رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"الأخ لن يفتدي الإنسان فداءً، ولا يعطي الله استغفارًا عن ذاته، وثمن خلاص نفسه" [7-8]. بمعنى إنه إن لم يتب الإنسان عن الخطية ويصنع أعمالًا مرضية لله لن يقدر أن يفتديه أخ أو أحد أخِصَّائه أو أقربائه، ولو كان فاضلًا، لأن كل أحد يُكافأ منفردًا حسب أعماله... - لا يوجد شيء من أمور العالم تساوي قيمة النفس لكي تفديها. إن قام "نوح ودانيال وأيوب فإنهم إنما يخلصون أنفسهم ببرهم يقول السيد الرب... إنهم لا يخلصون بنين ولا بنات" (حز 14: 14-16). ولكن إن قلت يا هذا: ألست شفاعات القديسين نافعة؟ نقول إن شفاعتهم نافعة لكنها تحتاج إلى توبة المذنب وإلى تعب في هذا العمر حتى يمكن اقتناء الحياة الأبدية. وأما إنسان مثلنا خاطئ فلن يقدر أن يفدينا، ولا أن يستغفر الله عنا، سوى دم ربنا يسوع المسيح الإله المخلص. الاب أنثيموس الأورشليمي - يوجد بعض الناس يتكلمون على أصدقائهم، وآخرون على فضائلهم (قوّنهم)، وآخرون على غناهم. هذه هي عجرفة البشرية التي لا تتكل على الله... "الأخ لن يفتدي، فهل يخلص إنسان؟". هل تتوقع إنسانًا يفتديك من الغضب القادم؟! القديس أغسطينوس لا تتطلع إلى أخ لخلاصك بل إلى الإله المتأنس يسوع المسيح، فهو وحده قادر أن يُقدم فدية لله عنا جميعًا... دم ربنا يسوع المسيح المقدس والثمين جدًان الذي سفكه لأجلنا جميعًا... - ليس لأنه سكن بيننا "في شبه جسد الخطية" (رو 8: 3)، تظن أن ربنا إنسان مجرد؛ وتفشل في ملاحظة قوة لاهوته. إنه لا يحتاج أن يُقدم لله فدية عن نفسه،... فإنه "لم يفعل خطية ولا وُجد في فمه غش" (1 بط 2: 21). القديس باسليوس الكبير - الذي يُلقَى مرة هناك (في نهر النار) يبقى فيه إلى الأبد، ليس من يقدر أن ينقذه من عقوبته، سواء كان أبًا أو أمًا أو أخًا. - يعلن حزقيال ما هو أكثر من هذا: "وإن كان نوح ودانيال وأيوب في وسطها فإنهم لا يخلصون بنين وبنات" (راجع حز 14: 16). فإنه يوجد دفاع واحد، وهو الأعمال (في الرب)، من يتجرد منها لا يخلص بأية وسيلة أخرى. إذ ننشغل بهذه الأمور ونتأمل فيها باستمرار نطهّر حياتنا ونجعلها بهية، فنرى الرب بدالة، وننال الوعد بالخيرات بنعمة ورأفات ربنا يسوع المسيح، الذي به ومعه المجد إلى أبد الأبد مع الآب والروح القدس. آمين. - وكما قال أيضًا النبي معلنًا ذات الشيء: "الأخ لن يفتدي، فهل يُفتدى إنسان؟" كلى، حتى وإن كان موسى أو صموئيل أو إرميا. اسمع كمثال ما يقوله الله في هذا الأمر الأخير: "لا تُصلي لأجل هذا الشعب، فإنني لا أسمع لك". ولماذا تتعجب إنني لا أسمع لك، "وإن وقف موسى وصموئيل أمامي" (إر 15: 1) لا أقبل طلباتهم عن هؤلاء الناس. نعم، إن كان حزقيال يتوسل، يُقال له: "وإن وقف نوح ودنيال وأيوب فإنهم لا يخلّصون بنين وبنات". وإن توسل البطريرط إبراهيم لأجل المصابين بمرض مُستعصي شفائه ولا يمكن تغيرهم فإن الله يتركه ويذهب في طريقه (تك 18: 33)، حتى لا يقبل صرخته لأجلهم. مرة أخرى إن كان صموئيل يفعل ذلك، فيُقال له: "لا تنح على شاول" (راجع 1 صم 16: 1). وإن توسل أحد من أجل أخته وكان الأمر غير مناسب فسيسمع ذات الأجابة التي قيلت لموسى "ولو بصق أبوها بصقًا في وجهها" (عد 12: 14). - دعى إبراهيم الإنسان الغنى "ابنًا" (لو 16: 25)، ومع ذلك لم يقدر أن يقوم بواجب أبٍ. ودعاه الغنى: "أبي"، ومع هذا لم يستطيع أن يستمتع بما ينتظره ابن من مشيئة أبيه الصالحة. حدث هذا ليُعلّمكم إنه لا يمكن للعلاقة الأسرية ولا للحب أو العاطفة أو لشيء آخر أن يُعين من خانته حياته هو . - وأوضحنا بإسهاب إننا بحسب رآفات الله ومحبته يلزمنا أن يكون لنا رجاء الخلاص في أعمالنا البارة (بنعمة الله) دون حسبان لآبائنا وأجدادنا وآباء أجدادنا، أو أقربائنا وأصدقائنا وعائلاتنا وجيرانا، لأن "الأخ لا يفتدي، فهل يُفتدى إنسان؟"... لقد استجدت الخمس عذارى زيتًا من رفيقاتهن ولم يحصلن على شيء. فالإنسان الذي دفن وزنته في الأرض يبدي أعذارًا لكنه يُدان. القديس يوحنا الذهبي الفم |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
غنى الإنسان يلزم أن يعمل على خلاص نفسه لا هلاكها |
يليق بمن يود خلاص نفسه أن يعطي فضة |
الله نفسه خلاص شعبه ونصيبهم |
لأجل خلاص نفسه |
حرص ابونا بيشوي كامل علي خلاص نفسه |