رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ملاخى وخطايا الشعب فإذا كان الكهنة بهذه الصورة ، فكم يكون الشعب إذاً ؟؟ .. كانت خطايا الشعب حقاً قاسية وثقيلة ، ولعل من أظهرها : أولا : تفشى الطلاق ، والزواج بالأجنبيات ، وهو الأمر الذى يكرهه اللّه من كل قلبه، ويرى فيه غدراً بالزوجة وغدراً بشخصه هو أيضاً !! .. أما الغدر بالزوجة ، فواضح من أن الإنسان يطوح بامرأة شبابه التى ارتبط بها بعهد مقدس أمام اللّه ، ... واللّه يكره الغدر ويستأصل الغادر ، ولكن الأمر هنا أكثر من ذلك ، إذ أن الغدر هو أيضاً باللّه ذاته ، الذى منع إسرائيل من الاختلاط بالشعوب ليحفظ الزرع المقدس ، فلا يأتى أولاد ترتبط أمهاتهم بالوثنية التى - لا شك - ستلحق الأولاد إن آجلا أو عاجلاً : « غدر يهوذا وعمل الرجس فى إسرائيل وفى أورشليم . لأن يهوذا قد نجس قدس الرب الذى أحبه وتزوج بنت إله غريب » ... " مل 2 : 11 "ولا نظن أن هناك كلمات أقسى من هذه الكلمات فى كل الكتاب المقدس ، حتى جاء يسوع المسيح ليقف ضد الطلاق ويرجع الوصية إلى مكانها الأول فى قصد اللّه !! .. وكانت الخطية الثانية عند الشعب : هى عدم المبالاة فى فعل الشر ، إلى درجة أنهم تصوروا أن اللّه لا يزجر الشر بل يسر بمن يفعله !! .. وأنه لا يوجد إله عادل يفرق بين الخير والشر فى الأرض : « قد أتعبتم الرب بكلامكم ، وقلتم بم أتعبناه ؟ بقولكم كل من يفعل الشر فهو صالح فى عينى الرب وهو يسر بهم . أو أين إله العدل ؟ » ... " مل 2 : 17 " وهذا كلام متعب حقاً لقلب اللّه ، ... ولكن من الحقيقى أيضاً أنه يتردد على اللسان مرات كثيرة عندما نرى الأوضاع مقلوبة فى الأرض ، ... وقد يأتى سؤال أين إله العدل على لسان الخاطئ الذى ينشد التوبة ، ويجد جوابه فى الصليب الذى استوفى فيه اللّه عدله ، !! .. زار أحد خدام اللّه من الشباب يوحنا نيوتن وهو فى ضجعة الموت ، وكان نيوتن قبل مجيئه للمسيح تاجراً للعبيد ، وغارقاً فى أوحال الإثم والخطية !! .. ولكنه عندما جاء للخدمة أصبح الخادم العظيم ، والشاعر المسيحى ، ... وعندما تأسف الخادم الشاب ، لأنه سيفارق خادماً عظيماً كهذا الخادم ، قال له نيوتن : ياابنى : سأذهب أمامك فى الطريق ، وبعد ذلك ستأتى أنت ، وعندما تصل إلى السماء وتبحث عنى فإنك ستجدنى غالباً هناك عند قدمى المسيح مع اللص التائب حيث هناك مكانى . فالذين لا يصدقون عدالة اللّه لينظروا إلى الصليب ، .. لأن ديان كل الأرض لابد أن يصنع عدلا !! .. وكانت الخطية الثالثة : سلب اللّه فى حقه فى العشور والتقدمة - ولعل ما قاله دكتور ج . كامبل فى هذا الصدد ، يوضح لنا الفكرة : « إن طلب اللّه من شعبه يبدو محدداً وهو ، أن يعطى العشور .. ومن واجبهم أن يطيعوه .. لكن لا ينبغى أن تخطئ فالشعب فى العادة يقول إن اللّه يطلب العشور . وهذا يغاير تماماً الوضع الحقيقى ، .. اللّه طلب العشور - كحد أدنى - وهم فى إهمالهم لا يعطون العشور والتقدمة ، فقد سلبوا اللّه بعدم الاستجابة إلى مطلبه وأنا أسأل : ما هو المطلب الإلهى بالنسبة للمسيحى والمسيحية!!؟.. إن اللّه لا يسألك العشور .. البعض يقدم العشور من دخله وقد يكون هذا صحيحاً ، لكن إذا كانت هناك مظاهر الصحة من جانب ، فإن هناك أيضاً مظاهر الشح من الجانب الآخر ، .. بعض الناس لا يهتمون بتقديم العشور ، ولهذا لا يقدمونها .. غير أنه يوجد أيضاً من يسلب اللّه لأنه لا يقدم سوى عشور دخله ، واللّه لا يقبل العشور إذا كنت تقدمها بمعنى آلى دون شعور .. العشر حسن تماماً إذا كنت تقدمه للّه بكل إحساس ... لكن ما أكثر الذين يقدمون وهم ينتظرون الوعد دون أن يحققوا الشروط : أن يفتح كوى السموات ويفيض عليهم بركة ... واللّه إذ يقول هاتوا العشور . كأنما يقول : إن بيدك أنت أن تفتح كوى السموات !! .. ولا تتصور أنك مادمت تعيش بالناموس الروحى ، فأنت لست مرتبطاً بعطايا مادية .. ويلزم أن نعطى العشور !! .. واللّه لا يطلب العشور منك فحسب لكنه يطلب كل شئ .. وهنا لا ينبغى أن ننسى أن العشور والتقدمة مصحوبان بوعد البركة التى لا توسع !! .. وكانت خطايا الشعب اللاحقة لهذا الخطايا ، « الحياة المستبيحة » ، إذ كان بينهم السحرة والفاسقون ، والحالفون زوراً والسالبون أجرة الأجير ، الأرملة ، واليتيم ، ومن يصد الغريب . والسحر طبعاً يلجأ فيه المرؤ إلى طلب الأرواح الشريرة وغايته ليست إلا غاية فاسدة ، وقد حاربه الكتاب لأنه يفسد ثقة الإنسان فى اللّه والتطلع إليه ، والاعتماد عليه دون الاعتماد على الشيطان !! .. والفسق خطية شنيعة كما نعلم ، تلوث جسد الإنسان ونفسه ، والكذب مع الأصرار الذى يستند إلى الحلف ، دليل على بشاعة الاستهتار والاستهانة باسم اللّه القدوس . والظلم الذي يقع على الأرملة واليتيم والغريب ، هو إهانة للّه نفسه ، كالسيد والحاكم الأدبى الأبدى بين الناس !! . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حتى لا يسقطنا إبليس في تجارب وخطايا |
خاطب ملاخي فريقين من الشعب |
كشف ملاخي عن رَدّ فعل الشعب، وما كانوا يردِّدونه في قلوبهم |
+ أين نحن من أخطاء وخطايا يونان ؟+ |
نحن وخطايا يونان |