رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فريدة الشوباشى تكتب بيريز يا راااجل؟ لأسباب كثيرة لم أكن أتصور على الإطلاق أن يتبادل الرئيس محمد مرسى أى حوار مع مسئول إسرائيلى، من بينها خطاب الإخوان المسلمين أولاً، وأيضاً ما كان يعلنه الدكتور مرسى عندما كان مرشحاً لمنصب رئيس الجمهورية، فلا أزال أتذكر لومه لمنافسه الفريق أحمد شفيق باعتبار أن نجاحه، أى نجاح شفيق، كان مكسباً للدولة العبرية ولدرجة أن د.مرسى قال: يا فرحة إسرائيل بنجاح شفيق!!.. ولكن بعد نشر خطاب د.مرسى إلى نظيره الإسرائيلى شيمون بيريز انتابتنى دهشة لا أقوى على الخروج منها، بل إنها تزداد عمقاً وألماً.. فلغة الخطاب أكثر من ودية ولهجته لا تكون إلا بين دولتين شقيقتين، فمرسى يلوم بقوة وحِدة النظام السورى رغم دخول جهات وقوى عديدة على خط الأزمة السورية كل لأغراضه ومراميه ولكنه عندما يتوجه إلى بيريز، فهو يستخدم عبارات ما كان يصح أن يستخدمها رئيس مصرى حيث إن إسرائيل لم تتوقف عن جرائمها ولا ليوم واحد، ومحاولات تهويد فلسطين المحتلة مستمرة وكذلك العدوان السافر على المسجد الأقصى وربما بوتيرة أكثر حدة بعدما خفتت الشعارات الرنانة مثل: «على القدس رايحين شهداء بالملايين» وإذا كان سجل إسرائيل المشين يستدعى كتابة ملايين الصفحات التى سجلت أبشع أنواع الجرائم لأبشع احتلال فى العصر الحديث، لاسيما استعمار الأرض وطرد أبنائها، فإن دور شيمون بيريز فى هذا السجل من أبرز أدوار قادتها منذ زرعها شوكة فى الجسد العربى فى أربعينات القرن الماضى، وإذا سمعت اسم بيريز فإننى على الفور أجد الدموع تترقرق فى عينى وأن أعيش من جديد آلامى إبان قصف مدرسة بحر البقر ومصنع عمال أبوزعبل، ومدن القناة، ناهيك عما اقترفه فى فلسطين ولبنان وسوريا وحتى تونس! بيريز سفاح قانا وصاحب عناقيد الغضب يخاطبه رئيس مصر «بالصديق العظيم» ويعرب له عن شديد رغبته فى تطوير علاقات المحبة التى تربط لحسن الحظ بين بلدينا؟ وتقول رسالة مرسى: أرجو من فخامتكم أن تتفضلوا فتحوطوه بتأييدكم (للسفير المصرى الجديد الذى سلم أوراق اعتماده لبيريز فى القدس المحتلة) وتولوه رعايتكم.. وأنهى الرسالة: ولا سيما أن يكون لى الشرف بأن أعرب لفخامتكم عما أتمناه لشخصكم من السعادة ولبلادكم من الرغد!! التوقيع: صديقك الوفى محمد مرسى.. مليون علامة تعجب وعلامة استفهام ولا أظن أن مؤسسة الرئاسة تتوهم أننا سنصدق مسألة «الصيغة البروتوكولية»، بل أعتقد أنه لا الرئيس السادات ولا الرئيس مبارك قد وصلا إلى هذا الحد «كتابة» فى العلاقات مع إسرائيل.. وأشعر بغصة فى قلبى وأنا أتذكر مشهد السادات ضاحكاً فى مطار بن جوريون ورأيت أنها ضحكات طعنت كرامتنا الوطنية فى الصميم.. أما ما جرى وما كشف عنه خطاب مرسى لبيريز، فهو من أسود حلقات العلاقة بين القاهرة وتل أبيب وكان المطلوب، ليس تنفيذ الشعارات التى قادت أحزاب الإسلام السياسى إلى الحكم، بل مجرد أن يراعى الرئيس مشاعرنا وهو يخاطب بيريز، فلا يذهب إلى حد الكشف عن صداقة عميقة بينهما.. لا ندرى متى بدأت! ولا على أى أساس.. فإسرائيل لم تتوقف أبداً عن العدوان!! الوطن |
|