رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب عقيدة خلاص غير المؤمنين: بين الجذور والثمار
أ. حلمي القمص يعقوب مقدمة بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين عقيدة خلاص غير المؤمنين بين الجذور.. والثمار ولذلك شعرت أن الموضوع يجب أن يكون قيد البحث وتحت الأنظار، إلى أن تعود الكنيسة الكاثوليكية وتصحح مسارها في هذا الشأن، بما يتفق مع عقيدة عصمة الكتاب المقدَّس، وأيضًا مع التقليد وأقوال الآباء، ولذلك أقدم هذا الموضوع في صورة جديدة مع بعض الإضافات التي تخدم الهدف من الموضوع. وإن كانت جذور عقيدة خلاص غير المؤمنين تتمثل في عدَّة بدع ظهرت على مر التاريخ مثل بدعة قبول معمودية الهراطقة والوثنيين التي ظهرت في القرن الثالث الميلادي واستمرت في الكنيسة الكاثوليكية، وأيضًا بدعة لاهوت الأديان، وكذلك بدعة تبرئة اليهود من دم السيد المسيح، فإن من أهم ثمار هذه العقيدة الخاطئة الزواج بغير المؤمنين . ونناقش في هذا الكتيب الفصول الآتية: الفصل الثاني: قبول معمودية الهراطقة كجذور لعقيدة خلاص غير المؤمنين. الفصل الثالث: لاهوت الأديان كجذور لعقيدة خلاص غير المؤمنين. الفصل الرابع: دور باباوات روما في دعم وإقرار عقيدة خلاص غير المؤمنين. الفصل الخامس: قرارات المجمع الفاتيكاني الثاني بشأن عقيدة خلاص غير المؤمنين والرد عليها. الفصل السادس: تفنيد الحجج والأسانيد التي إعتمد عليها أصحاب عقيدة خلاص غير المؤمنين. الفصل السابع: الزواج بغير المؤمنين كثمرة لعقيدة خلاص غير المؤمنين. |
04 - 07 - 2014, 03:04 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب عقيدة خلاص غير المؤمنين: بين الجذور والثمار
ضرورة طرح عقيدة خلاص غير المؤمنين للبحث
قد يتساءل البعض: لماذا الحديث عن هذا الموضوع؟ والحقيقة أن كثير من الناس، بل وأقوال بعض الخدام يلهو عدو الخير بخيالهم، ويداعب أفكارهم بمراحم الله اللانهائية ومحبته غير المحدودة للبشر، فيثيرون بعض التساؤلات: هل من الممكن أن الله المحب الرؤوف المتحنن يُهلِك مليارات من الناس لمجرد أنهم لا يؤمنون به؟! وإذا كان الأمر هكذا، فلماذا خلق كل هؤلاء؟! هل يمكن أن يكون لدى الله وسيلة لا ندركها نحن لخلاص هذه الشعوب؟ أم إن الله مُغرَم بهلاك البشر والتطويح بهم في بحيرة النار والكبريت؟! وإذا كان الإنسان يرث دينه عن والديه، فما ذنبه حتى يتعرض للهلاك الأبدي؟! وإن كان مثل هذا الإنسان أمين جدًا، ويلتزم بكل ما تمليه عليه ديانته.. فلماذا يتعرَّض للعقوبة؟! وهل يمكن أن يكافئ الله الإنسان ذو الخلق الرفيع والأعمال الصالحة بالهلاك الأبدي لأنه لم يؤمن به..؟! وأين رحمة الله إذًا؟! أليس التسليم بفكرة العقاب الإلهي تضع الله في صورة وحش مفترس..؟! يقول أحد الكهنة الفرنسيين "هل يوجد في الطبيعة إنسان تبلغ درجة قساوته أن يُعذِب بوحشية أي كائن ذ حس مهما كان؟ استنتجوا إذًا أيها اللاهوتيون إنه طبقًا لمبادئكم الخاصة يكون إلهكم أشر من أكثر الناس شرًا بصورة لانهائية. لقد جعل الكهنة من الله كائنًا سيء القصد مفترسًا.." (1). 1- خلق الله الإنسان عاقلًا، فمنحه قوة التفكير والتمييز والحكم على الأمور، ومنحه أيضًا حرية الإرادة، فكون أن الوالدين ليس لهم الإيمان المستقيم، لا يعني بالضرورة أن يرث الابن عنهم هذا الإيمان. بل له حرية اختيار طريق الحياة الأبدية، ولاسيما أن الكرازة تكاد تكون قد انتشرت في العالم كله، وذلك عبر الكارزين والكتب والإذاعات المسموعة والمرئية وشبكة المعلومات الدولية.. إلخ. ولذلك فالإنسان بلا عذر. 3- من المستحيل أن الله القدوس يقبل الشر، ومن المستحيل أن تلتقي الظلمة مع النور.. الله نور والخطية ظلمة، فكيف يلتقي إنسان خطيته عليه (سواء الخطية الجدية أو الفعلية، وسواء خطايا الفعل أو القول أو الفكر..) بالنور الأبدي؟!! حقًا إن الذين ينادون بعقيدة خلاص غير المؤمنين يتوهمون أن الظلمة ستلتقي بالنور يومًا ما، وهذا ضرب من المحال، لأن الله قدوس وطاهر والسماء كلها طاهرة، فلا يمكن أن يقبل الله في مسكنه شيئًا ولو بسيط جدًا من الدنس، ولن يشوب السماء أي شائبة ولو ضئيلة جدًا من عدم الإيمان.. إنها طاهرة نقية بنقاء الذات الإلهية. حقًا إن الله القدوس يرفض الشر بغض النظر عمن يرتكبه، حتى لو كان ملاكًا، فالملائكة الذين تكبروا سقطوا وسكنوا الظلمة لأنه لم يعد لهم مكانًا في السماء "والملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم حفظهم إلى دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تحت الظلام" (يه 6) وعندما أخطأ آدم الذي خلقه الله على صورته ومثاله سقط وطُرد إلى الأرض لأنه لم يعد له مكانًا في الفردوس الطاهر، وكما عاقب الله الأمم لعدم إيمانهم وشرورهم الكثيرة، عاقب أيضًا شعبه عندما ارتد لعبادة الأوثان. 4- الذين يظنون أن الخلاص يتم بالأعمال الصالحة هم مخدوعين، فالخلاص لا يتم بالأعمال الصالحة، وإن كانت الأعمال الصالحة لازمة للخلاص، وأيضًا المعمودية لازمة للخلاص، ولكن أساسًا الخلاص يتم بالإيمان بالإله المتأنس من أجل خلاصنا، فالإيمان يسبق المعمودية، والأعمال الصالحة هي ثمرة هذا الإيمان، وقد يؤمن الإنسان ولا تسعفه الحياة للقيام بأي عمل صالح مثل اللص اليمين، ومع ذلك فإنه يخلص. والأعمال الصالحة لا تغفر خطية قط، وهب أن إنسانًا فعل الخير كل الخير، ثم صدم طفل بسيارته فأودى بحياته، فهل تشفع له أعماله الصالحة؟ وهل يعفيه القاضي العادل من العقوبة..؟ حقًا لو كان دخول الملكوت بالأعمال الصالحة، وإن الحسنات يذهبن السيئات، لتحوَّل الموضوع إلى صفقات بيع وشراء، فالإنسان يشتري الخلاص والملكوت بماله وجهده. 5- رسم الله طريقًا للخلاص، ولم يمنع أحدًا من السير فيه.. وضع أمام الإنسان طريق الحياة وترك له الحرية لاختيار هذا الطريق فيحيا، أو يختار طرق الموت فيهلك " أنظر. قد جعلتُ اليوم قدامك الحياة والخير والموت والشر.. فإختر الحياة لكي تحيا أنت ونسلك" (تث 30: 15، 19) في العهد القديم أعلن الله عن ذاته بالمعجزات الباهرات التي أجراها مع شعبه وسمعت بها كل الأمم، ولم يرفض إنسانًا جاء إليه.. إسألوا راحاب الأمميَّة وراعوث الموآبية!! وفي العهد الجديد أرسل رسله الأطهار موصيًا إياهم " إذهبوا إلى العالم أجمع وإكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. من آمن وإعتمد خلص.. ومن لم يؤمن يُدَن" (مر 16: 15، 16) فهل بعد أن وضع الله شرط الإيمان للخلاص يأتي إنسان ويقول: لا داعي للإيمان لكيما يخلص الإنسان؟!!.. ليكن الله صادقًا وكل إنسان كاذبًا. 6- عندما يرى الله شعبًا أو إنسانًا لديه استعداد للخلاص، فإنه لن يتأخر في إنقاذه قط، فعندما رأى الله هذا الاستعداد في مدينة نينوى الأمميَّة، أرسل إليها نبيه يونان، ورغم محاولة يونان الهرب من هذه المهمة، إلاَّ أن الله أصرَّ عليها، حتى لو أرسل رياحًا عاصفة تهدد السفينة بالغرق، وحتى لو أرسل حوتًا يبتلع يونان ويقذف به إلى مدينة نينوى، وبعد أن تابت المدينة العظيمة نينوى أشاد الله تبارك اسمه بتوبتها (يون 4: 10، 11) وعندما رأى الله استعداد كرنيليوس لقبول الخلاص، أرسل إليه ملاكًا ثم رسولًا لينال الخلاص (أع 10) حقًا إن الله مستعد أن يأتي بذاته أو يرسل ملائكته أو رسله لأي إنسان لديه استعداد لقبول الخلاص، فمراحم الله يا صديقي غير محدودة، ليس على الإنسان فقط، بل حتى على البهائم والطيور (تث 22: 6، 7) ولكن عناد الإنسان وإصراره على عدم الإيمان هو الذي يقوده للهلاك، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. أما الكاهن الكاثوليكي الفرنسي الذي يتهم الله بأنه سيء القصد ومفترس لأنه يجري عدله، فحتمًا إن هذا الكاهن لم يعرف الله بعد المعرفة الاختبارية. 7- الكنيسة عروس المسيح تحرص على تنفيذ وصية عريسها بالكرازة للخليقة كلها بالقدرة الحسنة ثم بتوضيح الحقائق، وتحذر غير المؤمنين من مغبة عنادهم لتُخلّص على كل حال قومًا، وتنتشل من النار نفوسًا تسير في دروب الهلاك "وخلّصوا البعض بالخوف مُختطفين من النار" (يه 23) فدائمًا تصارع الكنيسة عبر الصلوات والأصوام والدموع حاملة صليب الكرازة لهذه النفوس الضالة.. أما إن الكنيسة الكاثوليكية تُطمئّن هؤلاء الذين في خطر عظيم، وتقول سلام سلام عوضًا عن تحذيرهم ودعوتهم للتوبة، فهي بهذا تجاملهم وتخدعهم، وهذه هي الطامة الكبرى والكارثة العظمى. |
||||
04 - 07 - 2014, 03:05 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب عقيدة خلاص غير المؤمنين: بين الجذور والثمار
قبول معمودية الهراطقة كجذور لعقيدة خلاص غير المؤمنين
نحن نعلم أن المعمودية سر من أسرار الكنيسة السبعة، وفي السر يحصل الإنسان على نعمة غير منظورة تحت أعراض مادة منظورة.. لقد قدَّس الله المادة، ففي سر المعمودية تستخدم الكنيسة الماء، وفي سر الميرون تستخدم الزيت، وفي سر الإفخارستيا تستخدم الخبز وعصير الكرم، ويشترط لإتمام السر أن يقوم به "كاهن مشرطن" نال وضع اليد بطريقة قانونية، مستمدة أساسًا من الرب يسوع عبر رسله الأطهار والآباء الأساقفة عبر الزمن بدون انقطاع. وفي القرن الثالث الميلادي ظهرت بدعة غريبة تنادي بقبول معمودية الهراطقة مادامت لها نفس الصورة. أي مادامت تتم بالتغطيس في الماء أو الرش بالماء وباسم الثالوث القدوس، حتى لو قام بها كاهنًا ليس مشرطنًا ولا شماسًا ولا إنسانًا مسيحيًا، بل قام بها أحد اليهود أو أحد الوثنيين. وتصدى الشهيد "كبريانوس" أسقف قرطاجنة لهذه البدعة، فعقد مجمعًا سنة 255م. وقرَّروا أن الأسرار التي تمنح خارج الكنيسة هي باطلة، ومن الطبيعي أنه ليس المقصود بالكنيسة المبنى، إنما المقصود هم الأكليروس وجماعة المؤمنين، فلو إن إنسانًا في خطر وعمَّده إنسان علماني مسيحي فإن معموديته صحيحة، وهذا ما رأيناه في قصة زوجة سقراط التي عمدت ابنها وابنتها بالماء والدم عندما هاج البحر وتعرضا للغرق، حتى إن البابا بطرس عندما أراد أن يُعمّدهما تجمَّد الماء، فاستفسر من أمهما عن قصتهما، وقال: حقًا إن المعمودية واحدة. وأرسل كبريانوس إثنين من أساقفته بقرارات المجمع إلى " إستفانوس الأول " بابا روما (254 - 257م) مع عبارات التبجيل والتكريم والرقة والاحترام طالبًا منه أن يُثبّت هذه القرارات، فكانت هذه القرارات كشرارة وقعت في غابة، فإحتد البابا إستفانوس على الأسقفين، وهدَّد كبريانوس بالقطع مع أساقفته، كما كتب إلى " فرميانوس " أسقف قيصرية الجديدة بنفس المعنى، الذي قال بعدم صحة معمودية الهراطقة(14) أما فرمليانوس فقد عقد مجمعًا مع أساقفة آسيا في أيقونية سنة 258م وقرروا " عدم قبول شيء من الأسرار التي يقوم بها المبتدعون لأنها باطلة بما فيها معموديتهم" (2). وفي سنة 258م عقد كبريانوس مجمعًا آخر حضره 71 أسقفًا وأكدوا قرارات المجمع الأول و"إن كل معمودية قام بها المبتدعون باطلة. وكل من يرتد بعد معمودية كهذه يجب أن يُعمَد معمودية أرثوذكسية، ولا يعني ذلك عمادة ثانية، بل هي المعمودية الواحدة إذا لم يسبق لهم أن نالوا المعمودية الحقيقية" (4). ثم عاد كبريانوس وعقد مجمعًا ثالثًا أكبر ضم أساقفة أفريقيا وحضره 184 أسقفًا، وأكدوا بطلان معمودية المبتدعين والهراطقة لأن " من كان له أن يُعمِد فله أيضًا أن يعطي الروح القدس، ولكنه مادام لا يقدر أن يعطي الروح القدس، لأنه صار بدون نعمة الروح القدس، فهو ليس مع الروح القدس ولا يستطيع أن يُعمِد.. من يأتي إليه.. مادام كل شيء عندهم باطلًا وكاذبًا فلا يجوز أن يعتبر شيء مما يقومون به مقبولًا عندنا.. هل في وسع هؤلاء مقاومي الرب الدجالين أن يمنحوا نعمة المسيح" (5). وأرسل القديس فرمليانوس أسقف قيصرية رسالة إلى الشهيد كبريانوس جاء فيها " ليست معمودية في غير الكنيسة.. ظهر بغتة امرأة متجننة (بها أرواح شريرة) كانت تدعو نفسها نبية حاملة روحًا.. وكانت تصنع غرائب وعجائب وتدَّعي بأنها تحرك الأرض كلها.. كانت تتظاهر بأنها زيادة على صنائعها تقدس وتتمم سر الشكر بدعاء جليل (أي تقيم قداس).. وكانت تستعمل (في المعمودية) كلمات السؤال القانونية المعتادة (طقس جحد الشيطان والاعتراف بالمسيح) وتُعمّد كثيرين، فظهر أنها لا تخالف قانون الكنيسة في شيء.. فماذا تقول عن هذه المعمودية التي عدَّها الشيطان وإستعمل الامرأة آلة لها..؟ إن كانت عروس المسيح واحدة فمن الواضح أن الكنيسة الجامعة هي وحدها التي تلد أبناء لله، لأنه ليست عرائس كثيرة للمسيح.. ما لم يكن إستفانوس يعتقد أن الهرطقة تلد وتربي.. الذين يباشرون ضدنا أعمالًا كهنوتية غير مباحة ويصنعون مذابح رجسة لا فرق بينهم وبين قورح وداثان وأبيرام، ولكونهم متعدين على الكهنوت مثلهم سوف يُعاقَبون بعقوبات مثل عقابهم، لا يفلت منهم المشاركون آراءهم.. أما أنا فلا أطيق حماقة إستفانوس الواضحة بهذا الصدد.. إنك (يا استفانوس) أشنع من جميع الهراطقة. إستفانوس.. يصنع شقاقًا في الأخوية من أجل الهراطقة" (6) وكذلك وصف الشهيد كبريانوس إستفانوس بابا روما بأنه " صديق الهراطقة وعدو المسيحيين". وفي سنة 325م عندما إنعقد مجمع نيقية أوضح رفضه لمعمودية الهراطقة، وطالب بمعمودية أتباع بولس الساموساطي الذين عادوا للكنيسة بالرغم إن بولس الساموساطي كان يعمدهم بإسم الآب والابن والروح القدس، وجاء في القانون (19) من قوانين مجمع نيقية " إننا نُحدّد أن أتباع بولس الساموساطي اللاجئين إلى الكنيسة الجامعة يجب أن تعاد معموديتهم على كل حالٍ،وكان البولسيون (أتباع بولس الساموساطي) كما يقول القديس أثناسيوس يذكرون اسم الآب والابن والروح القدس في إتمام سر المعمودية، ولكنهم لم يكونوا يستعملون هذه الكلمات بمعناها الحقيقي، ولذلك إعتبر المجمع والقديس أثناسيوس إن معموديتهم باطلة" (7) وعندما إنعقد مجمع القسطنطينية سنة 381م أكد أيضًا على رفض معمودية الهراطقة في القانونين رقم 7، 8. ولكن للأسف الشديد فإن الكثير من باباوات روما ساروا على نفس درب البابا إستفانوس الأول، فمثلًا البابا نيقولاوس الأول رقم 105 (858 - 867م) عندما سُئل عن معمودية الكثيرين من البلغار بيد إنسان يهودي، أقرَّ بصحة هذه المعمودية.. كما إن البابا أوجانيوس الرابع رقم 206 (1431 - 1447م) إعترف بالمعمودية التي يجريها الوثني والهرطوقي، وأيضًا أكد على هذه العقيدة المجمع اللاتيراني الرابع، فيقول الأب أنطون صالحاني اليسوعي " قال البابا نيقولاوس الأول في جوابه على سؤالات إستفهمه عنها البلغار {ذكرتهم أن كثيرين في بلادكم مُنحوا العماد من أحد اليهود، وإنكم تجهلون أكان هذا مسيحيًا أو غير مسيحي وتطلبون ما الذي يجب عمله في أمر هؤلاء} فأجاب البابا قائلًا {إذا ثبت أنهم إعتمدوا بإسم الثالوث الأقدس أو فقط بإسم المسيح.. كما جاء في أعمال الرسل يجب أن لا تُعاد معموديتهم}. وقال أيضًا البابا أوجانيوس الرابع في صورة الإيمان التي بعث بها إلى الأرمن {في وقت الضرورة ليس فقط الكاهن والشماس الإنجيلي لكن أيضًا الرجل العلماني والمرأة بل الوثني والهرطوقي يمكنهم أن يُعمّدوا بشرط أن يستعملوا الصورة التي تستعملها الكنيسة مع النية بأن يتمموا ما تعمله}. وقال القديس ايزيدورس {إن روح الله يمنح نعمة العماد وإن كان مانح العماد وثنيًا}(16) والمجمع اللاتراني الرابع وهو المجمع المسكوني الثاني عشر (سنة 1215م) حدَّد أن {سر المعمودية الممنوح كما يجب يفيد للخلاص أيًّا كان مانحه" (8). وهكذا أصبحت معمودية الهراطقة مقبولة رسميًا لدى الكنيسة الكاثوليكية، فجاء في كتاب "مختصر اللاهوت الأدبي الكاثوليكي" تحت رقم 451 " يصح العماد الذي يمنحه طبيب يهودي، وهو يقصد أن يعمل ما تعمله الكنيسة أو المسيحيون" (9) وتحت رقم 452 " لا يقتضى لصحة إيلاء السر أن يكون مانحه مؤمنًا في حالة النعمة، وعليه فإذا عمَّد يهودي مراعيًا ما تجب رعايته صح العماد، وإن كان المُعمّد لا يؤمن بالعماد أو المسيح" (10) وتحت رقم 472 "لأي كان (أي شخص كان) وإن كان غير كاثوليكي أو غير مؤمن أن يمنح على وجه صحيح العماد غير الاحتفالي" (11). وينتهي الأب أنطون صالحاني إلى النتيجة الآتية "إن صحة السر لا تتوقف على إيمان خادم السر وبرارته، جاز لنا أن نستنتج بكل صواب إن العماد يكون صحيحًا وإن أُعطي من وثني بشرط أن يمنحه كما تمنحه الكنيسة وأن يقصد عمل ما تعمله" (12). ومن الأمور المضحكة المبكية أن الكنيسة الكاثوليكية تسمح للكاهن بإقامة قداس من أجل إنسان ينتقل غير مؤمن أو هرطوقي، وتسمح له بتقاضي أجرًا عن هذا العمل، فعلى سؤال حول هذا الموضوع جاءت الإجابة " يمكن تقديم القداس سرًا مع قبول الحسنة من أجل الجميع مؤمنين وغير مؤمنين، أحياءًا وأمواتًا، على أن اللاهوتيين يرتابون فيما إذا كانت الثمرة التكفيرية تلحق غير المؤمنين.. بناء على المبادئ المعطاة في الجواب عن الأول جاز للأب أن يُقدّس لأجل الشخص الغير الكاثوليكي ويأخذ حسنة لقاء قداسه، سواء أكان هذا الشخص من غير المؤمنين أم من الهراطقة، بشرط أن يكون التقديم قد تم سرًا لا علنًا" |
||||
04 - 07 - 2014, 03:07 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب عقيدة خلاص غير المؤمنين: بين الجذور والثمار
لاهوت الأديان كجذور لعقيدة خلاص غير المؤمنين
تدور فكرة "لاهوت الأديان" حول إن الله هو محور جميع الديانات، سواء كانت هذه الديانات هندوسية أو بوذية أو يهودية أو إسلام أو عبادة أوثان.. إلخ، وقام "لاهوت الأديان" على أساسين هما: 1- إن الله الصالح يريد الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون. 2- إن لله طرق خاصة نحن نجهلها، وبواسطة هذه الطرق يحقق الخلاص لجميع البشر في جميع الديانات. ويوضح الأب عزيز الحلاق هذه الفكرة فيقول "إن لاهوت الأديان في الفكر المسيحي (يقصد في الفكر الكاثوليكي) يستند إلى مقولتين.. المقولة الأولى: هي تأكيد إرادة الله الخلاصيَّة التي تشمل كل البشر.. والمقولة الثانية: نقول بأن الله بداعي إرادته الخلاصيَّة الشاملة يستعمل طرقًا أخرى نجهلها كي يحقق الخلاص للبشر في أوضاعهم الخاصة. صحيح إن يسوع هو المخلص الأوحد، ولكن كل إنسان يستطيع نيل الخلاص هذا مهما كان وضعه، وإنتماؤه الديني، أو الثقافي. غرس الله في الأديان والشعوب حقيقته وإرادته اللتين أودعهما الكنيسة. لقد عبَّر المجمع الفاتيكاني الثاني عن هذا الموقف عندما قال {فالكنيسة الكاثوليكية لا تنبذ شيئًا مما هو حق ومقدَّس في هذه الديانات، بل تنظر بعين الاحترام الصادق إلى تلك الطرق طرق المسلك والحياة}" (14). 1- إرنست ترولتش 2- كارل بارت 3- كارل راهنر 4- هانس كونغ 5- جاك دوبوي 1- إرنست ترولتش Ernst Troeltch: 2- كارل بارت Karl Barth (1886 - 1968م): هو صاحب فكرة أن الدين يمثل جهدًا بشريًا لمعرفة الله، ولذلك كل دين يحوي صوُّر مشوهة وأصنامًا بعيدة عن الله الحقيقي، وقد وُلِد كارل بارت في 10 مايو 1886م في مدينة بازل السويسرية، وكان والده أستاذًا في كلية اللاهوت، ودرس كارل بارت "لاهوت التحرر" في برلين وبعض الدول الألمانية، ولكنه عندما عمل راعيًا لكنيسة في جنيف بسويسرا أدرك أن " لاهوت التحرر " لا يسد احتياجات شعبه الروحية، فعكف على دراسة الكتاب المقدَّس بفكر جديد، وقام بتدريس "اللاهوت النظامي" في جامعات ألمانيا خلال الفترة 1921 - 1935م وألف خمس وعشرين مجلدًا في اللاهوت النظامي، بالإضافة إلى عشرين كتابًا آخر، وبينما كانت مدافع الحرب العالمية الأولى تدوي كان بارت يدرس الكتاب المقدَّس ويتكلم عن الإيمان التلقائي. وفي خلال الفترة بين الحربين العالميتين كان كثيرون من رجال اللاهوت البروتستانت الألمان يعتبرون أن المسيحية مجرد نتاج بشري، ويعتبرون أن الوحي هو محصلة المعرفة التاريخية التي جمعها الإنسان عن ذاته وعن الله، فهاجم بارت هذه الأفكار، وقال وإن كان الدين يمثل الجهد الإنساني لمعرفة الله، إلاَّ أن الوحي هو المعرفة التي يكشفها الله عن ذاته، وهكذا أعتبر بارت أن الدين يمثل الجهد والنشاط الإنساني للوصول إلى إدراك الله، وقد "يستعيض الإنسان عن صورة الله الحقيقية بصورة من صنعه وبنات أفكاره، ويرى بارت في كل ديانة أصنامًا تبعد عن الله الحقيقي. لا يستثني بارت المسيحية.. إن المسيحية كسائر الأديان ليست في مأمن من هذا التشويه، لذلك ينفي بارت وجود ديانة حقيقية" (16). 3- كارل راهنر Karl Rahner (1904 - 1984م): وهو صاحب فكرة أن الأديان الأخرى تحتوي على قيم أخلاقية وروحية وثقافية، فيمكن أن تكون طريقًا لخلاص أتباعها، وراهنر هو من رجال اللاهوت الألمان، وقد ساعد في صياغة قرارات المجمع الفاتيكاني الثاني الخاصة بخلاص غير المؤمنين، ويقول الأب عزيز الحلاق عن فكر راهنر "ينطلق لاهوت راهنر من حيث ينتهي بارت، فهو يقر إستنادًا إلى تعاليم المجمع الفاتيكاني الثاني بالقيم الأخلاقية والروحية والثقافية لدى الأديان الأخرى، بل يؤكد أن الأديان غير المسيحية يمكن أن تكون طريق لخلاص أتباعها، وهذا معناه أن نعمة الله تعمل أيضًا خارج المسيحية، وإن غير المسيحيين يمكن أن يخلصوا بطرقهم الخاصة حتى إذا لم يعرفوا المسيحية.. يقر راهنر أنه من المستحيل حتى من الناحية اللاهوتية الحكم على الملايين بالهلاك لمجرد إنتمائهم إلى ديانة غير المسيحية.. فهناك وسائل مختلفة للخلاص" (17). 4- هانس كونغ Hans Kong: هو صاحب فكرة إنشاء مشروع أخلاقي شمولي تقبله كل الأديان، ولعل كونغ قد تأثر بالمذهب الأخلاقي المنبثق من مدرسة النقد الأعلى، والذي تزعَّمه إيمانويل كانط (1724 - 1804م) والذي إهتم بالتعاليم الأدبية والأخلاقية أكثر من العقائد والتاريخ والنبؤات فقال إن: أ - الهدف الرئيسي من الأديان هو التشريعات الأدبية والأخلاقية.وهانس كونغ لاهوتي ألماني نشر كتابًا سنة 1985م عرض فيه لعقائد البوذية والهندوسية والإسلام كما يفهمها أصحابها، وفي سنة 1990م نشر كتابًا تحت عنوان " مشروع لأخلاق شمولية " كمحاولة لإيجاد القاسم المشترك بين الأديان المنتشرة في أوربا وأمريكا، فقد رأى كونغ " أن التعايش بين الأديان المختلفة يجب أن يقوم على أساس قانون مشترك يخضع له الجميع، ولكن مثل هذا القانون يتطلب وجود قيم وقواعد ومعايير أخلاقية يقر بها الجميع، من هنا الضرورة لمشروع أخلاقي شمولي يقوم على أُسس أخلاقية يقبل بها الجميع على الرغم من الإختلافات العقائدية بين الأديان" (18) وبينما لاقى مشروع كونغ إستحسانًا من البعض، فقد لاقى إستهجانًا من قِبل الباحثين غير المسيحيين إذ رأوا فيه مشروعًا إمبرياليًا جديدًا يتستر تحت قناع اللاهوت. 5- جاك دوبوي Jacques Dupuis: وهو صاحب فكرة أن السيد المسيح حاضر وفاعل في كل الأديان، فهو يخص كل الأديان، بل بالحري كل الأديان خاصته، وجاك دوبوي بلجيكي الأصل، وقد عاش في الهند ثلاثين عامًا إطلع خلالها على العبادة الهندوسية وتحاور مع أتباعها، وفي سنة 1996م درس في الجامعة الغريغورية في روما، وأصدر كتابه الشهير "يسوع المسيح في لقائه مع الأديان" فإعتبر أن المسيح حاضر وفاعل في كل الشعوب والأديان، وبالتالي فإن العامل المشترك بين الأديان هو " سر المسيح " فيقول دوبوي " الشمولية تكمن في المسيح، فهو يخص كل الأديان، بل بالحري كل الأديان خاصته وفاعل بها بقدر ما هو حاضر وفاعل في كل البشر.. كما يمكن التعرف أيضًا في كتب الأديان الأخرى، كلامًا إلهيًّا لا يخاطب فقط أتباع هذه الديانات بل المسيحيين أنفسهم" (19) ويؤكد جاك على أن المسيح موجود في الأديان الأخرى فيقول "فعلى سبيل المثال، يعتقد المسلمون أن المسيح هو نبي خاص حقًا، في حين يعتقدون بأن محمدًا هو " النبي " ويقول البوذيون أن يسوع هو مجرد " بوذيتافا" (مؤهل للوحي) في حين " كوتاما " هو البوذا" (20). فقد إعتبر دوبوي أن " سر المسيح " منطلق العلاقة بالآخر، ورأى دوبوي أنه يوجد لاهوت متعدد للأديان مثل اللاهوت الهندوسي واللاهوت البوذي. إلخ. وهذا اللاهوت المتعدد يقر بالفوارق بين الأديان، ويقرُّ التعددية، بعكس اللاهوت الموحَّد الذي يسعى لجمع الأديان تحت مظلة واحدة، ويعلق الأب عزيز الحلاق قائلًا " هذا المنطق يفتح الباب لوجود لاهوت متعدد للأديان يقرُّ بالفوارق الموجودة بينها ويعكس تعددية التقاليد الدينية لدى البشرية بعكس اللاهوت الموحد الذي يسعى إلى لاهوت شامل يجمع جميع الأديان تحت مظلة واحدة.. لأن لاهوت الأديان غايته البحث عن أسس الشمولية.. عندما يطبق دوبوي هذا المبدأ على لاهوت الأديان المسيحي يعتبر سر المسيح هو مبدأ الشمولية، وليس الكنيسة كما هو شائع في اللاهوت التقليدي" (21). وقد إستمد جاك دوبوي أفكاره من كلود جِفْرة Claude Geffre اللاهوتي الفرنسي الذي أصدر كتابه " المسيحية عرضة للتأويل " ولخص الخطوط العريضة لهذا الكتاب في مقال نشره سنة 1985 بمجلة إسلامو كرستيانا (المختصة بالحوار الإسلامي المسيحي) وقال بما معناه أنه بعد مرور عشرين عامًا من إنعقاد المجمع الفاتيكاني الثاني لم يدرك الكاثوليك " لاهوت الأديان " فأخذوا يؤكدون على الصفات التي تنفرد بها المسيحية، وهذا نوع من احتواء الآخر. ومن رجال الشرق الذين تبنوا عقيدة خلاص غير المؤمنين الآباء اليسوعيين (الجزويت) ومنهم الأب عزيز الحلاق اليسوعي، والأب لاسلو صابو اليسوعي، والأب فاضل سيداروس اليسوعي، والأب جوزيف بوُحَجَر، فمثلًا لخَّص الأب عزيز الحلاق اليسوعي عقيدة خلاص غير المؤمنين في أن الإنسان يمكنه أن يَخلُص خارج الكنيسة فقال " إن المسيح هو الطريق الوحيد الذي يعطي من خلاله الله ذاته للبشر، والمؤمنون من الديانات الأخرى يمكنهم تحقيق هذا اللقاء (مع المسيح) بصورة ضمنية.. إن الله حاضر لمؤمني الأديان الأخرى في ممارسة دياناتهم وإيمانهم.. وهكذا يبقى سر الخلاص واحد، وهو سر المسيح، ولكن هذا السر هو بمتناول جميع البشر حتى خارج حدود المسيحية.. إن الله يلتقي بالبشر خارج المسيحية في المسيح، ولكن وجهه الإنساني يبقى مجهولًا، أما في المسيحية فإن لقاء الله والبشر يتم في وجه يسوع الإنساني الذي يعكس صورة الآب. فإن كان الله في كل ديانة يقترب من الإنسان، فإن هذا الإقتراب يتحقق في المسيحية في إنسانية يسوع المسيح.. إن حضور سر المسيح في الأديان الأخرى يتطلب من المسيحي إنفتاحًا وإستقبالًا للآخر بروح التمييز.. وإذا أصبح سر المسيح منطلق لاهوت الأديان فيجب ألا نغفل دور الروح القدس الذي يتجاوز تأثيره حدود الكنيسة. إن الروح يعمل في المؤمنين من الأديان الأخرى.. علينا أن نتمسك بأن الروح القدس يقدم للجميع الإمكانية للاشتراك في سر الفصح بطريقة يعرفها الله وحده" (الكنيسة في عالم اليوم 22/5) (22). أ- " كل إنسان يستطيع نيل الخلاص. هذا مهما كان وضعه، وإنتماؤه الديني والثقافي" (خارج الكنيسة) (الأب عزيز الحلاق). |
||||
04 - 07 - 2014, 03:09 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب عقيدة خلاص غير المؤمنين: بين الجذور والثمار
دور باباوات روما في دعم وإقرار عقيدة خلاص غير المؤمنين
كما إعتبرنا بدعة قبول معمودية الهراطقة، وبدعة لاهوت الأديان من جذور عقيدة خلاص غير المؤمنين الخطيرة، فكذلك نعتبر بدعة تبرئة اليهود من دم السيد المسيحمن هذه الجذور أيضًا، بل هي السبب الرئيسي في ظهور هذه العقيدة كما سنرى. وكما كان لإستفانوس الأول بابا روما (254 - 257م) مع بعض الباباوات الآخرين مثل البابا نيقولاوس الأول (858 - 867م) والبابا أوجانيوس الرابع (1431-1447م) اليد الطولي في إرساء بدعة قبول معمودية الهراطقة، والتي مازالت مستمرة في الكنيسة الكاثوليكية، فإن البابا يوحنا الثالث والعشرين (1958 - 1963م) مع البابا بولس السادس (1963 - 1978م) والبابا يوحنا بولس الثاني (1978 - 2005م) اليد الطولي في إرساء بدعة تبرئة اليهود من دم المسيح، وكذلك عقيدة خلاص غير المؤمنين، وفيما يلي نعرض للدور الذي قام به هؤلاء الباباوات الثلاث، ونستمع لصدى هذه البدعة من فم الأنبا يوحنا قلته، ونعرض موقف كنيستنا القبطية وكنيسة أنطاكية من بدعة تبرئة اليهود من دم المسيح. 1- البابا يوحنا الثالث والعشرون رقم 260 2- البابا بولس السادس رقم 261 3- البابا يوحنا بولس الثاني رقم 263 كان المطران " رونكالي" (البابا يوحنا 23 فيما بعد) نائبًا رسوليًا في إسطانبول أثناء الحرب العالمية الثانية، ولاحظ الاضطهاد المرير الذي عانى منه اليهود في العالم ولاسيما ألمانيا، وموقف المسيحيين السلبي من هذا، وعندما تولى هذا الكردينال البابوية خلفًا لسلفه البابا بيوس الثاني عشر، وله من العمر 77 عامًا فحسبوه بابا انتقاليًا، وكان معروف عنه أنه رجل طيب القلب، وفي سنة 1962م عندما عقد المجمع الفاتيكاني الثاني كلف الكردينال " بيا " Bea لوضع الخطوط العريضة لإصدار قرارًا ينصف اليهود ويعيد لهم كرامتهم الجريحة. ووضع الكردينال " بيا " الخطوط العريضة لهذا القرار، وصيِغَت وثيقة تبرئة اليهود من دم المسيح، وقُدمت للمجمع الفاتيكاني الثاني 1962م لإقرارها، ولكنها قوبلت برد فعل شديد من قِبل أساقفة الشرق فسُحبت، ولكن أعيد طرحها في نوفمبر سنة 1963م في الجلسة الثانية للمجمع عندما نُوقش الفصل الخاص بالحركة المسكونية، فعادت الوثيقة للظهور رغم إعتراض أساقفة آسيا وإفريقيا الكاثوليك عليها. وجاء في هذه الوثيقة " فاليهود كما يقول الرسول لم يزالوا من أجل الآباء محبوبين عند الله الذي لم يندم على هباته ودعوته.. ولئن كان ذو السلطان والأتباع من اليهود عملوا على قتل المسيح، إلاَّ أن ما أُقترف إبان الآلام والصليب لا يمكن أن ننسبه في غير تمييز إلى جميع اليهود الذين عاشوا آنذاك، ولا إلى اليهود المعاصرين لنا، وإن كانت الكنيسة هي شعب الله الجديد، فلا يعني ذلك أن اليهود قد أصبحوا شعبًا مرذولًا أو ملعونًا من الله. كما لو كان ذلك منصوصًا عليه في الكتاب المقدَّس.. ونأسف للأحقاد والاضطهادات ومظاهر العداء للسامية في أي عهد ومن أين صدرت" (23). ويقول الأب لاسلو صابو اليسوعي في محاضرة عن خلاص غير المؤمنين " فإسرائيل القديم قد أُختير لكي ينقل بركة إبراهيم إلى الأمم كافة (تك 13: 3) وفي نظر المسيحيين مازال هذا الولد البكر مختارًا على الدوام لأن " لا رجعة في هبات الله" (رو 11: 29) غير أنه، بعد اليوم، يشارك في اختياره هذا جميع شعب الأرض الجديدة" (24). وفي يناير 1964م زار البابا بولس السادس الأراضي المقدَّسة (إسرائيل) ولم يكن منذ زمن طويل قد خرج بابا من إيطاليا، وعقب عودته من هذه الزيارة تخلى عن رأيه السابق، وكانت عقيدة خلاص غير المؤمنين قد تبلورت في المجمع الفاتيكاني الثاني فوافق عليها. وفي مايو 1964م أنشأ البابا بولس السادس " أمانة سر غير المسيحيين " لكيما تهتم بالحوار مع الأديان الأخرى، وفي أغسطس 1964م أصدر " الرسالة العامة " وجاء فيها التأكيد على ضرورة الحوار بين الأديان، وفي ديسمبر 1964م قام البابا بولس السادس برحلة إلى بومباي بالهند فأنفتح على أديان آسيا من بوذية وهندوسية، وبهذا تطوَّرت الفكرة من النظرة إلى الديانة اليهودية إلى النظرة لكافة الأديان. وفي أكتوبر 1965م أقرَّ المجمع الفاتيكاني في جلسته الرابعة الفصل الخاص بعلاقات الكنيسة بالأديان غير المسيحية، والتي تتضمن عقيدة خلاص غير المؤمنين، ويعترف الأب لويس بأن هذا القرار جاء نتيجة مسيرة مضطربة(31). وفي سنة 1974م إنعقد سينودس حول " إعلان البشرى " فأشارة للإنفتاح على سائر الأديان، كما حمل البشرى لأصحاب الديانات الأخرى، واصفًا هذه الديانات بأنها " تحمل في طياتها صدى ألوف السنين في إلتماس وجه الله.. والتي زَرَعَ فيها عدد لا يحصى من بذور الكلمة" (25). بعد انتقال البابا بولس السادس خلَّفه البابا يوحنا بولس الأول الذي لم يمكث إلاَّ نحو الشهر من 26/8 - 28/9/1978م، وتولى بعده البابا يوحنا بولس الثاني، الذي واصل المسيرة تجاه الإنفتاح على الأديان الأخرى، والقيام برحلات عديدة دعاها الحج إلى شعب الله في كل مكان، وقد زار بلادنا المصرية، ويمكن تسجيل نقاط قليلة باختصار لإظهار نشاطه وهمته في الإنفتاح على الأديان الأخرى: أ - كان هو المسئول عن التقرير اللاهوتي لمجمع الفاتيكان الثاني، وبعد أن صار بابا قام بعدَّة رحلات وصفها بأنها حجًا إلى شعب الله الذي يمثل جميع أبناء البشرية في كل الأديان " حجًا أصيلًا إلى المعبد الحي معبد شعب الله". ب - وفي 7 مارس 1975 أصدر الرسالة العامة "فادي الإنسان" وقال إن العقل البشري في كل الأديان يبحث عن الله، والكارز لابد أن يحترم عمل الروح القدس الذي يهب حيث يشاء في كل إنسان.. ج- في 1984م أصدرت أمانة السر لغير المسيحيين وثيقتها " أفكار وتوجيهات " وألقت الضوء على الإرساليات وضرورة الحوار، فجاء فيها " كل إرسالية لا تكون مُشبَّعة بروح الحوار تكون مخالفة لما تقتضيه الطبيعة البشرية وتعاليم الإنجيل" (26). د - في 1985م وبمناسبة مرور عشرين عامًا على ختام المجمع الفاتيكاني الثاني، وأيضًا بمناسبة إعلان الأمم المتحدة أن سنة 1985م سنة الشبيبة قال البابا يوحنا بولس الثاني " إنَّا نجد بين أتباع الأديان غير المسيحية على الأخص البوذية والهندوسية والإسلام، منذ آلاف السنين جماعة من " الروحيين " الذين غالبًا ما يتخلون عن كل شيء منذ عهد الشباب، ليعتنقوا حالة الفقر والعفة، بحثًا عن المطلق الكائن وراء المحسوس (ملاحظة: الإسلام لا يعترف بالرهبنة ومبادئها) وهم يسعون إلى إدراك حالة من الحرية الكاملة.." (27). ه - في 19 أغسطس 1985 تحدث، وصلى البابا يوحنا بولس الثاني مع 000ر80 شاب مسلم في الدار البيضاء بالمغرب " وعبَّرت الصلاة الختامية عن احترام الإله الواحد وعبادته في ألفاظ تستطيع الصلاة الإسلامية أن تشارك فيه" (28) {ملاحظة: أي أنها صلاة يهودية وليست مسيحية}. و - في 27 أكتوبر 1986م وبمناسبة السنة العالمية للسلام التي أعلنتها الأمم المتحدة صلى البابا يوحنا بولس الثاني مع 150 شخصًا يمثلون إثنى عشر تيارًا دينيًا مختلفًا في أسيزي (موطن فرنسيس الأسيزي) من أجل السلام، فصلى كل واحد بحسب عقيدته الخاصة، وإعتبر البابا إن الصلاة التي إشترك فيها كل هؤلاء كانت نابعة من الروح القدس الذي تكلم على فم جميع المؤمنين في جميع الأديان. ز - في سنة 1988م غيَّر الفاتيكان اسم " أمانة السر لغير المسيحيين " إلى " المجلس البابوي للحوار بين الأديان " مع الالتزام بإستكمال المسيرة. ح- في 7 ديسمبر 1990م وبعد مرور ربع قرن على المجمع الفاتيكاني الثاني دعى البابا من خلال رسالته العامة " رسالة الفادي " الكنيسة كلها إلى تجديد التزامها الإرسالي، وإنفتاحها على جميع الثقافات والأديان. ط- وفي سنة 1999م زار البابا يوحنا بولس الثاني أندونسيا وقدموا له القرآن فقبَّله. ى- يقول نيافة الأنبا بيشوي مطران دمياط وسكرتير المجمع المقدَّس " إن بابا روما يوحنا بولس الثاني وضع تمثال " بوذا " على المذبح في روما في الفاتيكان.. في الهند أخذ بابا روما علامة شيفا بواسطة كاهنة من كهنة شيفا، وهو في طريقه إلى صلاة القداس ومعه الكهنة والشمامسة وحوالي 300 ألف يصلون القداس في الهواء الطلق. لقد أخذ بركة الإله شيفا على جبهته بعد أن أخذ مسحة الميرون المقدَّس وهو طفل في فنلندا" (29). " مازالت شخصية الإنسان العظيم محمد بن عبد الله نبي الإسلام ورسول الحضارة العربية مازالت أكبر من اكتشاف جوانب عظمتها. أتجاسر وأنا المسيحي العربي أن أقترب في تهيب وفي خشوع من شخصية " الرسول العربي " لا أتمنى أن يظن بي أحد إني أتنكر لإيماني وعقيدتي، أو رد يلصق بي تهمة النفاق والعياذ بالله، والله سبحانه وتعالى فاحص القلوب والضمائر والذي لا تأخذه سنة من النوم، فكلماتي ليست إلاَّ دعوة إلى الحب والمودة والتفاهم وإقامة حوار إنساني رفيع بين الإنسان والإنسان المختلف عنه.. لم يسمع الشرق أو الغرب، الشمال أو الجنوب عن محمد إلاَّ حين دقت وفوده أبواب الشعوب والملوك لتعلن لهم، جاء دين جديد يقول إنه إمتداد وتكملة لمن سبقه. عقيدته أن محمد بن عبد الله بُعِث للناس نبيًا. يحمل دينًا جديدًا، ويحمل وحيًا مُنزلًا.. وأعتقد أن هذه الشخصية النبوية، لم تزل مجهولة شرقًا وغربًا بل لعلها لم تزل مجهولة لدى المسلمين أنفسهم. فكم بالأحرى عند غير المسلمين. محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) من أنت ياذا المهابة والجلال بالنسبة لي أنا المسيحي؟ من أنت يا صانع حضارة نقلت البشرية من عالم إلى عالم وأرست قواعد للدول وللشعوب؟ من أنت أيها الآتي من قلب الصحراء، من قلب الأمية والجهل؟ من القاع. من سقط الشعوب القديمة. من أسرة فقدت الوالد. من قبيلة عبدت المال والتجارة. من أنت يا إنسان؟؟ يا رجل؟؟ يا رسول؟؟ أمام " إنسانيتك " أمام رسالتك. أمام كتاب ربك الذي حملته. أمام تاريخك. أمام ذلك كله لا أجد حرجًا أو قلقًا أن أحني الرأس إجلالًا واحتراما. حبًا وإنبهارًا. لا يا سيدي لا ينكر فضلك وسموك إلاَّ جاحد أو جاهل. دعني يا سيدي في شهر رمضان أرفع إلى مقامك السامي حبًا وإكرامًا. لأنك إنسان. حملت كل سمو إنسانية الإنسان. لأنك رسول بُعثت لتنقل المجتمع من حال إلى حال. لأنك صاحب حضارة. لأنك قدوة للحكم. للمنتصر وللمنهزم. للقوي وللضعيف. لأنك إمام المؤمنين بالله الواحد وباليوم الأخير. سيدي نبي الإسلام. رسول الحضارة تقبَّل حبًا وإجلالًا من مسيحي في الشهر المبارك". إحتجت كنيستنا القبطية مع كنيسة أنطاكية بشدة على وثيقة تبرئة اليهود من دم المسيح: أ- في 24 يناير 1965 صدر قرار مشترك وقَّع عليه البابا كيرلس السادس، والبطريرك أغناطيوس الثالث جاء فيه: " وبخصوص البلبلة التي حدثت في الأيام الأخيرة حول تفسير حادثة صلب المسيح نتيجة مشروع القرار الذي بحثه أخيرًا مجمع الفاتيكان الثاني، نصرح بأنه قد سبق فأعلن كل منا منفردًا رأي كنيسته المقدَّسة في هذا المشروع وظروف ظهوره -واليوم- وإذ تم لقاؤنا معًا فإننا ننتهز هذه الفرصة لنؤكد عقيدتنا الأرثوذكسية المشتركة المبنية على ماجاء في الكتاب المقدَّس، وتقليد الكنيسة، وتفاسير الآباء من أن شعب اليهود هم الذين حكموا بصلب المخلص، وطلبوا تنفيذ الحكم بيد بيلاطس البنطي بحسب الكتب. وإن تأكيدنا لهذا الحدث التاريخي الهام في حياتنا لا يتعارض أبدًا والتعاليم المسيحية التي تنادي بالمحبة والإخاء والتسامح لجميع البشر مهما اختلفت أديانهم وعقائدهم وألوانهم وجنسهم وجنسياتهم ونأمر بنبذ التفرقة العنصرية والاضطهاد". ب - في 13 فبراير 1965 إنعقد المجمع المقدَّس لكنيستنا القبطية وقرّر مايلي: 1- يشهد الكتاب المقدَّس في وضوح أن اليهود صلبوا السيد المسيح له المجد، وتحملوا مسئولية صلبه حين أصرُّوا على ذلك بقولهم لبيلاطس البنطي " أصلبه أصلبه. دمه علينا وعلى أولادنا" (يو 13: 21 - مت 27: 25) وحكم عليهم معلمنا بطرس الرسول بقوله " هذا أخذتموه مُسلَّمًا بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق وبأيد أثمة صلبتموه وقتلتموه" (أع 2: 22) وقال لهم أيضًا " ولكن أنتم أنكرتم البار وطلبتم أن يوهب لكم رجل قاتل ورئيس الحياة قتلتموه" (أع 3: 14، 15) ووبخهم القديس أسطفانوس قائلًا " أي الأنبياء لم يضطهده آباؤكم وقد قتلوا الذين سبقوا فأنبأوا بمجئ البار الذي أنتم الآن صرتم مسلميه وقاتليه" (أع 6: 52). |
||||
04 - 07 - 2014, 03:14 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب عقيدة خلاص غير المؤمنين: بين الجذور والثمار
قرارا المجمع الفاتيكاني الثاني بشأن عقيدة خلاص غير المؤمنين والرد عليها
قرّر المجمع الفاتيكاني الثاني (1962 - 1965م) عقيدة خلاص غير المؤمنين، ويعتبر الأخوة الكاثوليك هذا المجمع المسكوني رقم 21 من عدد المجامع، فالمجمع الأول هو مجمع نيقية سنة 325م، والثاني مجمع القسطنطينية سنة 381م، والثالث أفسس سنة 431م، وهذه المجامع الثلاث تعترف بها كل الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية والبيزنطية (الروم الأرثوذكس) والمجمع الرابع هو خلقيدونية سنة 451م الذي حدث فيه الإنشقاق بين الغرب والشرق، والخامس القسطنطينية الثانية سنة 553م، والسادس القسطنطينية الثالث سنة 680 / 681م، والسابع نيقية الثاني سنة 787م وهذه المجامع الأربعة الأخيرة تعترف بها الكنيسة الكاثوليكية والبيزنطية، ولا تعترف بها الكنيسة الأرثوذكسية، وأخيرًا الأربعة عشر مجمعًا من الثامن وحتى الحادي والعشرين تعترف بهم الكنيسة الكاثوليكية فقط، ومنها خمس مجامع بإسم لاتيران، ومجمعين بإسم لاون، ومجمعين باسم الفاتيكان(35). وحضر المجمع الفاتيكاني الثاني 2400 أسقف كاثوليكي من أصل 2800 مدعو، مع بعض المراقبين من الكنائس الأخرى الأرثوذكسية والروم الأرثوذكس والإنجليكان والبروتستانت، فكان عددهم في بداية المجمع 31 وصلوا إلى 93 مراقب في نهاية المجمع، وبعض الخبراء اللاهوتيين لمساعدة اللجان في أعمالها وبعض المستمعين من العلمانيين وبعض الراهبات بدءًا من الدورة الثانية، وإفتتح هذا المجمع البابا يوحنا الثالث والعشرون رقم 260 في 11 أكتوبر 1962م وعيَّن له عشرة كرادلة كمجلس رئاسة يديرون الندوات، وأربعة كرادلة آخرون كمنشطين لإدارة الجلسات، وتم تعيين أمانة عامة تتكوَّن من أمين سر وخمسة مساعدين لتولي مسئولية التنظيم، والإقتراع كان يتم بنعم أو لا أو بطلب تعديل، وختم هذا المجمع الفاتيكاني الثاني البابا بولس السادس رقم 261 في 7 ديسمبر 1965م، وكان هدف المجمع هو الحفاظ على العقيدة المسيحية المقدَّسة مع تقديمها بصورة أوفر وأجدى، وعقد المجمع أربع دورات [الأولى: 12/10 - 28/12/1962م، والثانية: 29/9 - 4/12/1963م، والثالثة: 15/9 - 21/11/1964م، والرابعة: 14/9 - 7/12/1965م] وصدر عن المجمع أربعة دساتير، وتسعة مراسيم، وثلاث تصريحات منهم تصريح عن علاقة الكنيسة بالديانات غير المسيحية. كما تم تخصيص الفصل الثالث للإسلام، والفصل الرابع لليهود، وقد ناقش المجمع ليس الأمور الإيمانية فقط، إنما تطرق إلى الأمور الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمالية، وتحدث عن حقوق العمال وفترات الراحة الكافية لهم، وتمثيلهم في الإدارة وحقهم في تكوين النقابات، وحقهم في الإضراب.. وتطرق إلى موضوع النقد وتوظيف الأموال والملكية الفردية ومشاكل الإقطاع، والنمو الاقتصادي والاجتماعي، والنضال من أجل العدالة، وتشجيع النظام الرأسمالي وإغفال النظام الاشتراكي، ودور الأحزاب، ودور الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في حفظ السلام، والمعونات للدول النامية، ونظام التجارة العالمي، ومشكلة النمو السكاني.. إلخ. أ - "ووحدة شعب الله الجامعة (يقصد كل البشرية) هذه يسعى إليها بطرق شتى المؤمنون الكاثوليك، أو سائر المؤمنين بالمسيح، أو جميع الناس بوجه عام المدعوين بنعمة الله إلى الخلاص.. إن الخلاص هو في متناول جميع من هم من ذوي الإرادة الحسنة.. إن الأخوة المنفصلين عن الشركة التامة مع كرسي روما، وأولئك الذين ينتمون إلى الديانات غير المسيحية، هم أيضًا يملكون حقائق وعندهم كنوز.. وهناك أناس يتجهون صوب الله من نواحي شتى من بينهم ذلك الشعب (اليهودي) الذي قبِل المواعيد وأُعطى العهود والذي ظهر المسيح منه بحسب الجسد، وأيضًا أولئك (المسلمون) الذين يعترفون بالخالق ويؤمنون إيمان إبراهيم، ويعبدون الإله الواحد الذي سيدين البشر في اليوم الأخير، وأخيرًا يقول المجمع إن الكنيسة ليست بعيدة عن أولئك (الوثنيين) الذين يفتشون عن الله من وراء الصور والظلال ويجهلون بدون قصد إنجيل المسيح وكنيسته. فهؤلاء ليس الخلاص ببعيد عنهم، وهم يحاولون أن يتمموا مشيئة الله التي وضعها في ضمائرهم" (31). ب - " روابط الكنيسة مع غير المسيحيين: أما الذين لم يقبلوا الإنجيل بعد فإنهم متجهون نحو شعب الله بطرق مختلفة.. وأولهم ذلك الشعب (اليهودي) الذي أُعطى العهود والمواعيد وكان منه المسيح بحسب الجسد (رو 9: 4، 5) ذلك الشعب المختار المحبوب من أجل الآباء لأن مواهب الله ودعوته هي بلا ندامة (رو 11: 28، 29) وتدبير الخلاص يشمل أيضًا الذين يعترفون بالخالق وفي طليعتهم المسلمون الذين يعلنون تمسكهم بإيمان إبراهيم، ويعبدون معنا الإله الأوحد الرحيم الذين سيدين البشر في اليوم الأخير، أما الذين يتلمسون الإله المجهول من خلال الظلال والصور (أي الوثنيين) فالله عينه ليس ببعيد عنهم لأنه يعطي الجميع حياة ونفسًا وكل شيء (أع 17: 25 - 28) وبوصفه المخلص يريد أن جميع البشر يخلصون (1تي 2: 4) فالذين يجهلون بلا ذنب منهم إنجيل المسيح وكنيسته، ويبحثون عن الله بقلب مخلص، ويسعون بأعمالهم تحت تأثير النعمة إلى إتمام مشيئته الظاهرة لهم فيما يمليه عليهم ضميرهم، يستطيعون أن يصلوا إلى الخلاص الأبدي" (32). ج - " 1- تمهيد: في عصرنا الذي يتزايد فيه يومًا بعد يوم إتحاد الجنس البشري وتتوثق باطراد علاقات الشعوب، تمعن الكنيسة النظر فيما ينبغي أن تكون عليه علاقاتها بالأديان غير المسيحية، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. فالشعوب كلها جماعة واحدة أصلها واحد، أسكنها الله وجه الأرض كلها (أع 17: 26) تتجه نحو غاية واحدة قصوى هي الله، الذي يشمل الكل بعنايته وبآيات لطفه وتدابير الخلاص (حكمة 8: 1، أع 14: 17؛ رو 2: 6، 7؛ 1تي 2: 4) حتى يجتمع المختارون في المدينة المقدَّسة التي يضيئها مجد الله، وفي نوره تسلك الشعوب جميعا (رؤ 21: 23).. 2- الديانات غير المسيحية: منذ أقدم العصور حتى يومنا، وعند كل الشعوب وُجِد بعض من إدراك حول القوة الخفية التي تتصل بأحداث الحياة الإنسانية، وقد يصل الإدراك أحيانًا إلى معرفة الكائن الأعظم -أو الآب. ففي الهنوكية (الهندوسية) يجتهد الناس لسبراغوار السر الإلهي، معبّرين عن ذلك بفيض من الخيار والرموز والأفكار الفلسفية، فالناس تتوق إلى التحرر من واقع الحياة حيث الخوف والقلق حينًا بالإعتزال في أنماط الزهد والتجرد وحينًا بالغوص في التأمل العميق، أو باستسلام لله في حب وثقة. والبوذية في صيغها المتعددة تعترف بنقص جوهري يشوف كيان عالمنا المتغير وترسم طريقًا ليسير عليه الناس بقلب ملؤه التقي والثقة للوصول إلى تحرر كامل أو بلوغ ذروة الإشراق السامي بجهد شخصي أو بعون من فوق . والكنيسة الكاثوليكية لا تنبذ شيئًا مما هو حق ومقدَّس في هذه الديانات.. من أجل ذلك تحرّض الكنيسة أبناءها على قبول القيم الروحيَّة والأدبيَّة والاجتماعية والثقافية التي توجد لدى أتباع الديانات الأخرى والمحافظة عليها وإنمائها، وذلك بالحوار والتعاون بكل فطنة مع الشهادة للإيمان والحياة المسيحية. 3- الدين الإسلامي: تنظر الكنيسة بتقدير إلى المسلمين الذين يعبدون الله الواحد الحي القيوم الرحمن القدير فاطر السموات والأرض.. أنهم يجتهدون في التسليم بكل نفوسهم لأحكام الله وإن خُفيت مقاصده، كما سلم الله إبراهيم الذي يفخر الدين الإسلامي بالإنتساب إليه، ورغم أنهم لا يعترفون بيسوع إلهًا فإنهم يكرمونه نبيًا ويكرمون أمه العذراء مريم ويذكرونها في خشوع. 4- الدين اليهودي: فكنيسة المسيح تعترف بأن باكورة إيمانها ودعوتها لسر الخلاص الإلهي تمتد إلى الآباء وإلى موسى والأنبياء، وبأن جميع أتباع المسيح هم أبناء إبراهيم بحسب الإيمان (غل 3: 7) وقد شملتهم دعوته" (33). د - يقولون إن سر الفصح (موت المسيح) "لا يقتصر فقط على المؤمنين بالمسيح، بل يشمل أيضًا جميع ذوي الإرادة الصالحة التي تعمل النعمة في خفاء قلوبهم.. أن المسيح قد مات للجميع (رو 8: 32).. فعلينا أن نعي أن الروح القدس يقدم للجميع بطريقة يعلمها الله وسيلة الاشتراك في سر الفصح" |
||||
04 - 07 - 2014, 03:16 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب عقيدة خلاص غير المؤمنين: بين الجذور والثمار
الرد على قرارات المجمع الفاتيكاني الثاني بشأن عقيدة خلاص غير المؤمنين 1- دعونا نعيد قراءة بعض عبارات المجمع الصعبة: أ - "الخلاص هو في متناول جميع من هم من ذوي الإرادة الحسنة " 2- كيف نوفق بين هذه العبارات وبين الآيات الصريحة التي تشترط ضرورة الإيمان بالمسيح لنوال الخلاص " الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله" (يو 3: 36).. مَن من الديانات الأخرى يؤمن بابن الله الأقنوم الثاني في الثالوث القدوس الذي تجسد ومات وقام وصعد إلى السموات من أجل خلاصنا؟ وكيف نوفق بين هذه العبارات وضرورة المعمودية " إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو 3: 5). وكيف نوفق بين هذه العبارات وضرورة التناول من جسد الرب ودمه " إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم" (يو 6: 53). وإن كان الجميع سيخلصون فما الداعي للكرازة، وتعب الآباء الرسل..؟! يا خسارة تعبك يا بولس الرسول أنت وبقية الرسل الأطهار، وصفوف الكارزين في كل زمان ومكان!! وما الضرورة لإستشهاد الملايين الذين رفضوا العبادات الغريبة، مادامت هذه العبادات تعدُّ طريقًا للملكوت؟!! أ - على جبل الشريعة في الوقت الذي أعلن فيه الله عن ذاته أنه إله رحيم ورؤوف بطئ الغضب وكثير الإحسان. جاءت وصيته إلى موسى حاسمة وقاطعة " أحترز من أن تقطع عهدًا مع سكان الأرض التي أنت آتٍ إليها لئلا يصيروا فخًا في وسطك.. إحترز أن تقطع عهدًا مع سكان الأرض فيزنون وراء آلهتهم ويذبحون لآلهتهم فتُدعى وتأكل من ذبيحتهم. وتأخذ من بناتهم لبنيك. فتزني ببناتهم وراء آلهتهن ويجعلن بنيك يزنون وراء آلهتهنَّ" (خر 34: 6 - 16).. فأين نذهب من أقوال الكتاب التي تظهر فساد عبادة الأوثان؟! ب - عندما عبد بنو إسرائيل العجل الذهبي " وقف موسى على باب المحلة. وقال: من للرب فإليَّ، فاجتمع إليه جميع بني لاوي. فقال لهم: هكذا قال الرب إله إسرائيل ضعوا كل واحد سيفه على فخذه ومرُّوا وارجعوا من بابٍ إلى بابٍ في المحلة، واقتلوا كل واحد أخاه وكل واحد صاحبه وكل واحد قريبه. ففعل بنو لاوي بحسب قول موسى، ووقع من الشعب في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف رجل" (خر 32: 26 - 28).. فإن كان الإسرائيليون يلمسون الله من خلال العجل، فلماذا أمر الله بقتلهم؟!! ج - وصية الرب لشعبه " لا تصنعوا لكم أوثانًا ولا تقيموا لكم تمثالًا منحوتًا أو نصبًا ولا تجعلوا في أرضكم حجرًا مصوَّرًا لتسجدوا له. لأني أنا الرب إلهكم.. وإن كنتم لا تسمعون لي بل سلكتم معي بالخلاف. فأنا أسلك معكم بالخلاف ساخطًا وأُودبكم أضعاف حسب خطاياكم. فتأكلون لحم بنيكم. ولحم بناتكم تأكلون. وأخرب مرتفعاتكم وأقطع شمساتكم وألقي جثثكم على جثث أصنامكم وترذلكم نفسي.." (لا 26: 1، 27 - 33).. فلو كان في الوثنية طريقًا للخلاص، فلماذا كل هذه العقوبات؟!! د - وصية الرب بإبادة عبادة الأوثان " فتطردون كل سكان الأرض من أمامكم وتمحون جميع تصاويرهم وتبيدون كل أصنامهم المسبوكة وتخربون جميع مرتفعاتهم" (عد 33: 52) " تخربون جميع الأماكن حيث عبدت الأمم التي ترثونها آلهتها على الجبال الشامخة وعلى التلال وتحت كل شجرة خضراء. وتهدمون مذابحهم وتكسرون أنصابهم وتحرقون سواريهم بالنار وتقطعون تماثيلهم آلهتهم وتمحون إسمهم من ذلك المكان" (تث 12: 2، 3).. لو كان الوثنيون سيخلصون من خلال الصور والظلال، فلماذا أمر الله بطردهم وحرق وسحق وقطع معبوداتهم من تماثيل وأنصاب؟!! ه - " يخزى كل عابدي تمثال منحوت المفتخرين بالأصنام" (مز 97: 7). و - قال المرنم عن بني إسرائيل " اختلطوا بالأمم وتعلموا أعمالهم. وعبدوا أصنامهم فصارت لهم شركًا.. وتنجسوا بأعمالهم وزنوا بأفعالهم فحمى غضب الرب على شعبه وكره ميراثه" (مز 106: 19 - 21، 35: 39).. عجبًا كيف تصير الأصنام التي هي مصيدة شيطانية طريقًا للخلاص؟!! ز- " الكلمة التي صارت إلى أرميا. أنتم رأيتم كل الشر الذي جلبته على أورشليم وعلى كل مدن يهوذا فها هي خربة هذا اليوم وليس فيها ساكن. من أجل شرهم الذي فعلوه ليغيظوني إذ ذهبوا ليبخّروا ويعبدوا آلهة أخرى.. فلم يسمعوا ولا أمالوا أذانهم ليرجعوا عن شرهم فلا يبخّروا لآلهة أخرى فإنسكب غيظي وغضبي وإشتعلا في مدن يهوذا وفي شوارع أورشليم فصارت خربة مقفرة كهذا اليوم" (أر 44: 1 - 6).. فلو إن جميع العبادات تؤدي للخلاص كما إن كل الطرق تؤدي إلى روما، فلماذا إغتاظ الله وسكب غيظه على شعبه وإقتلعهم من الأرض التي أعطاهم إياها ليسكنوها فشتتهم في الأمم؟!! ح - " لا تضلوا لا زناة ولا عبدَّة أوثان.. يرثون ملكوت الله" (1كو 6: 9، 10).. هل هذه الوصية واضحة؟ هل هي صادقة؟! فلماذا نجتهد فيما فيه نصوص واضحة وصريحة وحاسمة وقاطعة؟!! ط - " وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان.. لذلك أخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب ولا تمسوا نجسًا فاقبلكم" (2كو 6: 16). ى - " وأعمال الجسد ظاهرة التي هي زنى عهارة نجاسة دعارة عبادة الأوثان سحر.. إن الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت السموات" (غل 5: 21). ك - " أيها الأولاد أحفظوا أنفسكم من الأصنام" (1يو 5: 21). ل - " وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدَّة الأوثان وجميع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت الذي هو الموت الثاني" (رو 21: 8). ومن قصص الآلهة الهندوسية أن الإلهة "يرفانا" أحبت الإله "شيفا" إله القحط والدمار، فأرسلت إليه إله الحب ليضربه بسهم الحب، ولكن شيفا إغتاظ من إله الحب وأحرقه، فحزنت "يرفانا" وأخذت تبكي، وارتدت ثياب راهبة ناسكة وعاشت في الجبل المجاور لشيفا، الذي عندما رآها سقط في حبها وتزوجها، وأنجب منها "جنيشا" وأخيه. ثم أوصت يرفانا ابنها جنيشا أن يقف على باب حجرتها، ولا يسمح لأحد بالدخول إليها، وعندما جاء أبوه "شيفا" منعه "جنيشا"، فغضب عليه أبوه "شيفا" وأحرق رأسه فمات، فحزنت يرفانا على ابنها وخاصمت "شيفا"، ولكيما يصالحها "شيفا" أرسل خدامه ليحضروا له رأس كائن متجه للشمال، فوجدوا فيل إندرا، فقطعوا رأسه وأحضروها للإله شيفا الذي وضعها على جسد ابنه وأعاده للحياة، وقام بتعيينه إله للحظ والحكمة.. هذه هي آلهة الأمم |
||||
04 - 07 - 2014, 03:20 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب عقيدة خلاص غير المؤمنين: بين الجذور والثمار
تفنيد الحجج والأسانيد التي اعتمد عليها أصحاب عقيدة خلاص غير المؤمنين
نستعرض في هذا الفصل أهم الحجج والأسانيد التي حاول الأخوة الكاثوليك الاعتماد عليها في إقرار عقيدة خلاص غير المؤمنين، والتي تتمثل في الآتي: 1- الخصوصية والشمولية. 1- الخصوصية والشمولية: يقولون أن الخصوصية تمثل اختيار الله لشعب معين هو الشعب اليهودي. ولكن ليس معنى الخصوصية التفرد، فالشعب اليهودي ليس هو الشعب الفريد، لأن الله اختار كل الشعوب، وهذه هي الشمولية، فيقول الأب لاسلو صابو اليسوعي" فالمفروض في المختار تبعًا للكتاب المقدس أن يعرف أنه ليس فريدًا وأن اختياره نفسه يضعه في علاقة بالشمولية " يتبارك فيك جميع عشائر الأرض" (تك 12: 3).. علماء الشريعة قد لاحظوا وجود عهود متنوعة: عهد نوح (الذي يشمل الشعوب جميعًا) وعهد إبراهيم (الموجه إلى المؤمنين كافة) وعهد موسى (الذي قام مع العبرانيين).. وفي الواقع ثمة "عهد" وحيد يقوم بين الله والبشرية جمعاء" (35). توضيح: أ - الله نور والخطية ظلمة، فلن يلتقيا قط، ولن يقبل الله الخطية على الإطلاق، ومَن من الناس بلا خطية جدية أو فعلية..؟ أشر الخطايا عبادة الأوثان، فكل آلهة الأمم شياطين، ووراء على وثن شيطان. توضيح: أ - سفر يونان يعلن لنا دعوة الله الموجهة لجميع الشعوب، ويكشف عن قلب الله المفعم بالحب للكل.. سبق فقبل راحاب الأمميَّة، وراعوث الموابيَّة.. ب - أرسل الله يونان إلى نينوى لتتوب عن شرها، وأشر ما في نينوى عبادتها الوثنية، فقد إرتبطت العبادة الوثنية بالإنحطاط الخلقي مثل الزنا والعهارة وسفك الدماء وتقديم الذبائح البشرية. ج - شهد يونان أمام ركاب السفينة للرب الواحد الخالق " إني عبراني وأنا خائف من الرب إله السماء الذي صنع البحر والبر. فخاف الرجال خوفًا عظيمًا" (يون 1: 9) " فخاف الرجال من الرب خوفًا عظيمًا وذبحوا ذبيحة للرب (الإله الحقيقي) ونذروا نذورًا" (يون 1: 16). د - عندما أبصر أهل نينوى يونان خارجًا من فم الحوت لابد أنهم سألوه عن قصته..؟ وعمن أرسله إليهم..؟ ولماذا؟ ولابد أن يونان أجابهم على كل تساؤلاتهم، وكانت النتيجة " فآمن أهل نينوى بالله (إله يونان الحي) ونادوا بصوم ولبسوا مسوحًا.." (يون 3: 5).. من هو الله (معرف الألف واللام) الذي آمن به أهل نينوى غير إله يونان ؟! توضيح: أ - التقدمة التي تحدث عنها الله في سفر ملاخي إشارة للعبادة المسيحية التي ستنتشر في كل مكان. ب - التقدمة ستقدم لله الحقيقي " لاسمي " وليس لوثن، وهي " تقدمة طاهرة " لأنها تقدم لله الطاهر وليس للشياطين الأنجاس. توضيح: أ - إن كانت " لا تعتبر سدوم مدينة وثنية"..!! هل هي مدينة مؤمنة بالله، وتسلك حسب وصاياه؟!. ب - لو كانت مجرد مدينة "معارضة لشعب العهد"، أو "مفصولة عن الأرض التي باركها يهوه".. فلماذا أهلكها الله بنار وكبريت..؟! من خلُص من هذه المدينة..؟! ألم يهلك الجميع باستثناء لوط وابنتيه؟!! توضيح: أ - هذا التساؤل في منتهى الخطورة لأنه يعني أحد أمرين: الأول: أن يهوه ليس هو الإله الحقيقي الوحيد، بل توجد آلهة أخرى حقيقية، وهذا ما نستبعده عن فكر إنسان مسيحي مُوحّد بالله ولا يشرك به أحدًا. الثاني: أن يهوه هو الإله الوحيد الذي يعبده شعب إسرائيل الصغير، وأيضًا تعبده كل الشعوب الأخرى في مصر وأشور وبابل، أي إن هذه الشعوب تعبد الله في صورة الآلهة الوثنية، وبالتالي فإن الإنسان يخلص وهو يعبد الأوثان بشرط أن تكون إرادته صالحة فقط.. وهذا ما قصده غالبًا الأب لاسلو صابو، وهو بالطبع أمر مرفوض. ب- قال الرب يسوع " ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة. وقليلون هم الذين يجدونه" (مت 7: 14) وعندما سأل واحد " أقليل هم الذين يخلصون؟ فقال لهم إجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق فإني أقول لكم أن كثيرون سيطلبون أن يدخلوا ولا يقدرون" ((لو 13: 23، 25) وبطرس الرسول يقول "الذي فيه خلص قليلون أي ثماني أنفس بالماء" (1بط 3: 20). ج - وصلت البشرية بالخطية إلى مرحلة الحضيض والهلاك، فتَّتدرج الله معها خطوة خطوة.. الخطوة الأولى: عصر الآباء (الناموس الطبيعي) ويقوم الضمير بدور المرشد لله.. الخطوة الثانية: عصر الناموس حيث اختار الله شعبًا صغيرًا، ولكن لم يمنع أحدًا من الشعوب المحيطة التي سمعت بمعجزات وعجائب الله وسط شعبه من الانضمام لهذا الشعب لتنال الخلاص.. الخطوة الثالثة: بعد التجسد والفداء أرسل الرب يسوع رسله للعالم كله " أذهبوا إلى العالم أجمع وأكرزوا للخليقة كلها. من آمن واعتمد خلص. ومن لا يؤمن يدن" (مر 16: 15، 16) وهنا واضح وضوح الشمس ضرورة الإيمان والمعمودية لنوال الخلاص. أ- يوستينوس: قال إن الله أرسل الأنبياء للكل " إن أنبياء العهد القديم لم يتنبأوا للشعب اليهودي فقط، بل إن أقوالهم كانت موجهة إلى جميع البشر"، وقال أيضًا " إن أجزاء الحقيقة الصغيرة عند الفلاسفة وصلت إليهم بفضل الإقتباسات التي أخذوها من الكتَّاب الملهمين". تعليق: هذا أمر صحيح لأن يوستين جعل الكتاب المقدَّس وأنبياء العهد القديم هم المرجع الوحيد، والعناية الإلهيَّة وجهت نظر الشعوب الوثنية لإله إسرائيل، وهي توجه الآن نظر جميع الشعوب للسيد المسيح لأنه " ليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أُعطى بين الناس به ينبغي أن نخلص" (أع 4: 12). ب - أكليمنضس: قال "إن الله كما أنه أقام أنبياء عند اليهود، أقام عند اليونانيين أنبياء آخرين يتكلمون لغتهم ويُعدُّونهم لتلقي الوحي في يسوع المسيح". تعليق: يمكن قبول هذا الأمر إن كان القصد أن بعض الفلاسفة الوثنيين نادوا بأنه لا أمل في خلاص الإنسان إلا إذا نزل الإله من سماه كما قال " أسكليوس " الشاعر الأغريقي في قصيدته برومثيوس المقيَّد " لا تنتظروا خيرًا لهذا العالم ما لم ينزل إلى أرضنا شخص رفيع عجيب يحمل عن البشرية آلامها وآثامها"..عجبًا لأسكليوس الذي يوجه الأنظار للمسيح حامل خطايانا وآثامنا، بينما يدعي البعض إمكانية الخلاص بدون المسيح. أما إن كان القصد من قول إكليمنضس أن الله أقام أنبياء من الوثنيين ينادون بأقوال الله فإن هذا الأمر مرفوض تمامًا. وقال إكليمنضس أيضًا " إن الله أعطانا العهد الجديد، أما عهد اليونانيين واليهود فهما العهدان القديمان.. إن الإله الواحد هو الذي أعطى العهدين، والذي أعطى اليونانيين الفلسفة اليونانية التي بفضلها يُمجَد القدير عند اليونانيين. فبالتربية اليونانية وبتربية الشريعة ليس هناك إلاَّ شعب واحد". تعليق: قد يكون المقصود إن الله أشرق بقبس من نوره على بعض الفلاسفة اليونانيين، وبهذا القبس اكتشفوا أنه لا خلاص للبشرية إلاَّ عن طريق التجسد الإلهي، ولكن أحدًا لن يقبل قط أن الفلسفة اليونانية تعتبر طريقًا للخلاص بدون المسيح لأنه " ليس بأحد غير الخلاص". ج - أوريجانوس: في حديثه عن العراف الوثني بلعام يقول إن الله في رغبته أن يخلص جميع البشر يتكيَّف مع العقلية الوثنية. توضيح: العقيدة تبنى على آيات الكتاب المقدَّس وروحه، ولا تبنى عقيدة على أية واحدة، فكم وكم إذًا بنينا عقيدة ما على بعض أقوال الأباء..؟!! لا يوجد إنسان معصوم من الخطأ.. لقد نادى أوريجانوس بخلاص الشيطان، وقال إن الشيطان سيخلص، بل وسيصير على شكل الله.. فهل نستكثر عليه أن يقول بخلاص الوثنيين؟! وإننا نشكر الأب جوزيف بُوحَجَر لأمانته لأنه أورد بعض أقوال الآباء الآخرين الذين يؤكدون على إستحالة الخلاص خارج الكنيسة مثلما قال ترتليانوس " فأي شركة بين أثينا وأورشليم، بين المجمع والكنيسة، بين الهراطقة والمسيحيين؟ إن تعليمنا آتٍ من الرواق ولكن من رواق سليمان " وقال أيضًا " الشيطان عمل على تقليد الألوهة، فوراء كل وثن يستتر شيطان". ويؤكد الأب فاضل سيداروس اليسوعي قائلًا " فالذين كانوا يظنون أنهم من أهل الخلاص أي المؤمنين بيسوع المسيح والمعمَّدون والمنتمون إلى الكنيسة سوف يفاجأون أنهم ليسوا أهلًا للملكوت، وأما الذين كان المؤمنون يستبعدونهم عن الملكوت -أي غير المؤمنين غير المعمَّدين وغير المنتمين إلى الكنيسة- فأولئك سوف يتنعمون بالملكوت.. وتطبيقًا لذلك كله صرح أباء المجمع الفاتيكاني الثاني فهم الكنيسة لخلاص غير المعَّمدين بعبارات تستحق العودة إليها {.. أما الذين لم يقبلوا الإنجيل بعد، فأنهم متجهون نحو شعب الله بطرق مختلفة} (الدستور العقائدي في الكنيسة رقم 16)" (38). توضيح: أ- القول بأن الوثنيين سيحاكمون شعب الله = القول بأن الشيطان سيحكم بواسطة أتباعه على أبناء الله، وهذا أمر لا يقبله العقل. ب - أهل نينوى الذي قال عنهم السيد المسيح " رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه. لأنهم تابوا بمناداة يونان. وهوذا أعظم من يونان ههنا" (مت 12: 41) تابوا = ترك عبادة الأوثان.. ولو كان رجال يونان قد عادوا إلى عبادة الأوثان ما كان لهم خلاص، وما ذكرهم السيد المسيح في العهد الجديد، ولكن لأن أهل نينوى تركوا عبادة الأوثان لذلك فهم سيحكمون على اليهود الذين رفضوا المسيح. ج- من هم في الخارج لن يحكموا على من هم في الداخل.. الذين في الخارج سيظلون في الخارج.. إنسان يحمل خطيته، ومن أجل ذلك طُرح في الخارج، فكيف يتحول إلى قديس يحكم على القديسين؟! د- القول بأن الدينونة ستتم على أساس الأعمال دون الإيمان.. قول لا ديني..مغالطة لاهوتية.. فمعنى هذا القول أنه لا قيمة للتجسد ولا للفداء.. نظرة ياحبيبي للجنب المطعون أو لأكليل الشوك أو لجراحات المسيح أو لعريه تجعل الإنسان يفوق للحقيقة، إنه لا خلاص قط بدون الإيمان بدم الحمل. يقول الأب عزيز الحلاق " لا أحد يمكنه التبجح بحيازة كلية الحقيقة، فلا تلاقي حقيقيًا مع الآخر دون الإقرار بإمكانية الإغتناء منه.. هل هنالك خلاص خارج حدود المسيحية، وهل تقود الأديان الأخرى أتباعها نحو الخلاص..؟ إن ذهنية القرون الوسطى كانت تقسم المجتمعات والناس على أساس ديني، وكان كلٍ يدَّعي أن إيمانه هو الإيمان الصحيح، ودينه هو الدين الحق بينما يقبع الآخرون في ضلال مبين.. ولكن مع إطلالة القرن السادس عشر إنفتح الأفق على قارات وأقوام لم تكن معروفة من قبل، مما طرح مجدَّدًا وبإلحاح على الفكر اللاهوتي في قضية التعددية الدينية في العالم ومسألة خلاص غير المسيحيين، كما إن إحتكاك المرسلين بمجتمعات لها تراث ديني عريق جعلهم يكتشفون قيَّمًا روحيَّة لا يرقى لها الشك.. ولكن العقبة الكاداء التي تعطل كل حوار هو إدعاء إحتكار الحقيقية الإلهية وتكفير الآخرين" (39). توضيح: أ- هل المسيحية ينقصها شيء روحي أو أخلاقي تحتاج أن تستكمله من البوذية أو الهندوسية أو غيرهما؟! وهل المسيح فصار فقيرًا، وعروسه (الكنيسة) صارت فقيرة، فذهب أبنائها يلتمسون الغنى من عبَّاد الأصنام؟!. ب - هل يعتبر الأب عزيز القول بأن المسيحية تمتلك الحقيقة المطلقة لأنها تمتلك المسيح الإله المتجسد نوعًا من التبجيح..؟ ولو إن المسيحية لا تمتلك كل الحقيقية فقل لي: أين تجد عقيدة الثالوث القدوس..؟! أين تجد عقيدة التجسد والفداء..؟! أين تجد عقيدة الحياة الأبدية..؟! إلخ. يقول الأب فاضل سيداروس إن هناك تناقضًا ظاهريًا لأن الكتاب المقدَّس يؤكد على ضرورة الإيمان وضرورة المعمودية ويؤكد أيضًا على قصد الله في خلاص جميع البشر. الحل في نظرهم: إن الإيمان والمعمودية ضروريان لخلاص الذين يعلمون ولذلك قال المجمع الفاتيكاني "لا يستطيع أن يخلص أولئك الذين يعلمون أن الكنيسة الكاثوليكية قد أسَّسها الله بواسطة المسيح كضرورة، وبالرغم من ذلك يرفضون دخولها أو البقاء فيها " فعدم الخلاص مرتبط بالرفض مع العلم. وقال أيضًا إن 3/4 البشرية لم تصلها الكرازة.. فهل سيهلكون.. كلا.. لأن كلام المسيح بضرورة الإيمان، والمعمودية عبارة عن صيغة أدبية ولكن ليس حكم بالدينونة الفعلية.. كلامه من باب الحث والتحذير وليس من باب الحكم والقضاء، لأنه يريد خلاص كل البشر. توضيح: أ- كلام الإنجيل واضح وصريح وقاطع وحاسم: - ضرورة الإيمان: "من له الابن فله الحياة ومن ليس له ابن الله فليست له حياة" (1يو 5: 12) وقال المعمدان " الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية والذي لايؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله" (يو 3: 36) وقال الرب يسوع " الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية" (يو 6: 47). - ضرورة المعمودية: "من آمن واعتمد خلص. ومن لا يؤمن يدن" (مر 16: 16).. "الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو 3: 5) هذه حقائق وليست مجرد صيغة أدبية هدفها الحث والتحذير.. فهل بعد هذا يقول أحد..كلاَّ يا رب كلاَّ.. كيف يهلك كل هؤلاء..؟! بل وأقول لكم أنه ليس جميع المسيحيين سيخلصون. ب - هذه لعبة الشيطان على وتر مراحم الله اللانهائية.. من المفروض أن مراحم الله تقودنا للتوبة.. الله لم يشفق على العالم أيام نوح.. لم يشفق على سدوم وعمورة. لم يشفق على أبنه بل بذله من أجلنا. ج- يصف الإنجيل حالتنا قبل معرفة المسيح فيقول "وأنتم إذ كنتم أمواتًا بالذنوب والخطايا" (أف 2: 1) "وكُنَّا بالطبيعة أبناء الغضب" (أف 2: 3).. " أنتم الأمم.. كنتم في ذلك الوقت بدون مسيح أجنبيين عن رعوية إسرائيل وغرباء عن عهود الموعد لا رجاء لكم وبلا إله في العالم.. " (أف 2: 11، 12) وهذه هي حالة كل إنسان بعيد عن شمس البر بسبب الخطية.. فكيف تلتقي الظلمة مع النور..؟ قال حبقوق النبي " عيناك أطهر من أن تنظرا الشر" (حب 1: 13). د - 3/4 البشرية لا يؤمنون، ومع هذا فإن الله لا يترك نفسه بلا شاهد.. الكون كتاب مفتوح.. الله مستعد أن يرسل ملاكًا لمن لديه استعداد لقبول الخلاص. ه- عندما تسأل الأخوة الكاثوليك: كيف يخلص الإنسان غير المسيحي بعيدًا عن الإيمان والمعمودية والإنتماء للكنيسة؟ يقولون: يخلص الإنسان حسب شريعته وحسب ضميره " الوثنيون الذين بلا شريعة إذا عملوا بالفطرة ما تأمر به الشريعة كانوا شريعة لأنفسهم. مع أنهم بلا شريعة. فيدلون على إن ما تأمر به الشريعة من الأعمال مكتوب في قلوبهم وتشهد له ضمائرهم وأفكارهم" (رو 2: 13 - 16). " الذين ليس عندهم ناموس. هم ناموس لأنفسهم" (رو 2: 14) ويقولون إن الذين يعيشون في الأديان الأخرى يمثلون المستوى الطبيعي. أما المسيحيون فإنهم يمثلون المستوى الفائق للطبيعة، وهؤلاء الروح القدس يسكن فيهم. أما الآخرون فإن الروح القدس يعمل فيهم، وسيخلصون، ولذلك عندما سُئِل يسوع المسيح " من يقدر أن يخلُص " أجاب بوضوح " إن غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله" (مر 10: 27) فهو القادر أن يخلص الجميع حتى إن لم يؤمنوا ولم يعتمدوا ولم ينتموا للكنيسة. توضيح: لقد تغافل الأخوة الكاثوليك أن شرائع الوثنيين فاسدة، وعبادتهم مرذولة(33).. البعض الآخر شرائعهم تحض على القتل وسفك الدماء تحت اسم الغزوات والفتوحات ونشر الدين.. وكذلك السلب والسرقة تحت اسم الغنائم.. ويحلّلون الزنا تحت اسم زواج المتعة.. ويشجعون أتباعهم على الكذب والإنكار وقت الإحساس بالخطر.. فهل الله سيحاسب هؤلاء وأولئك حسب شرائعهم الفاسدة هذه؟ وإن كان الحساب حسب ضمائرهم.. فما بالك بالضمائر التي تصفى عن البعوض وتبلع الجمل؟! ما بالك بالإرهابيين الذين يقتلون ويسرقون وينهبون وينامون فرحين كأنهم أرضوا إلههم ؟.. ولو سار الله على هذا المنوال.. تُرى كيف ستكون صورة الملكوت؟!! يا أحبائي لو افترضنا أن الله فتح الملكوت على مصراعيه، فإن الخطاة لن يجدوا راحتهم فيه.. إنسان يحضر القداس لمدة دقائق يقول أنا مخنوق.. هل مثلًا يصلح للكهنوت؟!! والقول بأن الناس سيخلصون بغض النظر عن الإيمان والمعمودية لا تستنده أية واحدة، بينما عشرات الآيات تشجب هذا الرأي.. قد يكون المجمع الفاتيكاني نجح في إراحة ضمائر البعض، ولكنه فشل في كسب نفس واحدة للمسيح. ولو كان عبدَّة الأوثان سيخلصون فلماذا حكم عليهم الأنبياء، وأعلنوا غضب الله عليهم مرارًا وتكرارًا؟! توضيح: أ- قال بطرس هذا القول في بيت كرنيليوس لكيما يوضح أن الله ليس عنده محاباه.. هو رسم طريقًا للخلاص ومن يريد أن يقبل فليقبل.. ورغم إن بطرس الرسول قال هذا لكنه بشر كرنيليوس ببشارة الخلاص وعمَّده هو وأهل بيته. ب - وكما إن الله أعطى الفرصة لليهود للإيمان بالمسيح، هكذا فتح هذه الفرصة أيضًا للأمم. ج- قل لي يا هذا.. كيف يستطيع الإنسان أن يتقي الله ويعيش حياة التقوى بعيدًا عن المسيح؟ وكيف يقدر الإنسان أن يتبرر بدون المسيح؟ " فآمن إبراهيم بالله فحسب له برًا" (رو 4: 3) " فإذ قد تبرَّرنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رو 5: 21). د - لو كان الخلاص ممكن بدون الإيمان والمعمودية فما الداعي أن الله يرسل ملاكًا، وبطرس الرسول لكرنيليوس؟ ولماذا أرسل شاول إلى حنانيا؟ وقال المجمع الفاتيكاني الثاني " أما الذين يتلمسون الإله المجهول من خلال الظلال والصور. فالله عينه ليس ببعيد عنهم لأنه يعطي الجميع حياة ونفسًا وكل شيء". توضيح: أ - عندما دخل بولس الرسول مدينة أثينا كان هدفه الأول والأخير هو نشر نور المسيح وسط ظلمة الوثنية، وإذ أراد أن يكسبهم للمسيح لفت نظرهم للإله المجهول الذي يتقونه وهم يجهلونه، وجعل هذا مدخلًا لكرازته لهم بالمسيح، وقد أشاد بتدينهم، فبالرغم من أنه تدين باطل لكنه يخفي ورائه رغبة في معرفة الإله الحقيقي. ب - المذبح المجهول الذي تحدث عنه بولس الرسول لم يكن يحوي داخله جسمًا ولا وثنًا ولا صورة ما. ج- أوضح لهم بولس الرسول الفروق الجوهرية بين الإله الحقيقي وغيره من الآلهة الكاذبة: - فالإله الحقيقي هو "الإله الذي خلق العالم وكل ما فيه" (أع 17: 24). أما الآلهة الأخرى فلا قدرة لها على خلق أي شيء. - والإله الحقيقي "هو رب السماء والأرض" (أع 17: 24) أما الآلهة الأخرى فليس لها سلطان على شيء. - والإله الحقيقي "لا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي" (أع 17: 24) أما الآلهة الأخرى فإن الإنسان يصنعها ويضعها في الهياكل. - والإله الحقيقي "لا يُخدَم بأيادي الناس كأنه محتاج إلى شئ" (أع 17: 25) أما الآلهة الأخرى فهي صنعة الإنسان وتعجز عن إزاحة الأتربة المتراكمة عليها. - والإله الحقيقي "هو يعطي الجميع حياة ونفسًا وكل شئ" (أع 17: 25) أما الآلهة الأخرى فهي فاقدة الحياة والحس. - والإله الحقيقي هو الذي "به نحيا ونتحرك ونُوجد" (أع 17: 28) أما الآلهة الأخرى فهي عاجزة عن الحركة ولا حياة فيها. - والإله الحقيقي فوق الأوصاف والتصورات البشرية "لا ينبغي أن نظن أن اللاهوت شبيه بذهب أو فضة أو حجر نقش صناعة وإختراع إنسان" (أع 17: 29). د - أفصح بولس الرسول عن هدفه الأول والأخير وهو إن "الله الذي يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا متغاضيًا عن أزمنة الجهل" (أع 17: 30).. ه- لم يرَ بولس الرسول في هذه العبادة الوثنية أي طريق لمعرفة الله وللخلاص، ولذلك نجده في نفس الإصحاح تحتد روحه داخله من أجل كثرة الأصنام "وبينما بولس ينتظرهما (سيلا وتيموثاوس) في أثينا إحتدت روحه فيه إذ رأى المدينة مملؤة أصنامًا" (أع 17: 16) فلو كان بالأصنام خلاصًا وطريقًا للملكوت فعلام تحتد روح الكاروز العظيم؟! و- ربط بولس الرسول بين عبادة الأصنام وعبادة الشياطين فقال "إن ما يذبحه الأمم فإنما يذبحونه للشياطين لا لله. فلست أريد أن تكونوا أنتم شركاء الشياطين. لا تقدرون أن تشربوا كأس الرب وكأس شياطين لا تقدرون أن تشتركوا في مائدة الرب وفي مائدة شياطين" (1كو 10: 20، 21). ز - الهدف من كرازة بولس الرسول أن يرجع عبَّاد الأصنام من الظلمة إلى النور كما كلَّفه الله بهذا قائلًا "أنا الآن أرسلك إليهم لتفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلمات إلى نور ومن سلطان الشيطان إلى الله. حتى ينالوا بالإيمان بي غفران الخطايا ونصيبًا مع القديسين" (أع 26: 17، 18).. فكيف تكون الظلمة حيث كرسي الشيطان وسلطانه طريقًا للملكوت؟! |
||||
04 - 07 - 2014, 03:21 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب عقيدة خلاص غير المؤمنين: بين الجذور والثمار
الزواج بغير المؤمنين كثمرة لعقيدة خلاص غير المؤمنين
توقع الأخوة الكاثوليك إن المجمع الفاتيكاني الثاني سيجعل الكنيسة أشد جاذبية بعد إنفتاحها على العالم والأديان الأخرى بهذه الصورة، ولكن الحقيقة إنه خلال العقود الثلاثة التالية للمجمع من سنة 1965-1985 شهدت الكنيسة الكاثوليكية ضعفًا شديدًا، فمثلًا بينما كان يواظب 30% من الفرنسيين في الخمسينات في قداس الأحد، انخفضت النسبة إلى 23% سنة 1966م، وإلى 17% سنة 1972م، ثم إلى 12% في الثمانينات، وبينما كان عدد الكهنة في فرنسا سنة 1965م 40 ألف هبط إلى 36 ألف سنة 1975م ثم إلى 28 ألف سنة 1985م، وبعد أن كان عدد الراهبات سنة 1950م ألف راهبة هبط العدد إلى 500 سنة 1968م ثم إلى 100 راهبة، وقفزت نسبة الطلاق من 10% سنة 1963م إلى 20% سنة 1979م، ثم وصلت إلى 33% سنة 1985م. أما أكثر الثمرات مرارة فهي ثمرة الزواج بغير المؤمنين، معتمدين على ما أسموه "التفسيح البولسي" مع أن بولس الرسول لم يقصد على الإطلاق ما يتممه الأخوة الكاثوليك، ومن العجب العجاب إنه بينما ترفض الكنيسة الطلاق في حالة الزنا، وترفض زواج الطرف البريء، فإنها تسمح لأولادها بالزواج من غير المؤمنين حتى لو كانوا من الوثنيين أو الملحدين، ويتم الزواج داخل الكنيسة الكاثوليكية وبحل منها، وقد يتم على مرحلتين الأولى الصلاة على الطرف المسيحي داخل الكنيسة والثانية على الطرف الآخر غير المسيحي خارج الكنيسة، وقد تكتفي الكنيسة بالصلاة على الطرف المسيحي فقط إذا رفض الطرف الغير مسيحي الصلاة له ن قِبل كاهن مسيحي(1). قبل المجمع الفاتيكاني الثاني كانت الكنيسة الكاثوليكية ترفض وتحرم مثل هذه الزيجات، فجاء في مختصر اللاهوت الأدبي الكاثوليكي " أما زواج غير المعمَّدين فهو من إختصاص السلطة المدنية. أما الكنيسة فلا شأن لها في هذا الزواج، وبالتالي فإن شرائعها الزوجية لا تطبق على اليهود ولا المحمدين (المسلمين) أو الوثنيين أو غيرهم ممن لم يقبلوا سر العماد" (40) (وتكرر نفس المعنى تحت بند 692 ص 602، 603 نفس المرجع، وتحت رقم 693 ص 603). وجاء القانون العاشر من قوانين مجمع اللاذقية " لا تتزوجن مبتدعًا" (41) وفي القانون 31 لنفس المجمع " لا يجوز أن نعطي أولادنا بالزواج إلى المبتدعين يتخذون مصاهرة المؤمنين سبيلًا لإفساد أفكارهم ودفعهم إلى اعتناق تعاليمهم الفاسدة" (42) وجاء في خلاصة القانون 72 من قوانين مجمع ترولو " الزواج الذي يعقد بين مؤمن ومبتدع باطل" (43). يدَّعي الأخوة الكاثوليك أن بولس الرسول أعطى تفسيحًا للزواج بغير المؤمن عندما قال " وأما الباقون فأقول لهم أنا لا الرب إن كان أخ له امرأة غير مؤمنة وهي ترتضي أن تسكن معه فلا يتركها. والمرأة التي لها رجل غير مؤمن وهو يرتضي أن يسكن معها فلا تتركه لأن الرجل غير المؤمن مقدَّس في المرأة والمرأة غير المؤمنة مقدَّسة في الرجل. وإلاَّ فأولادكم نجسون. وأما الآن فهم مقدَّسون" (1كو 7: 12 - 14). وعن الزيجة القائمة فعلًا بين طرفين غير مؤمنين، ثم آمن أحدهما، أجاب الرسول بولس بأمانة بالغة إذ قال "وأما الباقون فأقول لهم أنا لا الرب.." أي إن الرب يسوع لم يعط وصية صريحة في هذا الأمر، وليس معنى هذا أن هذا الكلام هو كلام بولس الرسول نطق به بدون وحي من الروح القدس. 2- لو عدنا إلى أول الفقرة (1كو 7: 8 - 12) نجد معلمنا بولس الرسول يتحدث عن عدَّة فئات من المؤمنين، أولهم غير المتزوجين وهؤلاء دعاهم للبتولية (ع 8) ثم الأرامل ودعاهم أن يظلوا كما هنَّ. ثم تحدث عن المتزوجين زواجًا مسيحيًا وأوصاهم بعدم الطلاق. وأخيرًا تحدث عن فئة كانت قائمة في بداية الكرازة بالمسيحية ومنتشرة بكثرة، إذ يؤمن أحد الزوجين ويرفض الأخر الإيمان، فبولس الرسول يتحدث عن زواج قائم بالفعل بدليل الآتي: أ - قال " إن كان أخ له امرأة غير مؤمنة " أي متزوج، وليس أخًا يبحث عن زوجة لكي يرتبط بها.3- أمر بولس الرسول في نفس الإصحاح أن الزواج الجديد لابد أن يتم بين طرفين مسيحيين، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فقال "المرأة مرتبطة بالناموس مادام رجلها حيًا ولكن إن مات رجلها فهي حرة لكي تتزوج بمن تريد في الرب فقط" (1كو 7: 39) فقوله "في الرب فقط" تعني الارتباط على أساس الإيمان المسيحي فقط. وأكد معلمنا بولس الرسول نفس المعنى في الرسالة الثانية لأهل كورنثوس قائلًا " لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين لأنه أية خلطة للبر والإثم.. وأية شركة للنور مع الظلمة وأي اتفاق للمسيح بع بليعال. وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن. وأيَّة موافقة لهيكل الله مع الأوثان. فإنكم أنتم هيكل الله الحي" (2كو 6: 14-16). 4- أليس الزواج سرًّا مقدَّسًا من الأسرار السبعة؟! ألاَّ يقر الأخوة الكاثوليك بهذا، ويعترفون أن الروح القدس يحل على العروسين فيوحّدهما في جسد واحد؟! كيف يحل روح الله على طرف غير مؤمن لا يؤمن بالثالوث ولا بالتجسد، ولم يعتمد، وليس له علاقة بالروح القدس؟! هل إلى هذه الدرجة تهاونت كنيسة روما، حتى إنها تصلي على الطرف غير المسيحي في الكنيسة، أو خارجها، أو لا تصلي على الإطلاق، وترسل له الفتاة المسيحية؟! أي زواج هذا؟!!! بل وقد يسمحون لرجل الدين الغير مسيحي أن يؤدي بعض الأمور الخاصة به داخل الكنيسة، فمثلًا بعد أن يصلي الكاهن، يتلو الشيح آيات الذكر الحكيم!!! 5- كيف تعيش أسرة كهذه؟! كيف يصليان معًا؟! وكيف يصومان معًا؟! وكيف يُعيّدان معًا؟! وأي كتاب يقرأن؟! وفي هذا الخضام، كيف يكون حال الأطفال؟! أي دين يتبعون، أم أنهم يفقدون إيمانهم كلية؟!! 6- كيف يمكن للكاثوليكي أن يوفق بين ارتباط كهذا، وبين قرارات المجمع الفاتيكاني الثاني التي تنص على قدسية الزواج، وإن الزواج هو التقاء الطرفين بالمسيح، وهذا الزواج على مثال ارتباط المسيح بالكنيسة، وعلى الزوجين أن يشهدا للإيمان المسيحي، ويربيان أولادهما في الإيمان المسيحي، ومن أمثلة ذلك ما يلي: - " 48 - قداسة الزواج والأسرة. (ب). وكما قطع الله فيما مضى عهد محبة ووفاء لشعبه هكذا يلتقي اليوم مخلص البشرية بالزوجين المسيحيين في سر الزواج، وهو يبقى معهما.. إن الحب الزوجي الأصيل ينبثق من الحب الإلهي" (44). - " المتزوجون المسيحيون يُعبّرون بقوة سر الزواج عما بين المسيح والكنيسة في وحدة سرية وحب خصب ويشتركون فيه (أف 5: 32) ويتعاونون ليصلوا إلى القداسة في الحياة الزوجية وفي ولادة البنين وتربيتهم" (45). - " ففي الأسرة يجد الزوجان دعوتهما الخاصة أن يكونا شاهدين للإيمان ومحبة المسيح، الواحد أمام الآخر وكلاهما أمام أبنائهما" (46). - " وعلى المتزوجين والوالدين المسيحيين.. أن يلقنوا بمحبة أبناءهم الذين رزقهم إياهم الله التعاليم المسيحية والفضائل الإنجيلية" (47). - " فالزوجان المسيحيان.. أول من يهتم بنقل الإيمان لأبنائهما وتربيتهم عليه" |
||||
|