رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا تقرا الكنيسة سفر طوبيا النبي في الجمعة السادسة من الصيام الكبير؟؟؟ سفر طوبيا ، سفر معبق برائحة نسكية ، تصطبغ تعاليمه بصبغة أورثوذكسية ، و لذلك فإن الكنيسة الملهمة بالروح القدس قد أدخلته فى ليتورجياتها ، حيث رتبت أن يقرأ بكامله فى يوم الجمعة من الأسبوع السادس فى الصوم الكبير ، و ذلك فى إطار التعليم الكتابى الكنسى عن ( إستجابة الله للذين يدعونه ، بخلاص أكيد ) . وليمة طوبيا و الإفخارستيا : فى عيد العنصرة ، و كما يقضى الناموس و التقليد أقام طوبيا الأب ( الآب ) وليمة عظيمة فى بيته ، ثم أرسل طوبيا أبنه ( الإبن ) لكى يدعو إلى الوليمة كل مستعد و تقى حتى يكمل الفرح ، إذ لم يشأ طوبيا الأب أن يأكل طعامه حتى يأتى ضيوفه إلى المائدة ، هكذا يصرخ الكاهن فى نهاية القداس ( القدسات للقديسين ) . الصلاة و الصوم و الصدقة : كما يأخذ السفر دوره فى الصوم المقدس عموما ً ، فى تعزيز أركان العبادة الثلاثة ( الصلاة و الصوم و الصدقة ) و التى من المحتمل أن تكون مستقاه فكرا ً و نصا من السفر ، إذ وردت فى السفر (الصَّلاةُ مع الصَّومِ والصَّدَقةُ مع البِرِّ خَيرٌ مِنَ الغِنى مع الإِثْم، التَّصَدُّقُ خَيرٌ مِنِ آذِّخارِ الذَّهَب طو 12 : 8 ) و قد ركز كثير من قديسى الكنيسة الأول مثل يوحنا ذهبى الفم و القديس أغسطينوس على الصدقة و رحمة المساكين ، فى عظاتهم كثيرا ً ، معتمدين أيضا ً على ما ورد فى السفر (لِأَنَّ الصَّدَقَةَ تُنقِذُ مِنَ المَوت ولا تَدَعُ النَّفْسَ تَصيرُ إِلى الظُّلمَْة طو 4 : 10 ، 12 : 9 الصَّدَقةُ تُنَجِّي مِنَ المَوت وهي تُطَهِّرُ مِن كُلِّ خَطيئة. الَّذينَ يَتَصَدَّقونَ يَشبَعونَ مِنَ الحَياة ) . سر الزواج : كذلك فقد كان للسفر أثرا ً كبيرا فى طقوس الزواج فى الكنيسة ، فإلى وقت قريب كان والد العروس يأخذها من يدها و يسير بها داخل الكنيسة حتى يصل إلى مكان عقد الإكليل حيث يسلمها للعريس ، هذا ما صنعه رعوئيل والد سارة ، حيث أخذها من يدها اليمنى و سلمها ليمين طوبيا ( راجع طو 7 : 12) ( ثُمَّ دَعا رَعوئيلُ سارةَ آبْنَتَه، فأَتَت إِلَيه، فأَخَذَها بِيَدِها وسلَّمَها إِلَيه وقال: إِقْبَلْها، فهي تُزَفُّ إِلَيكَ آمرأَةً بِحَسَبِ الشَّريعة وبِحَسَبِ الحُكْمِ الوارِدِ في كِتابِ موسى. خُذْها وعُدْ إِلى أَبيكَ سالِماً. أَوصَلَكم إِلهُ السَّماءَ بِسَلام ) كما وردت فى السفر أول إشارة إلى إستخدام صحيفة ( عقد ) الزواج ، و هو الأمر المعمول به إلى اليوم لدى جميع الكنائس و الشعوب ( طو 7 : 13 ) (!ثُم دَعا أُمَّها وطَلَبَ إِلَيها أَن تأتِيَ بِصَحيفة وكتَبَ فيها عَقدَ الزَّواج، زافّاً إِيَّاها آمرأَةً لَه بِحَسَبِ حُكْمِ شَريعةِ موسى ). كما نلاحظ أن طوبيا و سارة يتفرغان للصلاة و الصوم مدة ثلاثة أيام ، بعد مراسم الزواج و قبل الإحتفال بهما ، و هو الأمر الذى كان متبعا فى الكنيسة الأولى ، حيث يتم طقس سر الزواج بين رفع بخور باكر و القداس الإلهى و عندها يتناول العروسان من السرائر المقدسة ثم يتفرغان للعبادة ثلاثة أيام . و قد بدأ هذا الطقس فى إتخاذ موقعه فى الكنيسة اليوم ، حيث يشجع الآباء على إتمام مراسم الزواج باكر يوم الأحد عقب بخور باكر ، ثم يتناول العروسان من الأسرار المقدسة قبل خروجهما من الكنيسة و الإحتفال مع الأهل و الأصدقاء بزواجهما . الدهن بالزيت : يرد فى طقس صلوات الإكليل ، أن الكاهن يصلى على الزيت ، ثم يرشم العريس و العروس قائلا ً ( ليبطل هذا الدهن الشياطين ، هذا الدهن قبالة الأرواح الرديئة ، هذا دهن الأرواح المقدسة ، هذا الدهن قبالة مقاومة الأرواح النجسة ، بيسوع المسيح ملك المجد .... إلخ ) و فى هذه الصلاة إشارة إلى الروح الردىء المذكور فى قصة زواج طوبيا بسارة . و يقول أيضا ً هذه الصلاة ( أستر عبديك ... ... و احفظ مضجعهما نقيا ً ، حصنهما بملائكتك الأطهار .. إلخ ) و فيها إشارة إلى دور الملاك روفائيل فى قصة الزواج هذه ( راجع كتاب مجموع صلوات الكنيسة للأفراح و الأتراح ، للقمص عبد المسيح سليمان سنة 1943 م ص 47 : 52 ) . المعمودية : و فى إطار التعليم عن المعمودية ، يظهر طوبيا الأب فى دور الإشبين بالنسبة لإبنه طوبيا ( طو 4 ) و هو الأمر الذى صار معمولا ً به حتى أواخر القرن الماضى حين إضطر الأب و الأم فى أيامنا هذه إلى الخروج للعمل و لم يعودا مؤهلين للقيام بهذا الدور ، مما دفع الكنيسة إلى إنشاء مدارس الأحد لتقوم بدور الإشبين لدى الطفل . مسحة المرضى : و عن سر مسحة المرضى ، نرى أن الملاك يوصى طوبيا بأن يطلى عينى أبيه بمرارة السمكة ، و هو مايقابل الزيت المقدس فى دهن المرضى ( طو 11 : 11 ) (وبِيَدِه مَرارةُ الحوت. ونَفَخَ في عَينَيه وأَمسَكَ بِه فقالَ لَه: تشَجع، يا أَبَتِ. ثُمَّ طَلى عَينَيه بِالدَّواءِ وآنتَظَر ) و القاسم المشترك هنا ، أن إيمان الملايض نفسه ، هو الذى يشفيه ، 11 مع العمل الخفى للأسرار ، و ليست المادة المحسوسة فقط. تبريك المنازل : و يرى العالم ب جيفين P.GIFFUN أنه كان لسفر طوبيا الأثر الكبير فى تأكيد عادة و تقليد رش المنازل بالماء ، لتبريكها و طرد الأرواح الشريرة منها . و فى بستان الرهبان ترد قصة عن شخص مريض ظهر له فى حلم ، شخص آخر ( كان الأول قد أحسن إليه ) و مسح بيده عليه و شفاه ثم أورد له آية من سفر طوبيا و هى ( إعمل الرحمة فإنها تخلصك من الآفات و تغفر الخطايا ) و هو نفس مضمون (لِأَنَّ الصَّدَقَةَ تُنقِذُ مِنَ المَوت ولا تَدَعُ النَّفْسَ تَصيرُ إِلى الظُّلمَْة. طو 4 : 10 ، الصَّدَقةُ تُنَجِّي مِنَ المَوت وهي تُطَهِّرُ مِن كُلِّ خَطيئة. الَّذينَ يَتَصَدَّقونَ يَشبَعونَ مِنَ الحَياة 12 : 9 ) مما يدل على أن السفر كان معروفا ً فى القرن الرابع الميلادى ( الوقت الذى جرت فيه أغلب حوادث بستان الرهبان) و إتضح بما لا يقبل الشك أن اروح القدس الذى ألهم كاتب السفر هو ذات الروح الذى وضع فى فم الشخص – الذى ظهر فى الحلم . التعديل الأخير تم بواسطة walaa farouk ; 20 - 06 - 2021 الساعة 06:22 AM |
|