|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المنع في حياة يوآش الملك كان الظروف الصعبة جدًا التي نشأ فيها ففي سفر ملوك الثاني "إصحاح 11" نجد قصة يوآش الملك: تصور طفل مولود عنده سنة وبمجرد أن ولد جاءت جدته (أم أمه) عثليا أبادت كل النسل الملكي ما عدا هذا الطفل "يوآش" حيث هربته عمته يهوشبع. تخيلوا معي طفل مولود عمره سنة ويولد في مثل هذه الظروف. من وراء هذه الأحداث يا أحبائي؟ هذه يد الله يا أحبائي ويجب أن يرسخ هذا المفهوم في داخلنا. لا يوجد ما يسمى أن هذه صدفة، أو هذا قدره، أو الناس سيئة......إلخ، يجب أن تشطب على كل هذه الأسباب فكل ما يحدث ليس له إلا إجابة واحدة هي "يد الرب قد خرجت علي يوآش" الله له حكمة في ذلك وما حدث لم يحدث صدفة. والله كان قادر أن يمنع المشكلة. هل عثليا نفذت ذلك من نفسها، الله كان قادر أن يمنعها "اَللهُ لَنَا إِلهُ خَلاَصٍ، وَعِنْدَ الرَّبِّ السَّيِّدِ لِلْمَوْتِ مَخَارِجُ" (سفر المزامير 68: 20). حتى في الموت الله قادر أن يعطي الحل للمشكلة. فكونه سمح إذًا لا بد أن له حكمة في ذلك. † وإذا لاقيت تجربة صعبة كهذه تتساءل ما حكمتك يا رب؟ وما المطلوب مني الآن؟ المطلوب منك أن تصبر. ولكن يجب أن تضع في قلبك أن الله له حكمة في كل شيء وهذه الحكمة هي لخيرك. † بالنسبة ليوآش ظهرت حكمة الله بعد ذلك. فليس من الضروري أن تفهم مقاصد الله في نفس وقت التجربة ولكنك قد تفهم فيما بعد. لكن الله أعطانا الخبرات القديمة هذه والمعاملات القديمة هذه لكي نرتكز إليها، وحتى تكون هذه الخبرات هي مرساة النفس. فالمرساة (الهلب) يلقونها عندما يكون البحر هائج، وهذا يضمن سلامة المركب مهما ضربها الريح. ويا ليتنا يا أحبائي نلقي هلب الرجاء هذا في مكان آمن للنفس. ولا يوجد مكان آمن سوى "كلمة الله". إن رأيت معاملات الله مع مارمرقس وعرفت أن ما حدث لمارمرقس من تجارب كان لخير مارمرقس. ورأيت معاملات الرب مع آدم وعرفت أن الله يريد أن يعلم آدم درس ويريد أن يجعل آدم يلتجئ له. ورأيت معاملات الرب مع يعقوب وعرفت أن الله يريد أن ينقل يعقوب من مكان لمكان. أي كل ما حدث كان بسماح من الرب ولهدف معين. وعندما تصبر ستتكشف لك مقاصد الله. فلو كان في حياتك ظروف صعبة ولا تعرف لماذا يحدث هذا؟ ثق بهذه الخبرات أن هذا خير. وأصبر وانتظر حتى تظهر خطة الله. † وخطة الله مع يوآش أن هذا الولد تأخذه يهوشبع وتربيه في الهيكل. فتصوروا ولد عمره سنة عائلته ماتت وتربى في حجرة بداخل الهيكل، وكان من الممنوع أن يخرج منها. وظل الولد 6 سنين لا يخرج خارج الحجرة. ظروف صعبة جدًا. ولكن ماذا حدث في السنة السابعة؟ في السنة السابعة أعلن ملك يوآش بواسطة يهوياداع الكاهن. † هل تعرف لماذا سمح الله ليوآش بمثل هذه الظروف الصعبة؟ لأننا مخلوقين لأعمال صالحة. فيوم أن خلق الله يوآش خلقه لعمل محدد هو ترميم الهيكل. ولكي تتولد محبة الهيكل داخل قلب يوآش جعل الرب الهيكل هو المكان الذي اختبأ فيه يوآش من الأخطار وهو مكان حمايته ولولا الهيكل لمات يوآش. وظل 6 سنين في الهيكل حتى عشق الهيكل وأحبه. عرف كل ثغرات المكان. ظل ست سنوات في هذا المكان حتى شبعت عينيه من الهيكل ومن الاحتياجات التي يحتاجها الهيكل. فأصبح الهيكل له مكانة كبيرة عند يوآش الملك. ولو كان يوآش قد عاش ظروف طبيعية مثل أي طفل ما كانت محبته للهيكل أصبحت بهذه القوة، فعندما تولى يوآش المملكة كان للهيكل 124 سنة (من أيام سليمان) لم يرمم أحد شيء في الهيكل، وكانت هناك آجزاء كثيرة تهدمت من الهيكل، وكان لا بد أن يكون هناك أحد يحب الهيكل ويتولى ترميمه. هذا هو الإعداد الذي رأته حكمة الله ليوآش، حتى يصبح شغله الشاغل عندما تولى المملكة أن يرمم الهيكل. † ثقوا يا أحبائي ثقوا، نحن عمله. مخلوقين لأعمال صالحة. أنت مخلوق ليس بالصدفة، هناك عمل الله يريدك أن تعمله، فهو يعدك ويعدني لهذا العمل بالظروف التي نمر بها في حياتنا. فيجب علينا ألا نستثقل أو نستصعب أو نتزمر على ما يمر علينا من أحداث. فالله يريد أن يعلمنا والذي نتعلمه سيكون جزء من الرسالة التي علينا أن نقوم بها. ليت فكرنا يتبرمج بهذه الطريقة. بدل الأفكار الخطأ التي زرعت بداخلنا والتي مرات كثيرة تحكم سلوكنا. وهي أفكار خطأ وليست أفكار الله. |
|