|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“إِنَّهُ لَحَسَنٌ أَنْ تَغَارُوا على الـخَير، في كُلِّ حِين”ّ!
وأَنْتُم تَعْلَمُونَ أَنِّي بِسَبَبِ عِلَّةٍ في جَسَدي بَشَّرْتُكُم لِلمَرَّةِ الأُولى. ومَعَ أَنَّ العِلَّةَ في جَسَدِي كَانَتْ مِحْنَةً لَكُم، فإِنَّكُم لَمْ تَحْتَقِرُونِي بِسَبَبِهَا ولَمْ تَشْمَئِزُّوا مِنِّي، بَلْ تَقَبَّلْتُمُونِي كَأَنِّي مَلاكٌ مِنَ الله، كَأَنِّي الـمَسِيحُ يَسُوع! إِذًا فأَيْنَ اغْتِبَاطُكُمُ الآن؟ وإِنِّي لأَشْهَدُ لَكُم أَنَّكُم لَوِ اسْتَطَعْتُم لَقَلَعْتُم عُيُونَكُم وَأَعْطَيْتُمُونِي إِيَّاهَا! فهَلْ صِرْتُ لَكُم عَدُوًّا، لأَنِّي كُنْتُ صَادِقًا مَعَكُم؟ إِنَّهُم يَغَارُونَ عَلَيْكُم لا لِخَيْرِكُم، بَلْ يُريدُونَ أَنْ يَصُدُّوكُم عَنِّي، لِكَي تَغَارُوا عَلَيْهِم! إِنَّهُ لَحَسَنٌ أَنْ تَغَارُوا على الـخَير، في كُلِّ حِين، لا في حُضُوري عِنْدَكُم فَقَط. يَا أَوْلادِيَ الَّذِينَ أَتَمَخَّضُ بِكُم ثَانِيَةً حتَّى يُصَوَّرَ الـمَسِيحُ فيكُم! كُنْتُ أَوَدُّ أَنْ أَكُونَ الآنَ حَاضِرًا عِنْدَكُم، وأُغَيِّرَ لَهْجَتِي، لأَنِّي مُحْتَارٌ في أَمْرِكُم! قراءات النّهار: غلاطية ٤: ١٣-٢٠ / لوقا ١٠ : ٢١-٢٤ التأمّل: من منّا لا يعاني من صعوبات أو ضيقات في حياته؟! من منّا لم تضع الحياة عراقيل أمامه؟ مع ذلك، نجد مار بولس مؤكّداً بأنّ كلّ الصعاب لم تثنه عن تأدية دوره ورسالته ومهامه وأهمّها ولادة النّاس للمسيح أي نفح روح الحياة الحقيقيّة في قلوبهم وحياتهم! ولكن، أبرز ما أشار إليه الرّسول هو تفضيل الناس لمن يتملّقهم على من يقول لهم الحقيقة وفق ما ورد بوضوح وهو: “فهَلْ صِرْتُ لَكُم عَدُوًّا، لأَنِّي كُنْتُ صَادِقًا مَعَكُم؟”! يدعونا الرّسول إلى الصدق وإلى العيش بصدق كي يحترم النّاس مصداقيّة هويّتنا المسيحيّة! |
|