التجربة في حد ذاتها ليست خطيئة، فإننا نخطئ عندما نستسلم للتجربة ونعصي الله. لذلك قال الآباء "ليس الخطأ أن تحوم الطيور حول رؤوسنا، بل الخطأ أن تتخذ الطيور من رؤوسنا أوكارًا لها". وفي الواقع، تدخل التجربة في مخطط الله الذي لا يريدنا ان نسقط، بل ليمتحن حبنا (أيوب 1-2).
إنها شرط ضروري للفضيلة المجربة "لأَنَّه لابُدَّ مِنَ الشِّقاقِ فيما بَينَكُم لِيَظهَرَ فيكُم ذَوُو الفَضيلةِ المُجَرَّبة" (1 قورنتس 11: 19). ولا يمكنُ أن تخلوَ حياتُنا في غربتِنا الأرضيّةِ هذه من المحنةِ أو التجربة. لأنَّ تقدُّمَنا يتمُّ عن طريقِ التجربة. وفي هذا الصدد يقول القديس أوغسطينوس "لا أحدَ يقدرُ أن يَعرِفَ نفسَه إلا إذا مرَّ بالتجربة، ولا يمكنُ أن يُكلَّلَ بالمجدِ إلا إذا غَلَبَ"