+ وفي الصباح التالي بينما بولس لا يزال يعيش الرؤيا المفرحة التي أنعم عليه بها سيده إذا بأرجل مسرعة تقترب، وإذا بباب زنزانته ينفتح ليدخل إليه ابن أخته القاطنة في أورشليم ويخبره بمؤامرة مُدّبرة لقتله. وبتتبعنا لبولس نجد أنه لم يمكث إطلاقًا في بيت أخته في كل المرات التي جاءها إلى هذه العاصمة. فمن الممكن أن نستنتج بأن زوجها كان ضمن المعادين له. ولا بد إذن من أنه كان حاضرًا الاجتماع الليلة السابقة التي رتبوا فيها خطة الاغتيال. ولما عاد إلى بيته أبدى عدم رضاه على هذا التصرف الشائن. لأنه من الجائز أن يرضى زوج الأخت عن تصرفات أخيها ولكنه في الوقت عينه يشمئز من أن يراه مقتولًا غدرًا. وليس من شك في أنه حين سمعت أخت بولس الخبر عادت بها الذاكرة إلى أيام طفولتهما حين كانا يلعبان ويمرحان معًا. فامتلأ قلبها حنانًا وفي الفجر قامت مبكرة وبكل سكينة ودخلت على أطراف أصابعها غرفة نوم ابنها وأوصته بالذهاب حالًا إلى خاله لإنذاره.