رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عاموس والعقاب القاسى وهذا ينتهى بنا آخر الأمر ، إلى ما أعلنه عاموس عن العقاب الإلهى ... فالإله العادل القدوس ، هيهات أن يسكت أو يتغاضى أو يرضى عن آثام الناس وشرورهم ، أو كما قال أحدهم : « قد ينجو الناس من العقاب البشرى كثيراً ، فالعدالة البشرية ، إذ هى بشرية ، بعيدة عن الكمال ، ومع ذلك فإن من لا ينجون من هذا العقاب أكثر كثيراً ممن ينجون ، وقد يتأخر العقاب ، ولكنه سيأتى فى صورة ما ، بهذه الكيفية أو بتلك ، ولنفرض أن الناس نجوا من العقاب البشرى ، فهل يمكن أن ينجوا من مواجهة الضمير؟ ، ... وإذا أمكنهم إسكات الضمير ، فهل يمكنهم أن يخلصوا أولادهم من نتائج ما ارتكبوا من خطايا وشرور ؟؟ .. كلا ، فليس هناك من نجاة .. » ... لأن من يزرع للجسد فمن الجسد يحصد فساداً ، ... وقد زرع الإسرائيليون فحصدوا ، وحصدوا حصاداً قاسياً شديداً ، فقد جاءتهم الساعة التى تحول فيها كل مجدهم وعزهم إلى الهوان والجوع ، والخوف والشقاء ، فأين أيام بقرات باشان !! ؟ . لقد أخذن بخزائم فى الأنوف، وأخذت ذريتهن بشصوص السمك ، ومن الشقوق خرجن إلى السبى والعار والتعاسة والفجاعة ، ... وهكذا أيضاً سادة صهيون ونقباء السامرة الذين ألفوا الناعمات نراهم وقد سيقوا سوق الماشية إلى السبى والعار والتشريد !! .. جاء تغلث فلاسر ملك آشور وقضى على بيت إيل ، وجاء بعده شلمناصر وأخذ السامرة ، ... وعندما تبدأ أمة حياتها بالأصنام ، كما بدأ يربعام بعجول الذهب ، فإنها - إن آجلا أو عاجلا - ستتحطم هى وأصنامها معاً كما حدث لإسرائيل عام 722 ق. م. وليست إسرائيل وحدها بل كل أمم الأرض كما تشهد وتؤكد فصول التاريخ !! ... أو كما قال أحدهم : عندما لم يبق فى قرطاجنة سوى الغنى الفاحش ، والفقر الذريع ، سقطت قرطاجنة تحت أقدام الرومان ، وعندما نسيت روما هذا الدرس وتلاشت منها الطبقة المتوسطة سقطت عند أقدام الغزاة البرابرة الذين وفدوا إليها من الشمال !! .. هل لنا - كأفراد أو جماعات أو أمم - أن نطلب طلبة أجور ابن متقية مسا : « اثنتين سألت منك فلا تمنعهما عنى قبل أن أموت : أبعد عنى الباطل والكذب لا تعطنى فقراً ولا غنى ، أطعمنى خبز فريضتى لئلا أشبع وأكفر وأقول من هو الرب ، أو لئلا أفتقرو أسرق وأتخذ اسم إلهى باطلا » " أم 30 : 7 - 9 " |
|