|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أزمة منتصف الحياة
" بحسب عالم النفس كارل غوستاف يونغ " يعالج كارل غوستاف يونغ مشكلات منتصف الحياة انطلاقاً من معطيات التحليل النفسيّ، ويكتفي باستعمال طرائق العلوم التجريبيّة، تاركاّ لللاهوتيّين وظيفة استخلاص النتائج اللاهوتيّة. لكنّ المجال الروحيّ ظاهرة يمكن مراقبتها أيضاً. والمحلّل النفسيّ يجد هذه الظاهرة على الدوام عند مرضاه. لذلك، لا يمكننا أن نهتّم بنفسيّة الكائن البشريّ، من دون أن نلاحظ محاولاته المتعدّدة كي يجد، من خلال التصوّرات والأنظمة الدينيّة، جواباً على مسألة المعنى: ما معنى حياتي؟ ما معنى ما أعيشه؟ وقد لاحظَ يونغ هذه التأويلات الدينيّة انطلاقاً من كونه اختصاصيّاً في العلوم الإنسانيّة، ولم يهتم إلاّ بكونها قادرة على المساهمة في تأمين سلامة العقل. ولأنّه رجل علم، لم يستطع أن يَبتّ في مسألة وجود واقعٍ سامٍ يتخطّى التصوّرات الدينيّة. ولكنّه أقرّ مراراً كإنسان بوجود هذا الواقع. إنّه لأمر مدهش أن ينطلق يونغ من علم النفس ليصل إلى نتائج شبيهة بالّتي وصل إليها تولر، المتصوّف الألمانيّ الّذي عالج قضيّة أزمة منتصف الحياة في القرن الرابع عشر. هذا يعني أنّه إذا تمّ فهم الطريق الدينيّ فهماً صحيحاً، يكون طريقاً صالحاً حتى من وجهة نظر علم النفس. فهذا العلم يقدّم لنا معايير لنميّز بين الأشكال المُضلّلة للممارسات الدينيّة والأشكال السليمة. لا شكّ في أنّ علم النفس لا يستطيع التباهي والادّعاء أنّه أداة تقييم الطريق الدينيّ. ولكن، على كلّ ديانة أن تقبل على الأقل أن يسألها علم النفس إلى أيّ درجة عقائدها وممارساتها نافعة أو ضارّة لصحّة الكائن البشريّ النفسيّة. لأنّ الديانة تعتبر نفسها طريقاً للخلاص، ولا يجوز أن ينحصر هذا الخلاص في الحياة الآخرة، بل عليه أن يُعطى في هذه الحياة الأرضيّة. جديد يونغ يقوّض فرويد لقد ركّز علم النفس، اقتداءً بـ سيغموند فرويد، كلّ انتباهه على مرحلة الطفولة، ليدرس نموّ الكائن البشري. وتمّت دراسة مختلف مراحل الطفولة والمراهقة بعناية فائقة. فحين يُصاب بالغ بأزمة أو بظواهر عصبيّة، يعود المحلّل النفسيّ إلى طفولته ليشرح حالته الحاضرة ويساعده على الشفاء. وتتوقّف فوائد علم النفس التقليديّ للنموّ البشريّ عندما يجتاز الفرد فترة النضج في المراهقة، أي في سنّ 17-18 سنة. بعد ذلك، يكون كلّ شيءٍ قد اكتمل، وما السلوكيّات إلاّ انعكاسٌ لما تمّ عيشه من قبل. وتغيّر منظور علم النفس مع كارل غوستاف يونغ. فإذا كان فرويد هو علم نفس النصف الأول للحياة، فإن يونغ هو علم نفس النصف الثاني منها. فبالنسبة إليه، ليس من الضروريّ أن نعود إلى الطفولة دوماً لنفهم مشكلات البالغ، بل أن نجد طرائق لنساعده هنا والآن. وهكذا، لم يتغيّر منظور علم النفس من جهة الزمن فقط، بل طبيعة المشكلات تغيّرت. فبالنسبة إلى فرويد، تنحصر أسباب الصراعات العصابيّة للكائن البشريّ في مشكلاتٍ ترتبط بغرائزه فقط، وهذه الغرائز تنمو عموماً في مرحلة الطفولة. بينما اكتشف يونغ من خبرته العلاجيّة شيئاً مخالفاً. فبعد سنّ الـ 35 سنة، تكون طبيعة غالبيّة المشكلات روحيّة. |
05 - 09 - 2013, 08:55 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أزمة منتصف الحياة 1 #
شكرا على المشاركة المثمرة
ربنا يفرح قلبك |
||||
05 - 09 - 2013, 04:49 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: أزمة منتصف الحياة 1 #
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أزمة منتصف العمر عند الرجال |
أزمة منتصف العمر : mid life crisis |
أزمة منتصف الحياة 5 # |
أزمة منتصف الحياة 3 # |
أزمة منتصف الحياة 2 # |