بهذه النظريات لحين ظهور دليل قاطع على صحة أحداها، فإننا نستفيد من وجود " الأيقونة غير المصنوعة بيد " و " كفن تورينو " بغض النظر عن كونهما واحداً أم لا. فهما دلائل ملموسة على المسيح كلمة الله الأزلية الذي تجسد من أجل خلاصنا، وبإكرامنا لهما إنما نظهر الحب والإكرام للرب يسوع وحده وليس لمادتهما. ونلتمس من خلالهما النعمة والصحة والشفاء كما حدث للمرأة النازفة الدم التي لمست طرف ثوب يسوع ( لوقا 8: 43 – 48 )، ويمكننا أن نتذكر كلامه الخلاصي " طوبى للعيون التي تنظر ما تنظرونه، لأني أقول لكم : إن أنبياء كثيرين وملوكا أرادوا أن ينظروا ما أنتم تنظرون ولم ينظروا ، وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا " ( لوقا 10: 23 – 24 ). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أيقونة المنديل المقدس |
أيقونة المنديل المقدس |
المنديل المقدس والقديسة فيرونيكا |
المنديل المقدس ( منديل السيد المسيح ) |
الأيقونة أيقونة السيد المسيح على المنديل |