منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 12 - 2012, 04:16 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

تربية الأطفال تبدأ من الكنيسة



تربية الأطفال تبدأ من الكنيسة، منذ دخول الطفل لأول مرة إليها، إلى جرن المعمودية، حيث يتعمَّد الطفل وينال الولادة الثانية، أو الميلاد الجديد من الماء والروح، حيث يدخل في بنويَّة الله بالمسيح يسوع وبالروح القدس، ثم يُوسم بالمسحة المقدَّسة لتقديس الروح والجسد. وكما تقول الصلوات الطقسية عن الطفل المُعمَّد أنه:

”خروفاً في القطيع المقدس للمسيح،
عضواً مُكرَّماً في الكنيسة الجامعة،
إناءً طاهراً،
ابناً للنور،
وارثاً للملكوت،
حتى إذا جاهد كوصايا المسيح، وحرس خاتم الروح القدس مـن أي سارق، وحفظ اللباس غير المضمحل؛ يفـوز بطوبـاويـة أصفيائك بالمسيح يسوع ربنا“

ومن هنا، ومنذ دخوله في رعوية المسيح، فقد صار المولود الجديد مسيحياً كاملاً (ليس من جهة السلوك، بل من جهة المقوِّمات)، مسيحياً مثل والديه، وإناءً للروح القدس. وفي الحال يتقدَّم إلى التناول من الأسرار المقدسة، إذ ليس في طقس الكنيسة ثغرات زمنية بين لحظة المعمودية، ولحظة المسحة المقدسة، ولحظة التناول من الأسرار المقدسة؛ كما في بعض الكنائس الأخرى التي قد تدوم فيها مثل هذه الثغرات شهوراً أو أسابيع


والآن، ومنذ صرف الكاهن الوالدين من الكنيسة بإعطائهما السلام من الرب ليكون معهم ومع ابنهم وليدهم الجديد لله، يكون قد استقرَّ في ابنهما المصدر الحقيقي للقوة الروحية.

ثم تبدأ بعد ذلك مسئولية الوالدين، ليبدآ في المساهمة في التكوين الروحي لوليدهم، ليسقياه في البيت من كل ما يُنمِّيه في ”النعمة والحكمة والقامة أمام الله والناس“ على مثال المسيح.
وبالإضافة إلى تغذية الوليد في البيت، فهناك تغذيته في الكنيسة باصطحابه معهما لحضور الليتورجية المقدسة (القداس الإلهي)، حيث بالفعل وبالجو الذي يسود القداس، يُداوم على التناول من الجسد والدم المُحييين الأقدسين، حيث يعمل فيه ربنا يسوع المسيح وروحه القدوس عملهما في تنشئة الطفل وإنمائه روحياً.
أما الوالدان، فيبدآن بتغذية وليدهما أولاً بالمحبة والحنان اللذين هما الأساس الوطيد لصحة وليدهما النفسية والروحية والأخلاقية.
ثم بعد الكنيسة، في أسرار المعمودية والمسحة المقدسة وسر الإفخارستيا، ينتقل دور التربية إلى البيت. وهذا يرجع إلى أن عملية التربية تقع على عاتق وبصلوات الوالدين والجدِّ والجدَّة. وكما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: ”إن قدوة هؤلاء هي كل شيء“.
ويُحذِّر القديس يوحنا ذهبي الفم ضد أي شكل من أشكال القهر والغصب المادي أو النفسي على الطفل. وهو يؤكِّد على أن تكون الكلمات التي تخرج من أفواه الآباء والجدود، وطريقة التخاطُب بينهم وبين كل واحد تجاه الآخر وتجاه طفلهم، صالحة وبطريقة تؤثِّر تأثيراً إيجابياً في طريقة كلام الطفل وتخاطُبه هو الآخر مع الآخرين.
وعموماً، هناك عوامل هامة ينبغي التأكيد عليها في تنشئة أطفالنا:
+ الانتباه إلى توفير المحبة الشديدة لحياة الطفل، وهذه المحبة يجب أن تظهر كصورة لمحبة الله تجاه البشرية التي أظهرها في شخص المسيح.

هذه المحبة يجب أن تظهر في الظروف المختلفة لحياة الطفل، ومقياسها يكون حينما يُسيء الطفل السلوك. فطبعاً لابد أن يتعلَّم الطفل الفرق بين الخطأ والصواب. والأطفال حسَّاسون جداً لمعنى ”العدل“ في مواجهة أفعال الطفل، ولكن الطفل لا يفهم لماذا يصير الوالدان (أو أحدهما) غاضباً بعنف على الطفل بسبب بعض التوافه الصغيرة. ربما يحدث هذا حينما يظن الوالدان (أو أحدهما) أن الطفل يتعمَّد الخطأ لإحراج والديه أمام الناس.

وعلى الوالدين أن يتذكَّرا دائماً أنهما حينما يُحذِّران الطفل ويُهدِّدانه بالعقاب، فإنهما يفعلان ذلك في نطاق ما سيفعلانه فعلاً، أي دون مغالاة في نوع العقاب، ثم بعد العقاب الرسمي يجب أن يُظهرا الاستعداد للمغفرة. وكثيراً ما يترك الوالدان الطفل تحت الفكر الخاطئ بأنهما لا يحبانه لأنه شرير.

وكما في كل حالات المغفرة، يجب إظهار أننا نكره الخطية، ولكننا لا نكره الخاطئ، وعلينا أن نُظهِر لأطفالنا ذلك.

وبنفس الطريقة، فإذا ما اعترف الطفل بسوء فعله، أو أظهر الندم والتوبة، فلابد أن تكون الاستجابة بناءً على ذلك: التخفيف من التوبيخ أو العقوبة. وهذا لا يعني أن نتغاضى عن الخطأ، بل أن نُشجِّع الطفل ألاَّ يخفي خطأه أو يُنكره.

والخداع الذي يحاوله الطفل، هو أكثر خطورة من أي شرٍّ أو خداع بين الوالدين والطفل. وسواء هذا أو ذاك، فستتزايد الصعوبة في حفظ وتصحيح علاقات المحبة داخل الأسرة.

+ وبنفس الطريقة، فإن أي طفل ينمو وهو محاط بجوٍّ من الصلاة التي تصعد داخل البيت، سوف يجد نفسه بالتأكيد منجذباً إلى نمط الصلاة بانتظام وبلا أي مجهود. والمقصود من ”بلا أي مجهود“، ليس أن لا نبذل أي مجهود في الصلوات التي نؤدِّيها داخل البيت، بل المقصود هو ذلك البيت الذي يؤدِّي الصلوات دون كسر في نظامها ومواعيدها.

إن قلب الطفل، بقدوة المحبة والصلاة داخل البيت، سوف يتأثر دون كلام ووعظ كثير عن أهمية الصلاة، إذ سوف ينجذب إلى الصلاة كعمل طبيعي ومعتاد داخل الأسرة.
إن مفتاح هذا العمل الطبيعي والمعتاد داخل الأسرة هو المثابرة على الصلاة بمحبة، ولكن مع كثير من الأشكال المختلفة للعبادة، مثل: استخدام الأيقونات، والترتيل، ورشم الصليب، إن أمكن السجود
والاقتداء بكل ما يمكن استخدامه للتركيز على الشيء الواحد الذي نحن جميعاً محتاجون إليه، وهو الصلاة ومحبة الله كما أحبنا الله؛ وقليلاً قليلاً كلما نما الطفل، سيكتشف ماذا يريد الله منه أن يؤدِّيه ويفعله في حياته.

+ أما السؤال الهام، والذي يخشى البعض سؤاله هو عن الطاعة. ولكن، مرة أخرى، إن قدوة الوالدين ذات أهمية لا يمكن إغفالها. فإذا لم يَرَهما الطفل وهما يحترمان أحدهما إرادة الآخر، فلن يتعلَّم ويُمارس الطاعة لهما.

إن كل آباء الحياة المسيحية يُعلِّمون بأن الطاعة هي مطلب روحي هام. والأبناء الذين لا يتعلَّمون هذه العادة في أيامهم الأولى، سيجدونها صعبة التعلُّم فيما بعد. والأطفال الذين يخترعون الحِيَل ليسلكوا حسب هواهم، لن يتعلَّموا أن يحبوا، لأن المحبة الحقيقية هي النتاج الحقيقي للطاعة.

+ ويحث القديس يوحنا ذهبي الفم الوالدين أن يراقبا مشاعر أطفالهما. فنحن لا يمكن أن نضع على أعينهم غمامة، بل علينا أن نتأكَّد من أنهم يـرون الأشياء ليس بمناظرهـا السلبية التي كثيراً ما تظهر على شاشات التليفزيون أو الكمبيوتر.

فيمكننا أن نساعد أطفالنا على أن يقبلوا الجمال الذي خلقه الله في العالم. وهذا يمكن أن نُنفِّذه عملياً بكثرة التنزُّه في الأماكن الريفية، وأيضاً باقتناء بعض القطع الجمالية داخل بيوتنا، مثل جمال اللوحات الفنية، أو جمال الموسيقى. قد يسمع أو يرى أطفالنا هذه الأمور، ولكن بصراحة في المدرسة أو من الأصدقاء، ولكن الوالدين لابد أن يُكملوا ما يراه أو يتعلَّمه أطفالهم هناك بما يُصحِّح أو يُكمِّل ذلك إلى الأفضل.

إن كل الاحتمالات واردة طبعاً، وكل طفل - على حِدة - مختلف عن غيره. لذلك، فمن الأفضل أن نحاول أن نتأكَّد من أن أطفالنا يتربَّون وهم مُحاطون بالمحبة والصلاة والحق والجمال، بالإضافة إلى قدوة الوالدين التي تُشيع السلام والوحدة والمحبة والطاعة داخل البيت. حينئذ سينمون كأشخاص روحيين، ويُكمِّلون دعوتهم الإنسانية كأولاد لله. آمين.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إن تربية الطفل يجب أن تبدأ قبل ولادته
لا للفوضى في تربية الأطفال
نصائح وإرشادات فى تربية الأطفال
تعلم طرق تربية الأطفال الصحيحة
أسس تربية الأطفال


الساعة الآن 03:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024